مساعٍ إيرانية حثيثة للتهدئة

أكثر من ٦ سنوات فى الشبيبة

طهران - وكالات -قال الرئيس الإيراني حسن روحاني في أول رد فعل علني له على الاحتجاجات المُستمرة منذ أربعة أيام ضد الحكومة، إن الإيرانيين لهم الحق في الاحتجاج وفي انتقاد السلطات لكن يجب ألا تؤدي أفعالهم إلى العنف أو إتلاف الممتلكات العامة. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية عن روحاني قوله لمجلس الوزراء إن «الشعب له مطلق الحرية في انتقاد الحكومة والاحتجاج لكن يجب أن تكون احتجاجاتهم على نحو يحسّن الوضع في البلاد ومعيشتهم».وتظاهر محتجون معارضون للحكومة أمس الأول في تحدٍ لتحذير السلطات من حملة صارمة وذلك لليوم الرابع على التوالي لما يمثّل أحد أبرز التحديات للزعامة الدينية منذ الاضطرابات المطالبة بالإصلاح العام 2009. ويحتج الآلاف من الأشخاص في أنحاء البلاد منذ يوم الخميس ورفعوا شعارات داعمة للمسجونين السياسيين. وانتقد روحاني أيضاً تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أيّد فيها الاحتجاجات.حصيلة رسميةمن جانب آخر ارتفع عدد قتلى المظاهرات إلى 14 قتيلا، وأعلن التلفزيون الإيراني مقتل 13 شخصا في محافظة أصفهان؛ هم ستة في مدينة توسركان وثلاثة في مدينة شاهينشهر، واثنان في مدينة دورود التي شهدت مساء السبت مقتل اثنين آخرين، أما القتيل الرابع عشر فسقط في مدينة إيذه بمحافظة خوزستان في مظاهرات أمس.وأشار التلفزيون الإيراني إلى أن قوى الأمن تصدت لمحتجين مسلحين حاولوا الاستيلاء على مؤسسات رسمية ومواقع أمنية أثناء المظاهرات التي تشهدها البلاد منذ أيام احتجاجا على سياسات الحكومة وموجة الغلاء. وكان التلفزيون الرسمي قد أشار في وقت سابق إلى أن عشرة أشخاص قتلوا يوم الأحد في الاضطرابات، وبدأت المظاهرات يوم الخميس وجذبت إليها الألوف.وحثت بيانات، لا تحمل توقيعاً ونُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، الإيرانيين على التظاهر مجدداً في العاصمة طهران و50 مركزاً حضرياً آخر.وإيران منتج كبير للنفط في أوبك وقوة إقليمية، واندلعت الاضطرابات في مشهد، ثاني أكبر مدينة إيرانية، احتجاجاً على ارتفاع للأسعار لكنها سرعان ما انتشرت وتحوّلت إلى مسيرات سياسية.والمتظاهرون غاضبون بسبب البطالة والمصاعب الاقتصادية واستمرت الاحتجاجات خلال الليل رغم دعوة الرئيس حسن روحاني إلى الهدوء قائلاً إن الإيرانيين لهم حق انتقاد السلطات، لكنه حذّر من أن السلطات ستتصدى للاضطرابات. وأظهرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي أن الشرطة أطلقت مدافع المياه أمس الأول الأحد في محاولة لتفريق المتظاهرين.وأفادت تقارير أيضاً بخروج مظاهرات في مدن سنندج وكرمانشاه وكذلك جابهار في الجنوب الشرقي وعيلام وايذه في الجنوب الغربي. والاحتجاجات هي الأكبر في إيران منذ اضطرابات في 2009 التي أعقبت انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد لفترة رئاسية أخرى.لن تتساهل مع الشغبوقالت الداخلية الإيرانية إنها لن تتساهل مع من يتعرّض للممتلكات العامة، وحذّرت من أنها ستتعامل مع هؤلاء باعتبارهم مثيري شغب.من جانبه، أعلن المساعد الأمني لمحافظ العاصمة طهران أن السلطات اعتقلت نحو 200 شخص من المحتجين في مظاهرات أمس الأول بالعاصمة.كما أكّد أن السلطات أفرجت عن قسم منهم وأحالت بعضهم للسلطة القضائية لمحاكمتهم بتهمة التخريب والعبث بأمن المجتمع.في سياق متصل، قالت مصادر إيرانية إن السلطات حظرت موقع تلجرام الواسع الانتشار في البلاد، وقيّدت استخدام موقع إنستجرام لأسباب قالت إنها تتعلق بالأمن الداخلي. ونقل موقع الإذاعة والتلفزيون الرسمي عمّن سمّاه مصدراً مطلعاً أن الحظر الذي شمل موقع تلجرام مؤقت.وانطلقت المظاهرات، الخميس، في مدينة مشهد ثانية كبرى مدن إيران، قبل أن تنتشر وتشمل مدناً أخرى. وتركزت الاحتجاجات على التضخم والبطالة، لكن بعض المتظاهرين عبّروا عن غضبهم من تركيز السلطات على الوضع في سوريا وملفات إقليمية أخرى بدلاً من تحسين الظروف داخل البلاد. في المقابل، خرجت مظاهرات طلابية مؤيدة للنظام أمام جامعة طهران السبت، وندد المتظاهرون بما سموه فتنة جديدة.تشجيع إسرائيليأبدى وزير المخابرات الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، أمس الاثنين، تشجيعاً للاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران لكنه أضاف أن سياسة إسرائيل تقضي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لطهران.وقال كاتس في مقابلة مع إذاعة الجيش «يمكنني فقط أن أتمنى للشعب الإيراني النجاح في كفاحه من أجل الحرية والديمقراطية». وأضاف: «إذا نجح الشعب في تحقيق الحرية والديمقراطية فسيختفي كثير من التهديدات الموجهة اليوم لإسرائيل والمنطقة بأكملها».وتبدي إسرائيل منذ وقت طويل قلقها إزاء البرنامج النووي الإيراني واتهامها بدعم طهران لمقاتلين في لبنان والأراضي الفلسطينية، وهي مخاوف تشاركها فيها دول أخرى.ورداً على سؤال عن سبب عدم اتّباع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التعبير عن تأييد أكبر للمحتجين، قال كاتس: «إسرائيل ملتزمة بعدم التدخل في هذا الشأن الداخلي».وأضاف أن نهج ترامب الصارم إزاء طهران الذي يتضمن التهديد بفرض عقوبات أمريكية بدد «وهم التحسّن الاقتصادي» لدى الحكومة الإيرانية.وألقى مسؤول إيراني، أمس الأول الأحد، اللوم على «عملاء أجانب» في اشتباك قُتل فيه محتجان.

شارك الخبر على