الحوار الوطني.. مجرد مشاركة في الحكم أم في السلطة أيضاً؟ ... حيدر إبراهيم علي

أكثر من ٦ سنوات فى الراكوبة

يتميز الإسلامويون بقدرة رهيبة على المناورة والخداع مستندين على مبادئ "التقية" ووصية قضاء الحاجات بالكتمان وأن الحرب خدعة، وتساعدهم في تنفيذ خطط الخداع والمناورة معارضة ساذجة بلهاء صدٍّقة وعاجزة ولا مبالية فقدت النخوة والكرامة والمبادرة والجرأة، وظلت تلوذ بصمتٍ يشبه الرضا.

أولاً: مررت المعارضة فكرة إجراء الحوار دون أن تضغط على النظام لتجبره على تهيئة ظروف وشروط حوار غير معيب وصحيح بعيداً عن الإستهبال و"أمور التلات ورقات"، وأن يتم في أجواء ديمقراطية أو على الأقل بلا قمع وتدخل أمني، فمضى النظام وأجرى حواره بطريقته وبشروطه وبالشكل والمضمون الذي يريده.. والأهم من كل هذا هو أن فكرة التمكين التي يقول بها الإسلامويون تتعارض جذرياً مع فكرة الحوار، لأن التمكين "لعبة صفرية" كل شيء أو لا شيء، وهو لا يسمح بأيَّة ثغرة يتسرب منها الآخر. وهذا النظام غير مستعد للتنازل مجاناً وطواعية عن موقع خفير مستشفى يشغله إسلاموي، لأنه يعتبر ذلك خصماً عن بناء التمكين.
تمخضت مخرجات الحوار عن تشكيل حكومة انتقائية اختير عناصرها من المؤلفة قلوبهم والرجال السحالي الذين يشبهون ماء الوضوء بلا طعم ولا رائحة ولا لون وبلا مواقف ومبادئ.
وهنا لابد لنا أن نفرق جيدًا بين المشاركة في الحكم والدخول في الحكم، فوزراء الأحزاب الأخرى مجرد "محللين" لبرنامج حزب المؤتمر الوطني. فقد دخل هؤلاء الحكومة بسلطات أقل من وكلاء وزارات ليكونوا مجرد تنفيذيين للسياسات الموضوعة مسبقاً من قبل أمانات المؤتمر الوطني. فهؤلاء الوزراء نمور بلا أنياب، ولأعضاء المؤتمر الوطني فيتو حتى على طريقة التنفيذ للسياسات التي لم يضعها وزراء الحوار.
هذا الفرق بين الحكم والسلطة يعكس الفهم التعيس والبائس لدى الأحزاب الكرتونية. فهل قدمت هذه الأحزاب برامج حين تقدمت للتسجيل؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فأين هذه البرامج الآن وكيف يريدون تطبيقها أو الدفاع عنها؟.. ولا ينطبق هذه الوضع على وزراء الحوار الوطني، بل نجد وزرا --- أكثر

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على