الأسواق الشعبية.. حنين للماضي في «ليوا للرطب»
٣ أشهر فى الإتحاد
إيهاب الرفاعي (منطقة الظفرة)
الأسواق الشعبية في مهرجان ليوا للرطب حالة خاصة من عبق الماضي العريق، وأريج الذكريات فعندما يجتمع الماضي والحاضر في مكان واحد تتدافع الذكريات، ويحن الوجدان لمرحلة تاريخية قديمة عاشها الآباء والأجداد وتناقلتها الأجيال لتعكس أجواء الماضي العريق ورحيق التراث في أبهى صوره، بعد أن أصبح حالة خاصة من التميز والإبداع لنقل التراث الإماراتي إلى الأجيال القادمة بشكل متميز ومشوق. اللجنة المنظمة لمهرجان ليوا للرطب حرصت على التنوع، وأن يتضمن السوق باقة مختلفة من المعروضات التراثية التي تلامس اهتمام الزوار من داخل الدولة وخارجها، فعندما تتجول داخل جنبات السوق الشعبي، حيث تنتشر الدكاكين التي تعرض المنتجات التقليدية التي تمت صناعتها يدوياً لتحاكي الماضي العريق، والتي روعي فيها التنوع لتعرّف الزوار على أبرز وأهم الحرف التقليدية القديمة التي كانت تعمل بها الجدات والأمهات اللاتي أبدعن في صناعة منتجات يدوية بشكل متقن، وأورثنها للأجيال التالية جيلاً بعد جيل.ويُعَدُّ السوق الشعبي في ليوا للرطب نشاطاً مهماً لدعم المجتمع المحلي والأُسر المنتجة في المنطقة، حيث يضمُّ محالَّ بيع الرطب، ومنتجات التمور، وما يرتبط بالنخيل، والمقاهي المتنقلة، والمصانع والمشاتل، بجانب أجنحة الجهات الراعية والداعمة والمشاركة. وتشمل فعالياته أنشطة يومية للمسرح تضمُّ مسابقات وجوائز يومية للحضور وعروضَ فرقِ الفنون الشعبية، والمحاضرات والندوات والأمسيات المتنوّعة.وبفضل ما يقدمه مهرجان ليوا للرطب من فعاليات متنوعة وانشطة متميزة تحاكي الماضي بالحاضر صار السوق علامة مميزة بموقع المهرجان يحرص العديد من عشاق التراث والأصالة على زيارته سنوياً للاستمتاع بما يقدمه من مشغولات يدوية وأعمال تراثية تعكس صورة الماضي وعراقته من خلال إبداعات بأنامل إماراتية أبدعت فرسمت التراث في أبهى وأجمل حلة، وأظهرت كيف كان يعيش الآباء والأجداد الحياة البدوية الأصيلة وكيف تموجوا مع الطبيعة فخرجوا للجمهور بتراث يتناقله الأبناء.زوار المهرجانويعتبر عدد كبير من زوار مهرجان ليوا للرطب أن المهرجان لم يعد مجرد مسابقات تراثية تحتفي بالرطب، ولكنه أصبح ملتقى يجمع المزارعين والخبراء وروّاد الصناعات والشركات ومراكز البحوث حول هدف دعم القطاع الزراعي والإسهام في استدامته، إضافة إلى دوره في تفعيل الحركة الاقتصادية وتنشيطها في منطقة الظفرة عبر برامجه التي تجذب آلاف الزوّار كل عام. ويؤكد عمر صالح الزبيدي من أبوظبي أنه يزور المهرجان لأول مرة، بعد أن سمع عنه كثيراً، وشاهد ما يتضمنه من فعاليات وأنشطة ومسابقات متنوعة وصور المعروضات المتميزة للرطب والفواكه، وهو ما جعله يقرر زيارة المهرجان، وفوجئ بمستوى التنظيم والإقبال الجماهيري، وما يتضمنه من فعاليات وأنشطة ومسابقات، وأن أكثر ما جذب اهتمامه هي مسابقة أكبر عذج التي لم يكن يتوقع أن تنتج النخلة عذج بوزن 97 كج، لذلك قرر أن يخوض التجربة العام القادم، وسيبدأ من الآن في الاهتمام بالنخيل المزروع لديه ليخوض التحدي، ويشارك في تلك المسابقة العام القادم.علامة مميزةويشير عبدالخالق العامري إلى أن مهرجان ليوا للرطب أصبح علامة مميزة، ونقطة فارقة لدى المهتمين بزراعة النخيل وإنتاج الرطب والتمور، كما أصبح ملتقى للباحثين عن أفضل الوسائل والإمكانات الزراعية. وأضاف العامري أن الإقبال الجماهيري الكبير الذي يشهده المهرجان من عام لآخر يعكس مدى النجاح الذي حققه على مدى السنوات الماضية للوصول لأكبر شريحة من المهتمين بزراعة النخيل وإنتاج الرطب والتمور ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى الدولي أيضاً. ويرى الدكتور جاسم محمد الحمادي أن مهرجان ليوا للرطب تطور بشكل كبير على كافة المستويات التنظيمية والإدارية، وهو ما انعكس على قوة المسابقات والفعاليات التي شهدت أيضا تطوراً كبيراً، سواء على مستوى المشاركات، أو جودة المنتجات المقدمة. ويعتبر خليفة عيسى المحيربي أن مهرجان ليوا للرطب كرنفال شامل يجمع كافة أفراد الأسرة بجانب المهتمين بزراعة النخيل بفضل ما يقدمه من فعاليات وأنشطة متنوعة ومختلفة تلامس اهتمام جميع الزوار.ويعرب الشقيقان مطر وعيسى خليفة أنهما استمتعا كثيراً بما يقدمه المهرجان، سواء من خلال الأنشطة والمسابقات وأنواع الرطب المتميزة المعروضة أمام الجمهور، وكذلك المعروضات التي تقدمها الشركات المشاركة في المهرجان.مشاركات التينتبدأ اليوم لجان التحكيم في مهرجان ليوا للرطب في استقبال مشاركات المزارعين الراغبين في خوض منافسات مسابقة التين بفئتيه الأحمر والأصفر، والتي يحرص عدد كبير على المشاركة في تلك المسابقة، والتي خصصت لها اللجنة المنظمة للمهرجان 10 جوائز لكل فئة تبلغ قيمتها 117 ألف درهم. وحددت اللجنة المنظمة مجموعة من الشروط العامة لمسابقة التين، وهي أن يكون من الإنتاج المحلي لدولة الإمارات لعام 2025. وأن يكون التين من محصول مزرعة المشارك أو حديقة منزله. كما يجب عند تسجيل المشاركة إبراز مستندات ملكية الأرض الزراعية أو المنزل. ويحق لكل فرد المشاركة في فئتين فقط في مسابقات الفواكه. وتخضع المزارع والمنازل الفائزة بالمراتب الأولى في المسابقة للكشف والتدقيق من لجنة التحكيم. مع ضرورة التزام المشارك بقرارات لجنة التحكيم. بينما حددت اللجنة مواصفات التين ومعايير المسابقة بألا تتضمن المشاركة الواحدة أكثر من صنف في كل فئة مع خلو المحاصيل من الإصابات والعیوب الظاهرة. وأن يكون الحجم مناسباً، وألا يحتوي على ثمار غير مكتملة النضج. ويقوم المشارك بوضع كل صنف من الأصناف المراد المشاركة بها في «مخرافة». وألا یقل وزن الصنف الواحد عن 10 كيلوجرامات. وأيضاً التزام المشارك بقرارات لجنة التحكيم.