الضوء المظلم؛ الاستقلال في عيده الثاني والستين ذكرى تتجدد.. وآمال تتبدد..

أكثر من ٦ سنوات فى الراكوبة

لم يعد الاستقلال عند السودانيين سوى يوم ينظمون فيه الحفلات كغيرهم من شعوب العالم ابتهاجا بحلول عام جديد تتجدد فيه احزانهم وتتحطم احلامهم بتحقيق السلام والاستقرار في دولة ديمقراطية مدنية ولم تختلف الانظمة التي تولت زمام الامور في البلاد عن المستعمر الا في استخدام العنف والقوة المفرطة لاخضاع السودانيين لسلطتها المطلقة؛ عن اي استقلال نتحدث والسودان تحول الى رماد تزروه الرياح بسبب حريق الحروب الاهلية والقتال الداخلي؟؟

وتمكنت الولايات المتحدة الاميركية بعد الاستقلال من ارتياد الفضاء والتحكم في العالم اقتصاديا وعسكريا كما تفوقت في مجال البحث العلمي والابداع الصناعي. ولكن ظل السودان في تراجع مستمر منذ خروج الاستعمار البريطاني في 1 جانوير 1956ف الذي رغم سيطرته المطلقة على الاقتصاد والموارد شهد السودان في عهده استقرارا وتطورا نسبيا مقارنة بالحقبة التي تولى فيها القيادات الوطنية زمام الامور في البلاد التي تتصدر قوائم الفساد والتخلف الحضاري بسبب استشراء الحروب؛ وترك البريطانيون الذين غرزوا بذور الفتنة بين الشمال والجنوب السودان موحدا وخاليا من اي وجود اجنبي بالكثافة التي يشهدها اليوم.

وادت الحرب الاهلية التي اندلعت منذ خروج الاستعمار البريطاني بين الشمال والجنوب الى تقسيم البلاد ولكن لم تتمكن الحركة الشعبية لتحرير السودان التي خاضت اطول حرب في افريقيا ضد اعداءها بالخرطوم من تأسيس دولة دمقراطية في جنوب السودان الغارقة في الفساد منذ استقلاله عن الشمال عام 2011ف ونشبت حرب طاحنة بين قبيلتي النوير والدينكا التي تسيطر على السلطة ومفاصل دولة جنوب السودان في ديسمبر من العام 2013ف عقب محاولة انقلاب فاشلة قادها مشار للاطاحة بنظام سلفاكير الذي اصبح رئيسا للحركة الشعبية خلفا لمؤسسها الراحل العقيد جون قرنق الذي قضى في حادث تحطم طائرة عام 2005ف.

وتعود جذور التمرد الى سياسة الاستعمار البريطاني الداعمة للفتنة والكراهية التي برزت في عهد المهدية بين ا --- أكثر

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على