ستيف بانون .. «وزير إعلام» ترامب الذي انقلب عليه.. «بروفيل»

أكثر من ٦ سنوات فى الموجز

شادي عبدالله
صدي البلد
"سأكافح من أجل ترامب رغم مغادرتي البيت الأبيض".. هكذا أعلن ستيف بانون كبير مستشاري الرئيس الأمريكي السابق، في أغسطس الماضي، عقب إعلان ترامب التخلي عن بانون، الذي كان مديرا لحملته الانتخابية في أغسطس 2016 وبعد فوزه في الانتخابات الرئاسة، كافأه بتعيينه بمنصب كبير المستشارين الاستراتيجيين، وهو دور أتاح له التواصل مباشرة مع الرئيس، وأمكن رصد تأثيره في بعض القرارات الرئيسية التي اتخذها ترامب مثل انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، وهي الخطوة التي تعد أحد الأهداف البارزة في سياسة بانون.
بانون الذي قال إنه يسخوض معركة لصالح ترامب ضد معارضيه في وسائل الإعلام وعالم الأعمال، فجر مفاجأة بتصريحات نسبت إليه ستنشر في كتاب منتظر نشره قريبا للصحفي الأمريكي البارز مايكل ولف أن "الروس عرضوا على نجل ترامب معلومات تدمر جهود المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون للفوز بالانتخابات الرئاسية الأخيرة"، ووصف الاجتماع بـ"الخيانة"، وقال بانون في الكتاب: "رأى الثلاثة الكبار في الحملة (الانتخابية) أن من الجيد الاجتماع مع حكومة أجنبية داخل برج ترامب في قاعة المؤتمرات في الطابق الخامس والعشرين دون وجود محامين. لم يكن معهم أي محامين"، وأضاف "حتى إذا اعتقدت أن هذا ليس خيانة أو أنه أمر غير وطني أو كلام تافه، وأعتقد أنه كل هذا، فكان يتعين الاتصال فورا بمكتب التحقيقات الاتحادي".
وفي المقابل، رد ترامب على ما قاله بانون في تصريحات صحفية بأن "ستيف بانون ليس له علاقة بي أو بفترة رئاستي، وعندما تم فصله لم يفقد عمله فقط بل فقد عقله أيضا"، وأضاف ترامب: "ستيف يتظاهر بأنه في حرب مع وسائل الإعلام التي يصفها بحزب المعارضة لكنه قضى وقته في البيت الأبيض يسرب المعلومات الخاطئة للإعلام ليبدو أهم كثيرا مما كان. وهذا هو الشيء الوحيد الذي يجيده"، كما هدد محامو البيت الأبيض بانون بمقاضاته لانتهاكه اتفاق السرية.
وأثار تعيين بانون محل خلاف من جانب الجمهوريين الذين دأب موقع "بريتبارت" الإخباري الذي تولي إدارته على انتقادهم، ومع خروجه من البيت الأبيض عاد بانون إلى "برايتبارت نيوز" اليميني المتطرف، الذي ساهم في الترويج لرتامب ونشر أفكاره ما دعي البعض لإطلاق لقب وزير إعلام ترامب على بانون، فيما أعلن الموقع أن بانون يممارس مهامه في "برايتبارت نيوز" بصفته مديرًا تنفيذيًا للموقع، واصفًا بانون بأنه "بطل شعبوي".
وكان ترامب في محاولة لتقليل من الانتقادات التى وجهت لقراراه بتعيين بانون في البيت الأبيض قلل من أهمية دوره في مقابلة خاصة أجرتها معه صحيفة "نيويورك بوست" قال فيها "أنا المستشار الاستراتيجي لنفسي"، ولاحقا قالصراحقى قبل الإطاحة ببانون أنه بات في وضع صعب، وتابع: "سنرى لاحقًا ماذا سيحل ببانون"، مؤكدا بشكل غير مباشر ما تم تداوله في الصحافة من معلومات حول مسؤولية بانون عن تسريب معلومات من داخل البيت الأبيض إلى وسائل الإعلام.
يذكر أن بانون في حديث مع صحيفة نيويورك تايمز قارن نفسه بدور متقمص الشر في فيلم حرب النجوم. كما أضاف في حوار آخر مع "هوليود روبرتر" بالقول "الظلام الحالك شيء جيد. ديك تشيني، دارث فادر، الشيطان. هذه هي السلطة".
وبانون المثير للجدل تخرج من جامعة فرجينيا للتكنولوجيا في عام 1976 حيث حصل على درجة البكالوريوس في التخطيط الحضري، ومن ثم على درجة الماجستير في دراسات الأمن القومي من جامعة جورج تاون بكلية الخدمة الخارجية، ولاحقا في عام 1985، حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال مع مرتبة الشرف من كلية هارفارد للأعمال، ثم عمل بانون ضابطًا في البحرية لسبع سنوات، في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينات، وقد خدم في المدمرة "يو اس اس بول فوستر" كموظف حربي في أسطول المحيط الهادئ، كذلك كمساعد خاص لرئيس العمليات البحرية في وزارة الدفاع، وعقب تركه الخدمة العسكرية واتجاه لعالم الإعلام و الاقتصاد وحقق نجاحا جعله يصنف الشخصية رقم 19 المؤثرة في الإعلام الأمريكي في تقييم مؤسسة ميدتيت الإخبارية، ضمن 25 شخصية في عام 2015.

شارك الخبر على