أفلام الخيال العلمي.. تجارب فنية واعدة

٣ أشهر فى الإتحاد

علي عبد الرحمن (القاهرة) 
تحظى أفلام الخيال العلمي في السينما العالمية بشعبية كبيرة، خصوصاً لمحبي سينما الفانتازيا، وظهر في السنوات الأخيرة عدد من المحاولات في السينما الخليجية والعربية، لإنتاج هذا النوع من الأفلام القصيرة أو الطويلة، التي أظهرت تجارب واعدة تستطيع بإمكاناتها صناعة هذا النمط السينمائي، الذي يحتاج إلى تقنيات حديثة وضخامة في الإنتاج.المختارونعلى مدى سنوات، أُنتج عدد من أفلام الخيال العلمي الخليجية والعربية التي نالت صدى لافتاً، منها «المختارون» للمخرج الإماراتي علي مصطفى، والذي تدور أحداثه في مستقبل بائس تعمه الفوضى، إثر تلوث مصادر المياه. ويخوض مجموعة من الناجين، الذين اتخذوا من مستودع مهجور ملجأ لهم، صراعاً ضارياً للبقاء على قيد الحياة، والحفاظ على المصدر الوحيد للمياه النقية في المنطقة. مغامرة وتشويقوخاض المخرج الإماراتي أحمد الزعابي، تجربة تنفيذ فيلم خيالي علمي بعنوان «زايد-9»، عُرض في صالات السينما المحلية، وتدور أحداثه بين المغامرة والتشويق، حول 4 من رواد فضاء من دولة الإمارات، وهم : «خالد» قائد رحلة «زايد-9»، «سارة» عالمة أحياء، الطيار «راشد»، والطبيب «محمد». ينطلقون في مغامرة من أجل استكشاف الفضاء، وتنحرف رحلتهم وسط أحداث غامضة، وهو من تأليف نورا طلال، ويشارك في بطولته كل من : طلال الشمري، ندى لميني، عبدالله حسين، عبدالله سلطان، وعبدالله الزعابي.وجاء الفيلم القصير السعودي «Arabian Alien»، للمخرج مشعل الجاسر، والذي عرض في مهرجان صاندانس العالمي، حاصداً اهتماماً دولياً، إذ يتناول قصة رجل يلتقي بكائن فضائي، لتتحول حياته إلى مغامرة غير مألوفة.أول روبوت وظهرت تجارب عربية أخرى عن الخيال العلمي منها، فيلم «من أين لك هذا؟»، عام 1952، وتناول موضوع التخفي، و«رحلة إلى القمر» عام 1959 للمخرج نيازي مصطفى، والذي مثّل أول محاولة لتصوير خيال فضائي بكوميديا خفيفة. ومع تطور الصناعة، جاء عام 2021 فيلم «موسى» للمخرج والكاتب بيتر ميمي، ولعب بطولته كريم محمود عبد العزيز، والذي يُعد أول فيلم لروبوت مصري، يدور حول طالب هندسة يصنع روبوتاً، وقد استخدم تقنيات CGI بشكل مكثف، ونال اهتماماً جماهيرياً ملحوظاً في دور العرض.ثقافة غنيةوحول خوض تجارب عربية في صناعة أفلام الخيال العلمي، قال الناقد مصطفى الكيلاني: إن الخيال العلمي يُساء فهمه في السينما العربية، ليس فقط لأنه غريب بصرياً، بل لأنه يُعتبر خطاباً نخبوياً أو مقتبساً من الغرب، وهو أداة فلسفية تعيد ترتيب علاقتنا بالزمن والتكنولوجيا.وأضاف: الثقافة العربية غنية بالخيال الأسطوري والمستقبلي، من الملاحم الشعرية إلى سرديات ألف ليلة وليلة، لكن السينما لم تجرؤ بعد على تحويل هذه الثروة إلى صورة متخيلة تعبّر عن الحاضر من خلال استشراف الغد، كما أن الخيال ليس ترفاً بصرياً كما يُعتقد، بل هو البعد الأكثر عقلانية في السينما، لأنه يحرّك الأسئلة لا الأجوبة. صناديق دعموأكد الكيلاني أهمية إنشاء صناديق دعم مخصصة لأفلام الخيال العلمي، وتوفير تدريبات فنية وتقنية وسيناريوهات مبتكرة، ودمج هذا النوع ضمن مناهج كليات الإعلام والسينما، لتكون خطوات ضرورية لتأسيس صناعة حقيقية قادرة على إنتاج أفلام عربية تتحدث عن المستقبل بلغتنا وهويتنا.تقنيات ومؤثراتمن جهته، أوضح المخرج أحمد الزعابي، أن تجربته في فيلم «زايد-9»، بدأت كمجرد تحدى مع نفسه وشغفه في عالم الإخراج والتصوير السينمائي، حيث ظل لسنوات طويلة يعمل في مجال التصوير والمؤثرات السينمائية، كهواية إلا أن تشجع لخوض مغامرة جريئة وصعبة في «زايد-9» بدعم من twofour54، مشيراً إلى أن الفيلم استغرق العمل على تنفيذه، نحو 3 سنوات، وصوِّر في منطقة الوثبة بأبوظبي، والجزيرة الحمراء في رأس الخيمة، إلى جانب استديوهات twofour54. ولفت إلى أن الصعوبة التي يواجهها صناع أفلام الخيال العلمي هي إيجاد الدعم اللازم لتنفيذ هذا النمط السينمائي، الذي يتطلب إنتاجاً ضخماً من حيث التقنيات والمؤثرات.التكنولوجيا يستعد المخرج وليد محيي، لعرض فيلمه الخيال العلمي الجديد «أرض جهنم»، الذي تدور أحداثه في تسعينيات القرن الماضي، حيث يعيش شاب حياة متوسطة ويواجه تحديات مالية مختلفة، وتتغير حياته عندما يظهر له شخص يستغل التكنولوجيا الحديثة لجلب المال، ويشارك في بطولته هيفاء وهبي، وعمرو عبد الجليل، وبيومي فؤاد.

شارك الخبر على