السودان الى أين فالحصول على الرغيف أضحي مدعاة للفرح والاحتفاء

أكثر من ٦ سنوات فى الراكوبة

استيقظت الام باكراً تسابق الفجر وشروق الشمس فأحس الاطفال بقيامها المبكر
سألها احد أطفالها يا ماما انتِ ماشية وين بالليل دا ، ردت الام انا ماشية أفتش ليكم الرغيف
تأخرت الام لنحو ساعتين او يزيد وعندما قرعت الباب تسابق الاطفال لأستقبال الرغيف بكرنفال فرح
تضافر الاطفال متزاحمين على الباب مهرولين بالهتاف فرحين مبتهجين ماما جابت عيش ماما جابت عيش
دخلت الام فناء الدار دخول الغزاة الفاتحين المنتصرين منتشية وعلامات النصر تعلو وتكسو وجهها
تعجبت حد الاندهاش بين مكذب ومصدق من المشهد التراجيدي او الكوميدي ان شئت يحدث أمامي
لا عجب هذه الايام لما يعانيه السودان من أزمات الدقيق والخبز والسكر وكل السلع الحياتية الضرورية
أضحت الصفوف في كل مكان هي السمة السائد لسائر السودانين بكل فئاتهم الاغنيناء والفقراء علي السواء
كل الطرقات تعج بالصفوف وترك الجميع أعمالهم للاصطفاف بعضهم في صفوف البنزين والجازولين والغاز
اما عن صفوف خبز الرغيف فحدث ولا حرج فالنساء يشكلن الظاهرة الكبري في هذه الصفوف الرغيفية
والرغيف وما ادارك بالرغيف سيد الموقف لا يكاد يشبه الرغيف شكلاً وكماً ونوعاً وسعراً فعيش الرغيف بلا هويه
ازاداد سعر الرغيفة في السودان الي أربعة اضعفاف خلال السته اشهر الماضية ونقص وزنه اربعه مرات
قال لي ابني الصغير ونحن علي مائدة العشاء يا بابا انا اليوم فطرت ب ثلاث عيشات وما شبعت
كان علي مائدتنا ثلاث عيشات فقط فقلت في نفسي هل اتركها له ، أحست أمه بالفاجعة فأكرمتنا بعيشه زياده
أكلنا الاربعة عيشات في سرعة البرق وحمدنا الله علي نعمة العشاء متذكرين بأن كثيرين يبيتون الليلة القوي
نعم نعم والدنيا شتاء والبرد قارس جداً هذه الايام دعونا نتذكر كثير من الاطفال الذين لم يفطروا ولا عشاء لهم
السؤال الذي يطرح نفسه بشدة وقوة في كل الشارع السودان هو الي اين نحن ذاهبون او السودان الي أين ؟
الامر ليس نقد لسياسة الدولة اذ يقول رئيسها انها لاتعاني أزمة معيشية ويدعي --- أكثر

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على