فوز إماراتي مستحق
٣ أشهر فى الإتحاد
يمثل الفوز المستحق لسعادة شيخة ناصر النويس بمنصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة محصلة لإنجازات متواصلة في عدد من المجالات، جعلت مثل هذه النتيجة منطقية وحتمية. وقد عبَّر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عن أبعاد هذا الفوز ودلالاته بقوله إنه «يبعث على الفخر، ويجسد ما تتمتع به دولة الإمارات من ثقة واحترام على الساحة الدولية، وموقعها المهم على خريطة السياحة في العالم. هذه أول مرة تفوز فيها امرأة بهذا المنصب الأممي ما يعبر عن النموذج الريادي الذي تقدمه المرأة الإماراتية في الداخل والخارج وقدرة أبناء الإمارات على الحضور الفاعل في المحافل الدولية».
وتمثل إنجازات دولة الإمارات في مجال السياحة أحد مقومات الجدارة والاستحقاق لفوزها بمنصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، حيث تقترب الإمارات من الوصول إلى أن تكون «أفضل وجهة سياحية في العالم»، وهو أحد أهداف «استراتيجية السياحة 2031»، التي أطلقت في نوفمبر 2022. وتظهر قدرة هذه الاستراتيجية على تحقيق أهدافها جلية في العديد من الأرقام والإنجازات التي تحققت عام 2024، فقد حلت الإمارات في المرتبة الأولى إقليمياً، والثامنة عشرة عالمياً في تقرير تنمية السياحة والسفر لعام 2024، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، وتصدرت عالميّاً في مؤشر «توفير بيانات السفر والسياحة»، وفي محور «البنية التحتية لقطاع النقل الجوي»، وجاءت ثانيةً في مؤشر «البنية التحتية والخدمات»، وثالثة في مؤشرات «شمولية بيانات السفر والسياحة»، و«كفاءة خدمات النقل الجوي»، و«السياسات والظروف الممكّنة للسياحة والسفر». ووصل عدد المسافرين في مطارات أبوظبي، ودبي الدولي، والشارقة الدولي إلى 103 ملايين مسافر، وحصل مطار زايد الدولي على جائزة أجمل مطار في العالم.
وإلى جانب مكانة دولة الإمارات على خريطة السياحة العالمية، يمثل اختيار سعادة شيخة ناصر النويس لشعل المنصب واحداً من أسباب استحقاق الفوز، بحكم إسهاماتها الملموسة في مجال السياحة منذ انضمامها إليه عام 2011، حيث قدمت رؤية استراتيجية تتضمن محاور مثل النمو المستدام، والتحول الرقمي، والتعليم وبناء القدرات، والتعاون بين مختلف الجهات، ودعم المواهب المحلية، وتعزيز الهوية الإماراتية في السياحة.
وعلى أساس من هذه الإسهامات، شغلت النويس عضوية عدد من المنظمات الإقليمية البارزة، حيث أصبحت عضواً في فرع الشرق الأوسط وأفريقيا للجمعية العالمية لمديري أصول الضيافة. كما فازت بعدد من الجوائز وأوسمة العلامة التجارية، ومنها جائزة أفضل علامة فندقية في الشرق الأوسط ضمن جوائز «بيزنس ترافيلر الشرق الأوسط» لأعوام 2021 و2022 و2024، وجائزة فوربس الشرق الأوسط: قائمة أفضل 100 شركة مستدامة في الشرق الأوسط - قادة الاستدامة لعام 2023. وفي سياق بالغ الأهمية، فإن الفوز المستحق هو ثمرة عقود طويلة تواصلت فيها جهود تمكين المرأة في دولة الإمارات، وتهيئة كل فرص التفوق والابتكار التي تسمح لها بإطلاق طاقاتها وقدراتها إلى حدودها القصوى، حيث تمثل النساء 29% من المناصب الوزارية في الإمارات، وهو أحد أعلى المعدلات العالمية. ووفق أرقام 2024، فإن 70% من خريجي الجامعات في الدولة من النساء، وتمثل المرأة 46% من إجمالي القوة العاملة بالدولة، و68% من العاملين في القطاع الحكومي، مع شغلها 30% من المناصب القيادية وصناعة القرار. كما أن 43% من المستثمرين في سوق أبوظبي للأوراق المالية من النساء، فضلًا عن تسجيل 14000 سيدة أعمال ضمن مجلس سيدات أعمال أبوظبي.
وإضافة إلى ما سبق، تضم حيثيات الجدارة قائمة طويلة من البنود التي يستحق كل منها التوقف لديه طويلاً، ومن بينها: الجهود الدبلوماسية المقتدرة والمُنسَّقة التي تُبذل على مستويات عدة في حالات منافسة المرشحين الإماراتيين على المواقع الدولية، والأداء الرفيع والمشرف لأبناء دولة الإمارات الذين تولوا مسؤوليات قيادية في منظمات إقليمية ودولية، وأخيراً وليس آخراً، مكانة دولة الإمارات وقوتها الناعمة ورصيدها الضخم من الموثوقية والاحترام في العالم بأسره.
* صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.