القدس لا فيصل لها الآن!
أكثر من ٧ سنوات فى الراكوبة
أولاً أنا لا أخفي إعجابي وتقديري لشخصية الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز طيب الله ثراه، ضربة لازب؛ ذلك لأن الرجل كان يمثل الشخصية العربية والإسلامية بكل جوانبها وملامحها، من حيث النشأة والتربية والمبادئ والسلوك والمواقف والأقوال والأفعال. علاوة على ذلك، كان الفيصل يجسد شخصية الحاكم المسلم الغيور على عقيدته وشعبه وبلده، التي لم تكن تعني بالنسبة له المملكة العربية السعودية فحسب، بل تشمل كل ديار الإسلام والعروبة حيثما وجد من ينطق بالشهادتين ويتحدث العربية كلغة أم أو ثانية! وبدون شك، فإن هذا التوجه كافٍ ليجعل من الفيصل شخصية متميزة بكل ما تحمل الكلمة من معنى! ونحن نتذكر الفيصل هذه الأيام والأمة الإسلامية عموماً والعربية خصوصاً تتلقى طعنة نجلاء من الإدارة الأمريكية بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل. ولعمري يعد هذا أسوأ قرار يصدر من قوة عظمى بعد وعد بلفور بإقامة دولة يهودية في فلسطين عام 1917. كما يحدث هذا في وقت تشهد فيه الأمتان العربية والإسلامية حالة من الاضمحلال والضعف والهوان على الأمم لم نعلم لها مثيلاً في تاريخهما، إلا في عصر التتار؛ ففي ذلك الوقت جعل الخور المسلمين يعاونون التتار على إخوانهم خوفا منهم، فكان ثمة انقسام شديد بين حكام المسلمين، حتى استهان بهم العدو وأمكن منهم! ولعل هذا هو ما يحدث الآن تماماً وكأن التاريخ يعيد نفسه فنرى بعض حكام المسلمين والعرب يتذللون لمن يسومهم خسفاً ويتوددون له إما خوفاً منه أو طمعاً في نصرته، وما ذلك بممكن أبداً حتى نتّبع ملتهم أو يدخل الجمل في سم الخياط. ولكن هنالك ثمة شعاع خافت في آخر هذا النفق المظلم ينبعث هذه المرة من عاصمة آخر خلافة إسلامية، إسطنبول، فقد جاء على لسان السيد رجب طيب أردوغان قوله: "إذا فقدنا القدس فلن نتمكن من حماية المدينة المنورة"! وكم كنت أود أن يلتقط زعماء الأمة الإسلامية والعربية القفاز ويعلنوا موقفاً قوياً يتجاوز الشجب والاستنكار لقرار ترمب بحيث --- أكثر