من الأشهر اليوم؟

اليوم السابع - كتب بيتر إبراهيم - نورا طارق
أطباء: الآثار النفسية فى هذه الحالة تتدرج من الانطواء وحتى الإنتحار.. وروشتة لبناء ثقة الطفل بنفسه
"روزالى أفيلا" طفلة أمريكية مثل أى طفلة، ترغب فى أن تلعب وتمرح مثل باقى الأطفال، لم تكن تدرى أن هناك من البشر من سيقف عائقا أمام رغباتها الصغيرة، ليفسدوا عليها طفولتها البريئة، ويطفئوا ابتسامتها إلى الأبد، وما يزيد حجم المأساة، أن هؤلاء هم أطفال مثلها رأوا أن ما خلقها الله عليه سببا لإهانتها الدائمة والسخرية منها.
   فلم تجد روزالى حلا أمامها للتخلص من سخرية أصدقائها من شكلها وملامحها سوى الانتحار فى هذه السن الصغيرة، لم تتحمل الطفلة البريئة إهاناتهم فقررت التخلص من حياتها القصيرة أملا فى إنهاء هذه المأساة،  حيث سلطت صحيفة “ nbcnews” الضوء على قصة طفلة تبلغ من العمر 13 عاماً، انتحرت فى غرفة منزلها بولاية كاليفورنيا الشهر الماضي، وتركت عدة رسائل كتابية لعائلتها عندما عثروا على جسدها.
ووفقاً لـ “nbcnews” تركت الطفلة التى تدعى "روزالى أفيلا" رسالة لوالدتها، وقالت:" أنا أحبك، أمي، وأنا آسفة إذا رأيتينى فى هذا الوضع، ومن فضلك لا تنشرى أي صور لي في جنازتي". وتشكلت قمة معاناة الطفلة فى رسالتها التى كتبت فيها:" اعتذر لوالدتى لكونى قبيحة".
والد الطفلة ووالدتهاوالد الطفلة ووالدتها
وروى والدها "فريدى" القصة قائلا:" إن أشقاءها صعدوا إلى غرفتها التى خرجت منها أصوات الموسيقى والعزف، وطرقوا الباب إلا أنها لم تستجب، وبعد دقائق سمع صوت صراخ هستيرى، حيث وجدوها معلقة من رقبتها حول حبل، فى مشهد لن ينسى أبدًا".
 
السبب وراء انتحار الطفلة "روزالى" هو سخرية أصدقائها من لونها وأسنانها قائلين إليها إنها قبيحة، مما شكل ضغطا نفسيا كبيرا عليها، حيث كانت الطفل لا ترغب فى النظر فى المرآة لأنها تشعر بالحزن من شكل أسنانها ولونها الداكن .
[[{"fid":"1607064","view_mode":"wysiwyg","fields":{"format":"wysiwyg","alignment":"","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false,"external_url":""},"link_text":null,"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"wysiwyg","alignment":"","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false,"external_url":""}},"attributes":{"height":676,"width":900,"style":"height: 376px; width: 500px;","class":"media-element file-wysiwyg","data-delta":"1"}}]]
الطفلة وهى تفتخر بتفوقها فى الدراسة
ومع استمرار السخرية، بدأت روزالي فى التفكير بالانتحار، بسبب ترسخ إحساس لديها بكونها قبيحة كما يؤكد لها زملاؤها فى المدرسة بشكل دائم .
ووفقا للتقرير ، تخطط الأسرة الآن لتقديم دعوى "وفاة غير مشروعة" ضد المنطقة التعليمية بسبب "إهمالها وعدم اتخاذ التدابير المناسبة لحماية روزالي مما تعرضت له من زملائها فى المدرسة"، مؤكدين أنها ضحية لـ "السخرية" ، وأن المدرسة لم تضمن سلامتها النفسية ولم تنتبه لما يقوم به زملاؤها".
وقال محامي العائلة "بريان كلايبول" في بيان، إن "المدرسة كانت مهملة أيضا في عدم اتخاذ إجراءات ضد الأطفال والسماح لهم بالاستمرار في الاعتداء اللفظي الذي لا ينتهى على روزالي".
[[{"fid":"1607065","view_mode":"wysiwyg","fields":{"format":"wysiwyg","alignment":"","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false,"external_url":""},"link_text":null,"type":"media","field_deltas":{"2":{"format":"wysiwyg","alignment":"","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false,"external_url":""}},"attributes":{"height":527,"width":851,"style":"height: 310px; width: 500px;","class":"media-element file-wysiwyg","data-delta":"2"}}]]
الطفلة المنتحرة
وتابع "كلايبول"، إنه بالإضافة إلى الإساءة اللفظية، قام زملاء الدراسة بنشر شريط فيديو يصور ما تبدو عليه روزالى مقارنة مع فتاة جميلة بشكل مهين، وتم توزيع الفيديو في جميع أنحاء المدرسة وعلى شبكة الإنترنت.
التأثير النفسى السلبى للسخريةالقصة المؤلمة لهذه الطفلة تفتح الباب للعديد من التساؤلات حول التأثير السلبى على نفسية الطفل الذى يتعرض للسخرية من أى شىء سواء جسمه أو شكله، وكذلك الدور الذى يمكن أن يلعبه الآباء والأمهات لحماية أطفالهم من الوصول إلى هذه المرحلة السيئة من التأثر النفسى بأى مشكلة يواجهوها، فضلا عن كيفية تربية الأطفال على الثقة فى النفس .
الدكتور أحمد عبد الله، أستاذ طب نفسى بجامعة الزقازيق، قال  فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن الإنسان يستمد صورته الشخصية من آراء الآخرين، ويتأثر بها نفسياً خاصة الأطفال، وكلما كانت الصورة سلبية كانت لها آثار سيئة مثل :انعدام الثقة بالنفس، والشعور بالإحباط والإحساس بأنه أقل من الآخرين، وبالتالى الإصابة بالاكتئاب.
وأضاف:" يشعر الطفل نتيجة تعمد أقرانه السخرية من ملامح وجهه أو زيادة وزنه ولون بشرته بألم نفسى شديد، قد يجعله يفكر فى الانتحار للتخلص من هذه المشكلة" .
وأضاف أن الطفل يحتاج فى هذه المرحلة إلى التحدث مع متخصص نفسى لمعرفة أسباب تفكيره فى الانتحار، ومن ناحية أخرى يجب على الأسرة وخاصة الأم تخصيص وقت للتحدث مع الطفل بأمور مختلفة ومعرفة احتياجاته ومشاكله بالمدرسة، وتحاول أن تصحح طريقة تفكيره وإنه غير منبوذ بالمجتمع وإنه ليس أقل من أى طفل آخر، مشيراً إلى أن الأم الآن مشغولة عن تربية للأطفال بأمور أخرى مما يجعل الطفل يتعرض لأمور قد تؤذيه نفسياً ويقوم بتصرفات خاطئة مثل تفكير فى الانتحار بإلقاء نفسه من النافذة .
وأضاف الدكتور تامر البسيونى، أخصائى طب نفسى أطفال، أن تعرض الطفل للسخرية بسبب السمنة أو ملامح الوجه وغيرها من الأشياء التى تجعله مختلف عن أقرانه، هو نوع من السخرية منتشر فى المدارس بين الأطفال بسبب فقدان فن التعامل مع الاختلاف بين البشر .
وأشار إلى أن تعرض الطفل للسخرية يسبب له آثار نفسية سيئة تظهر من خلال بعض الأعراض، مثل فقدان الثقة بالنفس ، لانطواء واكتئاب، وفقدان الاستمتاع بالألعاب، واليأس وفقدان الأمل الذى قد يجعله يصاب بالاكتئاب الذى يصاحبه ظهور بعض الأعراض مثل الانطواء والانعزال والعدوانية والعصبية الشديدة.
وأضاف يجب أن تحرص إدارة المدرسة على تخصيص حصة لتعليم الأطفال تقبل الاختلاف بينهم وعدم السخرية من أحد وأن الاختلاف ليس إعاقة أو عيب أو نقص بالشخصية عند الأطفال، كما يجب على الأم أن تتحدث مع الطفل عن مشاكله وأن يعتاد التحدث عن مشاكله معها.
التصرف الصحيح للتعامل مع السخرية منه :أوضح أنه يجب على الأم أن تعلم الطفل مهارات حل المشاكل عامة، وأنه عندما يتعرض طفلها للسخرية من الأطفال يجب أن يظهر أمامهم بثبات وإظهار إنه ليس خائفاً منهم، ويظهر اعتراضه على سلوكهم بقوله مثلاً "التصرف ده مش عاجبنى وهتتعاقبوا عليه"، ثم يذهب لأقرب ولى أمر سواء والدته فى حال تواجده بالنادى أو المدير أو ناظر أو المدرس فى حال تواجده بالمدرسة ليشكو له .
ويجب على الأم أن توضح للطفل أن اختلافه عن أقرانه ليس شىء ينقصه وأن كل شىء فى الكون يوجد به اختلاف مثل الزهور مختلفة ألوانها والحيوانات ويجب أن تعلمه ذلك بطريقة غير مباشرة من خلال رواية قصة صغيرة قبل النوم، مثل قصة البطة السوداء الشهيرة والتى استطاعت أن تتفوق عن أقرانها .