«ديهاد ٢٠٢٥» وترسيخ نهج العمل الإنساني لدولة الإمارات
٤ أشهر فى الإتحاد
لم تعد قيم التعايش الإنساني المشترك ودعم المتضررين من الأزمات والكوارث مساراً اختيارياً في ظل ما يشهده العالم اليوم من تحديات متصاعدة، واكتسبت رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة بهذا الشأن مكانةً مركزيةً، إقليمياً وعالمياً، كونها تأسست على استراتيجية وطنية ترتكز على مضامين إنسانية عالمية، وهي الصيغة التي جعلت جهود الإمارات العالمية تمثل نقطة انطلاق تسترشد بها جميع الأطراف المنخرطة بأنشطة الإغاثة وجهود التنمية.واتساقاً مع تلك الرؤية الراسخة بشأن ضرورة تعزيز العمل الإنساني عالمياً، انطلقت فعاليات الدورة الحادية والعشرين من مؤتمر ومعرض دبي العالمي للإغاثة والتنمية (ديهاد 2025)، أمس الثلاثاء، تحت شعار «التنمية والمساعدات الإنسانية في عالم تسوده الانقسامات»، وهو الحدث الذي يمتد لثلاثة أيام بمشاركة أكثر من 976 جهة وشريكاً دوليّاً وإقليميّاً ومحليّاً، ويتخلله قُرابة 64 جلسة رئيسية و197 ورشة عمل. تمثل الدورة الحالية من مؤتمر «ديهاد» انطلاقةً تأسيسية لتعزيز عمليات التنسيق العالمي بشأن العمل الإنساني، حيث يهدف المؤتمر إلى إتاحة مساحات للحوار والتعاون بين المنظمات الإنسانية، والجهات المانحة، والمؤسسات الحكومية، والقطاع الخاص، لمواجهة التحديات الإنسانية حول العالم، وابتكار طرق جديدة لدعم مَن يعانون من تداعيات الأزمات والكوارث الطبيعية.وتولي القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة ممثلةً في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، اهتماماً كبيراً لدعم المنكوبين وتخفيف المعاناة وحماية الكرامة الإنسانية في أوقات الأزمات والكوارث الطبيعية. وتُدار تلك الجهود عبر منظومة مؤسسية ضخمة تضم عشرات الجمعيات والمنظمات والشركات التي ساهمت في خدمة ملايين الأشخاص حول العالم. كما نسقت حكومة الإمارات العديدَ من الجهود الإغاثية متعددة الأطراف لضمان سرعة واستدامة الأثر الإيجابي لتلك الجهود وتفعيل الجوانب التنموية لدعم المتضررين من الأزمات والكوارث.ومع تضاعف حجم الجهود الإغاثية والإنسانية المطلوبة لمواجهة الاحتياجات العالمية خلال السنوات الماضية، أصبح من الضروري توحيد جهود وخدمات الإغاثة والمؤسسات والهيئات الحكومية عالمياً، خاصة مع تصاعد الأزمات الجيوسياسية والمناخية، وتحديات التمويل الإنساني، ما يجعل مؤتمر «ديهاد 2025» نطاقاً محورياً لمناقشة ومعالجة تلك التحديات وترسيم مستقبل العمل الإنساني وأسس التعاون الدولي لتعزيز عوائده. وتتجه دولة الإمارات لتعزيز جهودها المبذولة في مسار العمل الإغاثي والتنموي مستقبلاً، حيث تنوي زيادة جهودها في هذا القطاع الحيوي خلال السنوات المقبلة لمساعدة ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، ولذلك التزمت بتخصيص ما لا يقل عن 15% من إجمالي مساعداتها الخارجية لصالح هذه الأنشطة، ما يجعل الإمارات واحدةً من أكثر الدول المانحة في مجال الإغاثة الإنسانية على مستوى العالم.وتعكس أجندة وفعاليات «ديهاد 2025» المركزيةَ التي تكتسبها جهود دولة الإمارات في القطاع الإغاثي والتنموي، حيث تضاعفت جلسات المؤتمر في نسخته الحالية لتشمل 64 جلسة رئيسية، مقارنة بحوالي 24 جلسة خلال فعاليات نسخة العام الماضي، ما يؤكد أن المؤتمر صار منصةً دوليةً مؤثرةً في عملية تنسيق العمل الإنساني وبناء الشراكات بين أصحاب المصلحة وصناع القرار على مستوى العالم.ومن المجالات المهمة التي يُعنى بها المؤتمر مسار بناء وعي مستقبلي وترسيخ قيم العمل الإنساني بين النشء والشباب، لتعزيز جهود استدامة العمل الإنساني ونشر ثقافة الدعم والخدمات الإغاثية التي صارت محوراً رئيسياً للتعايش الإنساني المشترك، حيث تستمر فعاليات المؤتمر الموجّهة للأطفال ضمن مبادرة «أطفال ديهاد»، والتي تهدف لترسيخ الوعي الإنساني لدى الأجيال الجديدة. وترسيخاً لنهج العمل الإنساني الذي تتبناه دولة الإمارات، سوف تشمل النسخة الحالية من المؤتمر إطلاق «ديهاد للفرص»، والتي تقدم مساحة لتمكين مواطني دولة الإمارات في القطاع الإنساني والإغاثي، في دلالة كبيرة على توجه الدولة لتمكين الكوادر المواطنة من الانخراط الفاعل في قطاعي العمل الإنساني والتنمية، وتوفير فرص وظيفية نوعية، وتعزيز التطور المهني للأفراد المهتمين بهذا القطاع الحيوي.
صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.