شهدي عطية الكتابة فعل استمرارية للحياة
٣ أشهر فى الإتحاد
أحمد عاطف (القاهرة)وصف الكاتب المصري شهدي عطية، الكتابة بأنها فعل استعادة واستمرارية للحياة، ووسيلة تجعل الكاتب يعيش حيوات متعددة، من خلال استرجاع الماضي وإعادة إحيائه، موضحاً أن دافعه الأساسي للكتابة ينبع من الإيمان بقيمة الكلمة المطبوعة التي تبقى وتؤثر.وأوضح عطية لـ«الاتحاد» أن مشروعه يتمحور حول إعادة اكتشاف حلقات مجهولة من تاريخ الصحافة المصرية وحياة روادها، وهدفه ليس مجرد توثيق القديم، بل تقديم رؤية جديدة ومغايرة لكل ما يكتب عنه، مؤكداً أن القيمة الحقيقية لأي كتاب تكمُن في مدى مرجعيته وإضافته للقارئ، سواء كان باحثاً أو قارئاً عادياً. واعتبر عطية أن الأرشيف الصحفي يمثل مرآة للواقع ووثيقة تاريخية تثبت أو تنفي الأحداث، لافتاً إلى أنه يعتمد في كتاباته على الأرشيف الصحفي لاستعادة الماضي وتقديمه للقارئ بطريقة تدعم الحاضر وتنشّط الذاكرة المجتمعية.وأشار إلى أنه في هذه المرحلة، يشغله سؤال عن قدرته على استكمال مشروعاته العديدة، معبراً عن خوفه من ضيق الوقت. ورغم ذلك، يؤكد أنه يعمل على تقديم أفضل ما لديه، مشيراً إلى أن كتاب «المجدد»، هو بداية سلسلة لتأريخ رموز الصحافة المصرية بأسلوب مختلف.ونوه إلى أنه يقدم في كتاب «المجدد»، قراءة مختلفة عن الكاتب الصحفي الراحل محمد التابعي، مشيراً إلى أن تاريخ الصحافة المصرية يمكن تقسيمه إلى ما قبل التابعي وما بعده، فقد أحدث ثورة في أسلوب الكتابة الصحفية في القرن العشرين، عبر تبسيط الفكرة واختيار الكلمات بعناية دون إطالة، وهذا الأسلوب المميز أصبح مدرسة صحفية، ولذلك جاء اختيار عنوان الكتاب «المجدد»، تكريماً لإسهاماته الفريدة.وأكد عطية تأثره بكتّاب مثل أحمد بهاء الدين، ومحمود عوض، وصلاح حافظ، ويعتبر كتاباتهم مصدر إلهام له، موضحاً أنه يتابع بشغف الكتابات العربية المعاصرة، لكن لديه قلق من تراجع الحالة النقدية الجادة مقارنة بالماضي.وعن كتابه «حدث في شارع الصحافة»، قال عطية إنه يستند إلى أبحاث وثائقية معمقة، حيث اكتشف مواقف ومعارك جديدة خلال عملية البحث، مما يدفعه لإعادة ترتيب الأحداث وتحديث المعلومات بشكل مستمر، معتبراً أن الأرشيف الصحفي يُعد «دفتر أحوال المجتمع»، يوثق الواقع بدقة، ويُظهر حقائق قد تُغيّب أو تُحرف.