موقع أمريكي استراتيجية ترامب للأمن القومي تعرض واشنطن للخطر

ما يقرب من ٨ سنوات فى التحرير

سلط موقع "truthout" الأمريكي، في تقريره، اليوم السبت، الضوء على استراتيجية الأمن القومي الأمريكي التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب، مؤخرا، والقائمة على مفهوم "أمريكا أولا"، قائلا إنها تعرض الولايات المتحدة للخطر.

وارتكزت الاستراتيجيةعلى 4 محددات رئيسية أولها حماية الوطن، من خلال التركيز على أمن الحدود وإصلاح نظام الهجرة وتقوية نظام الدفاع الصاروخي، وثانيها تعزيز الثقة الأمريكية عبر إعادة تنشيط الاقتصاد لمصلحة العمال والشركات الأمريكية على أن تستخدم الولايات المتحدة هيمنتها على الطاقة، وثالثها الحفاظ على السلام من خلال القوة عبر إعادة بناء القوة العسكرية لضمان بقائها متفوقة، ورابعها تعزيز النفوذ الأمريكى عبر التركيز على نهج جديد للتنمية، لتعزيز اقتصادات السوق الحرة ونمو القطاع الخاص والاستقرار السياسي والسلام.

وأوضح الموقع أن استراتيجية ترامب تأخذ سياسة باراك أوباما، إلى مستوى جديد، إذ تركز على القوة العسكرية غافلة القوة الدبلوماسية، وتبني إدارة ترامب 10 حاملات طائرات جديدة بقيمة 13 مليار دولار لكل منها، وتوسيع برنامج الأسلحة النووية لتصل قيمته إلى تريليون دولار على مدى الثلاثين عاما القادمة.

ووفقا لاستراتيجية ترامب، فلا يوجد أي اهتمام بشأن حقوق الإنسان في البلدان الأخرى، ويتجلى ذلك من الناحية العملية في دعم ترامب الثابت لاحتلال إسرائيل الوحشي للأراضي الفلسطينية، بما في ذلك آخرها إعلانه أن القدس عاصمة لإسرائيل، وتنص الاستراتيجية الوطنية على أن الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، على مدى أجيال، كان مفهوما يحول دون السلام والازدهار في المنطقة.

أما عن الإشراف البيئي، فكان قد أشار تقرير أوباما لعام 2015 إلى أن "تغير المناخ يشكل تهديدا عاجلا ومتناميا لأمننا القومي"، ومع ذلك فإن استراتيجية ترامب الأخيرة لا تعترف بتهديد تغير المناخ، وعلى الرغم من الظواهر المناخية المتطرفة وغير الاعتيادية مثل الأعاصير والحرائق الأخيرة، فإن ترامب انسحب من اتفاقية باريس للمناخ، كما يقوض مفهوم الحماية والانعزالية التى يكرسها ترامب ضد المهاجرين واللاجئين ومنعهم من دخول الولايات المتحدة تحت مزاعم مواجهة الإرهاب، الأساس الذي قام عليه المجتمع الأمريكي الذي نشأ على مفهوم الهجرة تحت مظلة الديمقراطية والمواطنة، فحماية أمن الولايات المتحدة يكون من خلال انتهاج سياسات عالمية أكثر عدالة وانحيازا إلى الشرعية الدولية، وليس تقويضها كما حدث فى قرار ترامب الأخير بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس.

 بالإضافة إلى ذلك أعاد ترامب أجواء الحرب الباردة مرة أخرى باعتباره الصين وروسيا التهديد الاستراتيجي والمنافسين الرئيسيين للولايات المتحدة، لكن ليس في المجال الأمني والعسكري فقط، بل في المجال الاقتصادي بشكل رئيسي في ظل الصعود الصيني الاقتصادي وتراجع الاقتصاد الأمريكي، والصحوة الروسية الاقتصادية وتعاظم نفوذها الدولى خاصة في منطقة الشرق الأوسط، والذي يسهم في تحقيق تعددية النظام الدولي وإنهاء حقبة الأحادية الأمريكية التي سادت في العقدين السابقين، إلا أن ترامب يرى أن البنود الرئيسية لهذه الاستراتيجية الجديدة، تهدف إلى حماية الوطن الأمريكي، وتعزز الرخاء، وتحقق السلام، وتدفع بالنفوذ الأمريكي في العالم.

واختتم الموقع الأمريكي: "زيادة خيبة الأمل بشأن سياسات ترامب، قد تؤدي إلى فقدان أغلبية الجمهوريين في مجلس النواب في انتخابات منتصف المدة لعام 2018، ويجب تصعيد جميع سبل المقاومة لنظام ترامب، حيث أن مستقبل الولايات المتحدة، بل العالم أجمع يعتمد عليه".

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على