أيو.. الملك الذي فتح أبواب أوروبا أمام الأفارقة وغابت شمسه عن المونديال

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

«عندما نتحدث عن أساطير كرة القدم في القارة الإفريقية.. حتما سنتذكر أفضل لاعب إفريقي لثلاثة سنوات متتالية.. وحامل لقب دوري أبطال أوروبا عام 1993، ولم تتوقف إنجازته مع الكرة الأوروبية فقط، بل ساهم بشكل كبير في إحراز لقب أمم إفريقيا عام 1982 مع منتخب بلاده في وقت لم يكن فيه أكمل عامه الـ19، ورغم أن تواضع منتخبه حرمه من التواجد في المونديال، لكن البعض ربط مهارته واسمه بالأسطورة البرازيلية بيليه».. هو عبد الرزاق أيو.

ولد «أيو» الشهر باسم عبيدي بيليه، في نوفمبر 1964 بمدينة كيبي شرق غانا، وترعرع في قرية دومي نواحي العاصمة أكرا، حيث بدأ مسيرته الكروية مبكرًا مع فريق الشباب لنادي «جريت فالكونس» بعمر الـ12 سنة لينتقل بعدها بـ 4 سنوات لنادي ريال تمالي ليبدأ مسيرته في الدوري الغاني وسط الكبار بسن الـ 16 سنة حيث لقب بـ «بيليه الصغير»، وتألق بشكل كبير وسجل 21 هدفًا خلال موسمين لعب خلالهما 46 مباراة.

وفي عام 1982 انتقل بيليه الغاني لنادي السد القطري مقابل ألف دولار، وكان مبلغ كبير آنذاك، حيث لعب معه 8 مباريات، وأحرز 7 أهداف قبل أن يشد الرحال إلى أوروبا في الموسم التالي بانضمامه لفريق زيوريخ السويسري، الذي استمر به لمدة موسم وسجل 9 أهداف في 18 مباراة.

الدوري النيني فريق «دراجونز ليكيم» كان محطة بيليه الإفريقية بعد العودة من أوروربا، بعد فشل كوتوكو وهارتس أف أوك، عملاقي غانا في الحصول على توقيعه، وفي هذا العام سجل «الملك» 11 هدفًا في 8 مباريات قبل العودة مرة أخرى لناديه الأول ريال تأمل ولعب معه عام 1985 وشارك في 19 مباراة مسجلًا 7 أهداف.

وعرفت مسيرة عبيدي بيليه الاحترافية فرصة نجاة أخرى في يناير 1987، ليعود مرة أخرى إلى أوروبا، عبر بوابة نادي شاموا نيورتي والذي يلعب في الدرجة الثانية الفرنسي، وشارك معهم في 32 مباراة مسجلًا 14 هدفًا، ووقع أيضًا مع نادي تولوز الفرنسي ولعب معه 16 مباراة وسجل 5 أهداف.

وفي موسم 1988 / 1989 انضم إلى مارسيليا في نقلة نوعية بحياته ولكنه لعب 9 مباريات ولم يسجل أي هدف ومن ثم رحل في الموسم التالي إلى «ليل» وشارك في 61 مباراة مسجلًا 16 هدفًا قبل العودة إلى مارسيليا من جديد، ولكن بوضع مختلف عام 1990 حيث استمر معه لمدة 3 مواسم وسجل 23 هدفًا في 103 مباراة، وتوج معه بلقب دوري أبطال أوروبا عام 1993، وذلك بعد عامين من الفوز بالميدالية الفضية لبطولة أوروبا للأندية أبطال الكأس وفاز بالدوري الفرنسي 3 مرات متتالية.

وفي موسم 1993 /1994 انضم إلى فريق ليون بعد هذه النجاحات، حيث شارك مع ليون في 29 مباراة وسجل 3 أهداف، ولم يستمر مع ليون لأكثر من موسم انضم بعده لفريق تورينو الإيطالي حيث خاض تجربة جديدة لمدة موسمين هناك سجل خلالها 11 هدفًا في 49 مباراة، وفي عام 1996 انضم عبيدي بيليه لفريق ميونيخ ولعب معه موسمين غير ناجحين، حيث سجل هدفين فقط في 50 مباراة قبل أن يختتم مشواره في صفوف العين الإماراتي الذي لعب معه لمدة موسمين بداية من 1998 وحتى 2000 حيث شارك في 31 مباراة وسجل 28 هدفًا.

بيليه شارك في أول مباراة مع منتخب غانا في سنة 1981 وتم استدعائه للمشاركة في بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم 1982، والتي أُقيمت في ليبيا، وتوج فيها باللقب بعدما تغلب في المباراة النهائية على منتخب ليبيا المستضيف (7-6) بركلات الجزاء الترجيحية بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1.

وخلال بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم 1992 التي أُقيمت في السنغال استلم بيليه شارة القيادة، وساهم في تأهل منتخب بلاده إلى المباراة النهائية، ولكن لم يشارك بها لحصوله على بطاقتين صفراوين في مباراتي الدور الربع النهائي والنصف النهائي، وانتهت المباراة بالخسارة من منتخب ساحل العاج 10-11 بركلات الجزاء الترجيحية بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 0-0.

في بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 1994 التي أُقيمت في تونس ساهم في تأهل منتخب بلاده إلى الدور الربع النهائي حيث خسر من منتخب ساحل العاج مجددا 1-2 .

وفي بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم 1996 التي أقيمت في جنوب أفريقيا ساهمت أهدافه الثلاثة في تأمين صدارة المجموعة ومن ثم التأهل إلى الدور الربع النهائي ثم النصف النهائي لكنه سقط أمام المضيف بنتيجة 0-3 وبعدها احتل المركز الرابع.

وقرر بيليه الاعتزال بعد نهاية بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم 1998 التي أُقيمت في بوركينا فاسو، وخرج منتخب غانا من الدور الأول على يد منتخبي تونس وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وعلى الرغم من عدم تحقق أمنيته في المشاركة في إحدى بطولات كأس العالم، إلا فاز بالميدالية الفضية عام 1992، كما توج بجائزة أفضل لاعب في إفريقيا أعوام 1991 و 1992 و 1993 وتاسع أفضل لاعب في العالم عام 1992.

شارك بيليه بعد اعتزاله في مباراة نظمها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ونظيره الإفريقي بين نجوم القارتين الذين يبلغون من العمر ما بين 35 سنة و45 سنة في سنة 2001، كما أنه يمتلك نادي في الدرجة الثانية اسمه نانيا مليء بالمواهب الشابة المبشرة بمستقبل واعد.

ولدى عبيدي بيليه ابن يدعى رحيم وهو يلعب في نادي الزمالك المصري وآخر يدعى أندريه يلعب لنادي مرسيليا الفرنسي، والذي أبرز تألقا ملحوظا في بطولة كأس العالم للشباب التي أقيمت عام 2009 في مصر، وفاز مع منتخب بلاده باللقب لأول مرة في تاريخ غانا وفي تاريخ القارة السمراء، وقد قال عنه أبوه أنه سيكون امتدادا لمسيرته الرياضية، وجوردان أيو الذي لحق بشقيقه الأكبر أندريه إلى الدوري الإنجليزي الممتاز بعد انتقاله من نادي لوريان الفرنسي إلى استون فيلا، ولكن فضيحة أخلاقية ضربت اللاعب بعد أن ظهرت زوجة اللاعب الغاني أفرى أكوا لاعب فريق تورينو الإيطالي في "فيديو، وهي تعترف بأنها تخونه منذ أربع أعوام مع زميله جوردان أيو.

شارك الخبر على