محمد صلاح.. فرعون يوجّه أحلام المصريين لأبواب المجد في بلاد الإنجليز

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

«أصبح قيمة ثابتة ورائعة ومشرفة للكرة المصرية، في عالم الاحتراف الأوروبي.. دائمًا ما يكون بالموعد.. يصنع الحدث والتاريخ رفقة الفريق الذي يتقمص ألوانه.. ليس ذلك النوع من اللاعبين الذين يمرون مرور الكرام سواء داخل الملعب أو خارجه، فشخصيته الخلوقة وتواضعه يعد جزءًا أساسيًا من نجاحاته، أصبح نموذج ملهم للشباب وحلم كل طفل صغير يعشق كرة القدم.. حتى لُقب بتاجر السعادة للمصريين وأيضًا في بلاد الفرنجة».. أنه الفرعون محمد صلاح.

محمد صلاح حامد غالي، المولود في 15 من يونيو عام 1992، في قرية من أرياف مصر «نجريج» التي تبعد عن مدينة طنطا بحوالي 20 كيلو مترا، و5 كيلومتر عن مدينة بسيون بمحافظة الغربية، واشتهر أهلها بزراعة الياسمين ورغم أنها قرية ريفية إلا أن أسرته متوسطة الحال.

في الثامنة من عمره بدأ حبه لكرة القدم ينمو بداخله، فمثله كسابقيه بدأ باللعب في الشارع، فكان يعتبر الأسفلت المجاور لأسوار مدرسته ملعبًا مميزًا خاصًا به، فكان يقضي به الساعات دون أن يشعر بمرور الوقت حتى يمسي الليل، وساعده على ذلك مرونة جسده ورشاقته التي كانت تسمح له باللعب حتى «انقطاع نفسه».

(مومو) هو الأسم الذي أطلقه أصدقاء محمد صلاح عليه في بداية ملامسة قدميه بكرة القدم، التي كانت تمثل له لعبة «عادية» في بادئ الأمر، فلم يكن يخطر بباله أنه سيصبح يومًا لاعبًا دوليًا شهيرًا، إلا أن الفكرة بدأت تخالطه في الرابعة عشر من عمره بأنها يمكن أن تصبح عمله الرئيسي، ولم يمر القليل حتى انضم إلى فريق نادي بسيون لاعبًا في الباك الشمال مرتديًا قميص رقم 3.

على الرغم من بعد المسافة بين النادي ومنزل صلاح  التي كانت تضطره إلى ركوب 3 مواصلات تستغرق ساعة ونصف، إلا أن ذلك لم يثنيه عن استكمال مشواره الكروي حتى وصل إلى النجومية، حيث قضى 4 سنوات في نادي بسيون، ومن ثم انضم إلى فريق نادي طنطا ومنه إلى نادي مقاولين طنطا، ومن هنا كانت بدايته، حتى وصل إلى نادي المقاولون العرب في القاهرة مما جعله يتحمل عبء المواصلات لـ 4 ساعات ذهابًا وإيابًا.

كانت أولى محطات صلاح الكروية كناشئ في نادي المقاولون العرب، وخاض محمد صلاح أول مباراة له في الدوري المصري الممتاز في 3 مايو 2010 وكان في الثامنة عشر من عمره أمام نادي المنصورة في لقاء انتهى بالتعادل 1-1 وشارك صلاح كبديل في هذا اللقاء.

وفي موسم 2010–2011، أصبح صلاح لاعبًا أساسيًا بالفريق، وسجل أول أهدافه في 25 ديسمبر 2010 أمام النادي الأهلي في لقاء انتهى بالتعادل 1-1، وفي ذلك الموسم شارك صلاح في 20 مباراة بالدوري بعدد دقائق لعب بلغ 1.256 دقيقة، سجل خلالهم 4 اهداف وصنع آخر.

وظهر توهج صلاح الحقيقي في موسم 2011-2012 مع المقاولون العرب، حيث شارك في 15 مباراة بعدد دقاقئ لعب بلغ 1.318 دقيقة سجل خلالهم 7 اهداف وصنع 3 آخرين، ولفت انظار ناديي القمة الأهلي والزمالك، واقترب بالفعل من الانضمام للفارس الأبيض، قبل قبل الانتقال لصفوف نادي بازل السويسري، قبل أن يعرقِل انتقاله رئيس نادى الزمالك في هذا الوقت ممدوح عباس.

وأتم بازل السويسري تعاقده مع محمد صلاح في إبريل 2012 في الصفقة التي بلغت مليوني يورو، بعد أن شارك صلاح مع المقاولون العرب في 44 مباراة بعدد دقائق لعب بلغ 3.087 دقيقة، تمكن خلالهم من تسجيل 12 هدفًا وصنع 6 آخرين.

لم يكن انضمام صلاح لبازل بمحض الصدفة حيث تابعه النادي السويسري لبعض الوقت، وبعد أحداث كارثة ستاد بورسعيد قام بازل بترتيب مباراة ودية مع منتخب مصر تحت 23 عامًا، وأقيم اللقاء في 16 مارس 2012 باستاد رانكوف في بازل، ولم يشارك محمد صلاح إلا في الشوط الثاني فقط لكنه سجل هدفين، وانتهت المباراة بفوز بازل بنتيجة 4-3.

وبعد اللقاء، دعى نادي بازل محمد صلاح ليتدرب مع الفريق الأول لمدة أسبوع، وفي 10 أبريل 2012، وقع محمد صلاح لنادي بازل السويسري، بعقد لمدة أربع سنوات ابتداء من 15 يونيو 2012، وانتقل صلاح إلى صفوف بازل في صفقة قياسية بالنسبة لنادى المقاولون العرب، حيث بلغت قيمة الصفقة 2 مليون يورو، بالإضافة إلى احتفاظ ذئاب الجبال بنسبة إذا ما قرر بازل بيعه بالمستقبل.

ولم يبدأ محمد صلاح مشاركاته مع بازل أساسيًا، وإنما بدأها من مقاعد البدلاء، ففي 23 يونيو 2012 شارك في مباراة ضد نادي ستيوا بوخارست الروماني في المباراة التي انتهت بهزيمة بازل 4-2، ثم لعب أول مباراة رسمية مع بازل في الدور التمهيدي من بطولة دوري أبطال أوروبا، ضد نادي مولده النرويجي في يوم 8 أغسطس 2012، ودخل بديًلا في الدقيقة 74.
ولم ينتظر محمد صلاح طويلاً ليسجل أول أهدافه في الدوري السويسري، ففي الأسبوع الثاني من منافسات الدوري، وأمام نادي لوزان سجل محمد صلاح الهدف الأول له والثاني لفريقه، مؤكداً فوز بازل باللقاء بنتيجة 2-0.

واستمر محمد صلاح في التألق والنجومية مع بازل السويسري على مدار 79 مباراة لعب خلالهم 4.916 دقيقة، مسجلآ 20 هدفًا وصنع 17 آخرين، ليجذب الدولي المصري أنظار ناديي تشيلسي وليفربول الإنجليزيين.

وجاء اختيار محمد صلاح للعب لنادي تشيلسي تحت قيادة البرتغالي جوزيه مورينيو، ليكون أول مصري ينضم إلى البلوز في 26 يناير 2014، بصفقة لم يعلَن عنها، لكن قدرتها الصحافة الإنجليزية بما يقارب 11 مليون جنيه إسترليني أي ما يعادل 13.25 مليون يورو،

وفي 8 فبراير 2014 سجل صلاح ظهوره الأول مع تشيلسي حيث حل كبديل في مباراة الفوز 3-0 على نيوكاسل يونايتد، وأحرز صلاح أول اهدافه مع فريق تشيلسى في مباراة أرسنال التي انتهت بنتيجة 6-0 لصالح البلوز على ملعب ستامفورد بريدج، لكنه لم يشارك بشكل أساسي مع تشيلسي سوى في ست مباريات فقط، وظهر بشكل متقطع ومتباعد مع تشيلسي تحت قيادة مورينيو، ثم ذهب لفيورنتينا الإيطالي على سبيل الإعارة في موسم 2014-2015، وسجل 9 أهداف في 26 مباراة، ليجذب أنظار روما، ليعار للذئاب لمدة موسم، ثم ينضم بشكل دائم للجيلاروسي في أغسطس الماضي مقابل 15 مليون جنيه إسترليني.   

وقدم صلاح نجاحًا مذهلًا في روما خلال الموسم الماضي، حيث لعب  6.587 دقيقة مع روما خلال 83 مباراة، سجل خلالهم 34 هدفًا وصنع 24 آخرين، ووصفه لوتشيانو سباليتي مديره الفني في ذلك الوقت، بأنه «لا يمكن الاستغناء عنه» في شهر مارس، ثم خرج من جديد سباليتي وقال «صلاح لاعب استثنائي وأفضل لاعب دربته في مسيرتي»، وأحرز الفرعون المصري 15 هدفًا مع روما في الكالتشيو، ليأخذ المركز الـ 11 في جدول ترتيب هدافي الدوري الإيطالي، كما تمكن صلاح من صناعة 11 هدفًا، ليكون ثاني أكثر اللاعبين صنعًا للأهداف خلف خوسيه كاليخون، جناح نابولي صاحب الـ(12) أسيست، كما أن نجم الجيلاروسي خلق 71 فرصة محققه لزملائه بالفريق.   

ويعيش النجم المصري، أزهى فتراته الكروية حاليًا، وذلك بعد انتقاله إلى صفوف ليفربول، مطلع الموسم الحالي مقابل 42 مليون يورو بالإضافة إلى 8 ملايين يورو كمتغيرات، ليصبح أبرز المحترفين المصريين ليس هذا فقط بل الأبرز في الدوري الأشهر والأكبر في العالم بفضل أهدافه مع النادي الإنجليزي، حيث نجح "المومو" في تسجيل 15 هدفًا جعلته يحتل وصافة هدافي الدوري بفارق ثلاثة أهداف عن هاري كين مهاجم توتنهام وهداف المسابقة، ومتفوقًا على لاعبين بارزين، على غرار المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو (مانشستر يونايتد)، والإسباني ألفارو موراتا (تشيلسي)، إضافة إلى ثنائي مانشستر سيتي، الأرجنتيني سيرجيو أجويرو، والبرازيلي جابرييل خيسوس

حطم النجم المصري عددًا من الأرقام القياسية لأساطير قلعة الأنفيلد، رغم ما قدمه هؤلاء الأساطير طوال فترة تواجدهم مع النادي، مثل أنه تخطى روبى فاولر أسطورة الريدز السابق الذي سجل 8 أهداف في أول 12 مباراة بالبريميرليج، بينما سجل صلاح 9 أهداف في مبارياته الـ 12 الأولى، كما حقق رقمًا آخر لم يتحطم منذ رحيل لويس سواريز عن الريدز إلى برشلونة، حيث إن نجم أوروجواي كان آخر لاعب يسجل 14 هدفًا أو أكثر في موسم واحد مع الفريق، وهو الرقم الذي تخطاه صلاح، بعدما وصل لـ21 هدفًا، كما تفوق في إحصائية لهدافي النصف الأول من الدوري الإنجليزي في السنوات العشر الماضية، على البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب مانشستر يونايتد السابق وريال مدريد الحالي، هداف النصف الأول من الدوري عام 2008، وديدييه دروجبا عام 2007 مع تشيلسي، وأجويرو لاعب مانشستر سيتي عام 2015، ودييجو كوستا مع تشيلسي في الموسم الماضي.

كما أن صلاح نجح في حصد 4 جوائز مع ليفربول بعدما توج بجائزة أفضل لاعب فى إفريقيا لعام 2017 من هيئة الإذاعة البريطانية «BBC» متفوقًا على الغيني نابي كيتا والجابوني أوباميانج والسنغالي ساديو مانى، والنيجيري فيكتور موسيس، كما فاز أيضًا بجائزة أفضل لاعب في بطولة الدوري الإنجليزي عن شهر نوفمبر الماضي، ليصبح أول لاعب عربي يحقق هذا الإنجاز، كما توّج بجائزة «هدف الشهر».

تألق صلاح وحصوله توهجه مع قلعة الأنفيلد جعل لديه فرصة أخرى لإضافة جائزة جديدة بعدما دخل القائمة النهائية لأفضل لاعب إفريقي عن الموسم الحالي لينافس كلاً من ساديو ماني زميله في ليفربول ولاعب المنتخب السنغالي، وبيير إيمريك أوباميانج لاعب المنتخب الجابوني وبروسيا دورتموند الألماني حيث سيقام الحفل في الرابع من يناير المقبل بأكرا الغانية.

- مع المنتخب

وشارك صلاح مع المنتخب في بطولة إفريقيا لكرة القدم للشباب: المركز الثالث في 2011، وكأس الأمم الإفريقية لكرة القدم: المركز الثاني في 2017، والتأهل لكأس العالم لكرة القدم 2018 بروسيا بعد غياب المنتخب المصري عن البطولة أكثر من 27 سنة.

- الأعمال الخيرية

كما يعرف عن محمد صلاح مساهمته في الكثير من أعمال الخير، حيث تبرع لجمعية اللاعبين القدامى حيث أوصل رغبته بالتبرع للجمعية وتمويلها لسد احتياجاتهم كخطوة إيجابية من اللاعب بها وفاء لرموز الكرة المصرية، كما أعلن محافظ الغربية عن تبرع محمد صلاح لإنشاء معهد ديني حيث وضع مبلغ 8 ملايين جنيه لبناء المعهد الأزهري ووحدة حضانات ووحدة تنفس صناعي بقرية نجريج مسقط رأسه،.

كما قام محمد صلاح بالتبرع لإنشاء قسم خاص للحضانات بمستشفى نجريج مسقط رأسه وذلك بعد وفاة عدد كبير من الأطفال بسبب عدم كفاية الحضانات حيث أبلغه طبيب صديقه بتلك الأزمة ولم يتردد اللاعب وسعى لحل تلك الأزمة بكافة مساعيه، وقام أيضًا بالتبرع لتطوير مدرسته التي تخرج فيها في مرحلة الطفولة عن طريق تغطية الفناء بالرمال حفاظًا على حياة الأطفال الذين يدرسون بالمدرسة.

وتبرع صلاح لإنشاء وحدة للغسيل الكلوي بقريته لعلاج المرضى من أجل تسهيل التكاليف عليهم ومساعدتهم للشفاء من ذلك المرض والوقوف بجوارهم، وحرص محمد صلاح على تحمل تكاليف إنشاء وحدة استقبال لحالات الطوارئ في مستشفى بسيون التابع لمحافظة الغربية، خاصة بعد شكوى أهالي بلدته من تدهور الحالات الصحية، لعدم وجود وحدة استقبال في المستشفى، فضلاً عن إنشائه غرفة عمليات مجهزة على أكمل وجه في المستشفى بأحدث الأجهزة المستوردة من الخارج

شارك الخبر على