ماسة مورينهو

almost 9 years in التحرير

من المشهور عن البرتغالى جوزيه مورينهو هو الأعتماد بشكل كبير على خطة 4-2-3-1, التى كثيرا ما أستخدمها فى مشواره التدريبى الحافل بالبرتغال ثم إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا, قبل العودة الى إنجلترا مرة اخرى من بوابة تشيلسى, ليقضي معهم ما يقترب من الموسمين والنصف, ليحصد معهم لقب الدوري الانجليزى فى موسمه الثانى, قبل ان تسؤ النتائج فى ثالث مواسم فترته الثانية مع الفريق, ليرحل عنهم قبل انتصاف الموسم, ليخلف فان جال فى قيادة مانشيسر يونايتد بداية هذا الموسم, بعد ثلاثة مواسم كاملة من التخبط للعملاق الأنجليزى, بعد اعتزال اسطورتهم اليكس فيرجسون.

لكن دوما ما كانت هناك أشكال أخري لتكتيك مورينهو, مثل ال 4-5-1 التي لعب بها كثيرا في فترته مع انترميلان, وال 4-3-3 التي حاول تنفيذها كثيرا فى بداية فترته الأولى لتشيلسى, و التى كانت الدافع الأول لإصراره على التعاقد مع قائد ليفربول فى ذلك الوقت وأسطورتهم ستيفين جيرارد, ليكمل المثلث المقلوب الحلم فى خطة 4-3-3, و الذى يتواجد الفرنسى المكوكى مكاليلى على راسه أمام خط الدفاع, و يتواجد الثنائى الانجليزى الأسطورى جيرارد ولامبرد فى قاعدته, متسلحين بالحرية الهجومية الممنوحة لهم نتيجة تأمينهم دفاعيا من الرائع كلود مكاليلى.

صورة أخرى لتنوع فكر جوزيه مورينهو التكتيكى كانت فى فترة قيادته لبورتو, والتي لعب فيها الفريق تحت قيادته بطريقة 4-4-2 على شكل الماسة والتى نجح من خلالها مع الفريق بشكل كبير.

فمع غياب الأجنحة الهجومية المميزة فى بورتو البرتغالى, و تميز كبير للمهاجمين مثل البرازيلى فابيانو والجنوب إفريقى مكارثى, و فى ظل بذوغ نجم صانع الألعاب الأسطورى ديكو, بالإضافه الى لاعبى منتصف ملعب يمتازوا بقدراتهم على تقديم الأضافة الهجومة, والمتمثلين فى مانيتش ومينديز, بالاضافة الى اظهرة هجومية تجيد بشكل كبير الجانب الهجومى مثل فريرا وفالينتى.

أستطاع مورينهو إخضاع تلك الإمكانيات فى شكل لعب محدد, إستطاع من خلاله الإستفادة بكل قدرات لاعبيه و تحقيق بطولتين متتاليتين للدورى البرتغالى, بالإضافة الى لقبين اوروبيين, وذلك رغم قصر فترته مع بورتو البرتغالى والتى لم تتجاوز الثلاثة مواسم.

فدوما يجب أن يكون المحدد الأول لأي شكل خططى يبنى عليه أى فريق, هو إمكانيات اللاعبين المتاحين بالفريق, فيجب على كل مدرب إخضاع أسلوب لعبه سواء كان دفاعى او هجومى, إندفاعى او تحفظى, راديكالى او برجماتى تحت الشكل الخططى الأمثل للإستفادة من قدرات لاعبى الفريق بأكبر شكل ممكن, و هو ما لم ينجح به مورينهو مع اليونايتد حتي الأن.

فبالنظر للاعبى اليونايتد الحاليين سنجد تشابه كبير بين نوعيتهم و نوعية لاعبى بورتو البرتغالى اثناء فترة قيادة مورينهو لهم, فلا يحتوى اليونايتد على اجنحة هجومية اصحاب جودة عالية يجيدوا الجانب الدفاعى مثل إيجادتهم للجانب الهجومى, مثل روبين فى تشيلسى فى فترة مورينهو الأولى, جاريث بال فى ريال مدريد, و ويليان فى تشيلسى فى فترة مورينهو الثانية.

ولا يوجد حتى ذلك الجناح الهجومى صاحب الإنتاج التهديفى الكبير, ليقوم مورينهو بعمل تعديلات خططية بعينها لخدمته فى الملعب, مثل ما كان يفعل مع رونالدو فى الريال وهازارد فى تشيلسى, بالتالى لا يوجد الأن باليونايتد تلك الأرض الخصبة لتطبيق خطة 4-2-3-1, التى تعتمد فى المقام الأول على الاجنحة الهجومية.

بالإضافة الي عدم وجود تلك النوعية من الأظهرة الدفاعية الرائعة التى طالما أعتمد عليها مورينهو في خطة 4-2-3-1 مثل أشلى كول, ويليام جالاس, اربيلوا, راموس, إيفانوفيتش ولوبيتا.

ففى المقابل سنجد فى اليونايتد حاليا أظهرة هجومة بشكل كبير متمثلين فى الجانح الهجومى السابق لويجان الانجليزى فالينسيا, والظهير الإنجليزى الشاب صاحب القدرات الهجومية الكبيرة لوك شو, و الذى يقع كلا منهما فى المركزين الثانى و الثالث من حيث نسبة المراوغات
الناجحة بفريق اليونايتد بالبريميرليج ب 1.8 مراوغه ناجحة لفالنسيا بالمباراة و1.6 للوك شو خلفا لصاحب المركز الأول بالمراوغات الناجحة بالفريق بول بوجبا.

كما اننا سنجد ثنائى فى منتصف الميدان يمتازوا بقدراتهم الدفاعية والهجومية على حد سواء, متمثلين فى مروان فيلاينى أكثر من إستخلص الكرة للفريق بالبريميرليج حتى الأن هذا الموسم, بمعدل إستخلاص 5.4 فى المباراة الواحدة سواء عن طريق عرقلة أو إعتراض, ذلك بالإضافة الى قدراته الكبيرة فى ألعاب الهواء دفاعا وهجوما, التى دوما ما يفضل مورينهو تواجدها فى اسلوب لعبه, الذى دوما ما يتسم بالمباشرة وإستخدام الكرات الطويلة والعرضية, والإعتماد كثيرا علي الضربات الثابتة, وهو ما يفسر كون فيلاينى يحل ثانيا فى قائمة أكثر اللاعبين صناعة للفرص فى اليونايتد هذا الموسم بمعدل 1.4 فرصة فى المباراة خلفا لرونى.

أيضا بالنظر لصفقة اليونايتد الجديدة بوجبا, سنجد انه دوما ما اتسم اسلوب لعبه بتلك الشمولية فى اللعب, فكما ذكر فى حديثه مع أسطورة الأرسنال تيرى هنرى انه دوما ما يرى أن اسلوب لعبه يعتمد على الدفاع أولا حتى إستخلاص الكرة, ثم إستغلال مهاراته و سرعاته فى الإنطلاق للهجوم بالكرة وبدونها, ذلك الإسلوب الذى تؤكده ارقام بوجبا حتى الأن مع اليونايتد فعلى الرغم من احتلاله المركز الأول فى الفريق في المراوغات الناجحة بنسبة 3.8 مراوغة ناجحة فى المباراة الواحدة, إلا انه أيضا نجح فى استخلاص الكرة سواء عن طريق عرقله
أو إعتراض بنسبة 3.8 إستخلاص فى المباراة.

فبالتالى سنجد أن الحل الأمثل لليونايتد للإستفادة من أظهرته الهجومية, وثنائى منتصف الميدان أصحاب الأداء المتوازن بين الشقين الدفاعى والهجومى, هو إضافة لاعب إرتكاز أمام قلبى الدفاع, تماما كما فعل في الشوط الثانى امام مانشيسر سيتى, باقحام هريرا ليلعب خلف فيلاينى وبوجبا, ليعطى حرية أكبر لكل من فالينسيا وفيلايني وبوجبا ولوك شو للزيادة وإظهار قدراتهم الهجومية دون كشف دفاع اليونايتد لمرتدات الخصوم مثلما حدث فى هزيمة اليونايتد الأخيرة بثلاثة أهداف لهدف أمام واتفورد الإنجليزى.

وبالنظر للشق الهجومى فسنجد ان ديباى ويونج ولينجارد لم يثبتوا جودة كافية للعب كأجنحة اساسية في خطط مورينهو, لكن على العكس سنجد حضور رائع للمهاجمين وصناع الألعاب فى الفريق, فبوجود مهاجمين يملكون إمكانيات متنوعة بين الخبرة والشباب, القوة والسرعة ,التحرك والتمركز متمثلين فى إبراهيموفيتش بكل ما يملكه من خبرة وقوة وقدرات رائعة على التمركز, بالإضافة إلى راشفورد ومارسيال بكل ما يملكوه من سرعة وقدرات كبيرة فى التحرك وإرهاق مدافعى الخصوم بتحركاتهم بالكرة وبدونها.

بالإضافة إلى وجود صناع ألعاب فى اليونايتد حاليا على اعلى مستوى, متمثلين فى قائد الفريق واين رونى الذى يصنع 2.4 فرصة لزملائه فى المباراة بالبريميرليج حتى الأن, وذلك بالأضافه الى ماتا وميختاريان, مما يوضح وجوب لعب اليونايتد بخط هجومى لا يحتوى إلا على مهاجمين وصناع العاب, خط هجومى يركز مجهوده على المناطق المكركزية فى دفاع الخصوم, تاركا الأطراف للأظهرة الهجومية المتقدمة للقيام بأدوارها الهجومية, نتيجة لتأمينها بلاعب أرتكاز صريح فى منتصف الملعب, وذلك عن طريق لعب اليونايتد برسم خططى على شكل الماسة أو شجرة الكريسماس فى حالة الرغبة فى زيادة الكثافة العددية فى منتصف الملعب.

لقد تلقى مورينهو الخسارة هذا الموسم فى ثلاثة مباريات متتالية لأول مره منذ اكثر من 12 عاما اثناء فترة قيادته لبورتو البرتغالى, فهل ستكون تلك الخسائر أمام الغريم التقليدي مانشيستر سيتى, ثم فاينورد الهولندى في اليوروبا ليج, وأخرهم واتفورد بالدوري الإنجليزى, سببا كافيا ليبدأ مورينهو اللعب على نقاط قوة لاعبيه وتغير طريقة 4-2-3-1 التى أصبحت مقدسة له , أم سنرى استمرار لمعاناة اليونياتد مؤخرا؟ السبت ظهرا, أمام ليسترسيتي بطل الموسم الماضى فى مسرح الأحلام, من الممكن أن نجد الإجابة.

Share it on