التوتر المصري السوداني يعبّد مشاريع "السلطان" في إفريقيا

أكثر من ٦ سنوات فى الراكوبة

لا ينتهي الخلاف بين الخرطوم والقاهرة إلّا ليبدأ مجدداً، فالتوتر الخفي بينهما يصعد أحياناً إلى العلن، كما وقع مؤخراً عندما استدعى السودان سفيره في مصر لأجل التشاور، ممّا يبين أن الملفات التي تفرّق الطرفين باتت أكثر ثقلاً.

لم تمر زيارة رجب طيب أردوغان للسودان قبل أيام دون إثارة جدل واسع يعود إلى الدور الإقليمي لتركيا والتصادم الحاصل بينها وبين قوى أخرى في الشرق الأوسط، خاصة في ظل الأزمة الخليجية التي انحازت فيها أنقرة للدوحة، وهو الصدام الذي تفاقم مع حصول تركيا على حق إدارة جزيرة سواكن السودانية لفترة غير محددة. تمثل هذه الجزيرة أهمية استراتيجية في البحر الأحمر، فميناؤها هو الأقدم في السودان، وتطوير أنقرة له سيشعل نيران المنافسة مع موانئ أخرى في المنطقة كالموانئ الإماراتية، لا سيما وأن قطر، حليفة أردوغان، اتفقت هي الأخرى مع السودان قبل مدة لأجل إنشاء ميناء في مدينة بورتسودان.

بيدَ أن هذا التقارب الحاصل بين أردوغان وعمر البشير يقلق أكثر نظام عبد الفتاح السيسي الذي يجمعه عداء واضح مع أنقرة بسبب دعمها الكبير للإخوان، وما لحق ذلك من اتهام مصري لتركيا بمحاولة التدخل في شؤونها. فنفوذ تركي قوي في السودان سيضاعف من مخاوف النظام المصري من فتح مساحة لخصومه في جارته الجنوبية، وهو ما يؤكده المحلل السياسي التركي، فراس رضوان أوغلو، في تصريحات لـDW عربية، الذي يرى أن القاهرة مقتنعة بأن الوجود التركي في السودان سيضر بأمنها الاستراتيجي، سواء كان ذلك في إفريقيا، أو حتى داخل مصر، إذ تتخوف القاهرة من دعم تركي لما تبقى من الإخوان المسلمين داخل ترابها.

خلافات ممتدة

بعيداً عن الجوانب الدبلوماسية والعلاقات الاجتماعية التاريخية بين الشعبين، يسود علاقة مصر والسودان كثير من المد والجزر بسبب عدة ملفات، خاصة على ضوء اتهامات القاهرة للخرطوم بأنها تأوي أعضاءً من جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما ترّد عليه الخرطوم بكون القاهرة تضم كذلك معارضين للنظام السودا --- أكثر

شارك الخبر على