أين نحن من عدلك يا عُمرُ؟ ... هنادي الصديق

أكثر من ٦ سنوات فى الراكوبة

بلا حدود

* بينما ينتظر أهل الهامش (نقطة مويه)، تروي ظمأ السنين وتنظف ما علق بالجسد والملبس من قذارة، وبينما يتعشمون في حزمة ضوء تنير عتمة أيامهم الحالكة، وفي الوقت الذي يشتهون فيه لقمة طريَة طالما حلموا بها ولم يرها، نجد أن كل أمانيَهم تقف في حدود ما يُلقي خارج منزل (أمير المؤمنين)، وأعني به المسئول الأول بالمنطقة سواء أكان والياً أو معتمداً أو وزير.اً
* سمعنا وتعلمنا من مواقف الخلفاء الراشدين معنى كلمة (زهد الحاكم) التي جعلتنا نتوق لعدل عمر بن الخطاب وعمر بن عبدالعزيز وعمرو بن العاص.
* ولعل ما رواه الأئمة في زهد عمر بن الخطاب يجعل حكامنا يتوارون خجلاً، فقد أصاب الناس سنة غلا فيها السمن، فكان عمر رضي الله عنه يأكل الزيت، فتقرقر بطنه، فيقول: قرقر ما شئت، فوالله لا تأكل السمن حتى يأكله الناس، قال: فنقر بطنه بأصبعه، وقال: تقرقر إنه ليس عندنا غيره حتى يحيى الناس، (دلوني على حاكم مسلم واحد لازال ينتهج نهج الخليفة عمر)!
* أما عمر بن عبدالعزيز فكان مرجعاً في الزهد، في أول أيام له بالخلافة، خيّر مواليه بين المكوث معه على عشرة دنانير أو التخلي عن خدمته، ثم ذهب إلى زوجته فاطمة وخيرها بين أن تدع (حليها وجواهرها) في بيت مال المسلمين (وقد كانت تملك ما لا يعد ولا يحصى من الحلي) أو أن يطلقها، فأبت أن تتركه وتخلت عن كل ما تملك لقاء البقاء مع هذا الرجل الصالح. (دلوني على فاطمة واحدة) رهنت كل ما تملك لبيت مال المسلمين).
* ويروي غلام أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز: دخلت يوماً بيت أمير المؤمنين، فقدمت لي مولاتي فاطمة عدسًا، فقلت بازدراء: كل يوم نأكل العدس؟ فأجابتني: هذا طعام أمير المؤمنين. ( تذكرت كيف سيكون شعور أمير المؤمنين عمر عندما يرى (موائد السلطان)، وبها من اللحوم أطيبه ومن الفواكه أغلاه، ومن الخبز أنظفه، ومن الحلويات أحلاه، وكيف أنها حكراً على أصحاب (المقام الرفيع)، وكيف أن الفقراء لا يجدون حتى فتاتها. (أين حكامنا من الخليفة عمر)؟؟
--- أكثر

شارك الخبر على