الجوع ليس سنياً ولا شيعياً ..!

أكثر من ٦ سنوات فى الراكوبة

قلنا مراراً إن الأنظمة القمعية دائماً ماتُغرق خوفها من هبات الجماهير ولو بدأ غبارها خجولاً في ممرات المدن حتى تلك البعيدة عن كراسي حكمها بعشرات الأميال ..ويتفاقم خوفها إذا ما اقتربت تلك المظاهرات من قصور سلطتها في العواصم المحمية بكل أدوات البطش الهادف الى تحصين العروش ..ظناًمن تلك الأنظمة التي تدرك الحقيقة بعد فوات الأوان ان الجلوس مع الشارع على طاولة مطالبه هو الحل الأنجع و الأقوى عن كل آلة امنية منوط بها مهمة حماية الحاكم عن غضبة شعبه !
استخف شاوسيسكو بنقع الخيول التى حركت حوافرها الى بوخارست من تيموشوارا القصية ..فتعامل معها بالعنف الذي ارتد الى نحره بسكين المقربين له والذين إنحازوا لصوت العقل ورموا زعيمهم وزوجته برصاصات قليلة حسمت أمر حكمه الذي إمتد ربع قرن في اقل من ربع الساعة !
وذات الثمن دفعه القذافي الذي ظن أنه قد كتب له عمر الأنبياء القدامى ..على غيرأعمار ممن وصفهم بالجرذان الذين قنصوا له قريبا من حجورهم التي أوى اليها ليخبي هلعه فيها من ثائرتهم عليه!
وكان أمام بشار الأسد أن يتجنب زلزال السنين السبع الذي أعمل جنونه في سوريا تحطيما للبنيان وقبله تكسيرا في عظام الإنسان في ذات ربع الساعة لوأنه نحى مغامرة الحل الأمنى جانباً وذهب ليستمع الى حناجر فتية درعا.. شرارة الحريق الأولى التي ومضت صغيرة .. بدلا عن نزع تلك الحلوق عن رقابهم الهشة !
لكن حينما تغيب عقول الحكام في غمرة الغرور والصلف الراجف..تأتيهم الطامة من حيث لا يحتسبون..!
فلم يجدي توسل بن علي الذي فهم لغة الزحف بعد أن سدّ اسماعه طويلاً عن هتافه ..فآثر الهروب حينما دقت القبضات على بوابة حصن فساده العالي الأسوار !
وأخيرهم وليس آخرهم بالطبع علي عبد الله صالح الذي ووري الثرى وعيناه تنظران باندهاش وكأنه يحدق في شركاء الغدر الذين سقوه من كاسه جرعات الموت على قارعة الأطماع التي لا تتسع لمرور كل المناكب صعوداً الى قاع الوهم المسمى بمستنقع التسلط الآىسن بعفن التأمر وطحالب الخ --- أكثر

شارك الخبر على