شخصيات إسلامية.. حذيفة بن اليمان كاتم سر النبي ﷺ
٥ أشهر فى الإتحاد
حذيفة بن اليمان بن جابر العبسي، رضي الله عنه، من نجباء أصحاب سيدنا محمد -ﷺ- وهو «صاحب السر»، واسم اليمان: حسل - ويقال: حسيل - ابن جابر العبسي، اليماني، أبوعبد الله، حليف الأنصار، من أعيان المهاجرين، حدث عنه: أبو وائل، وزر بن حبيش، وزيد بن وهب، وربعي بن حراش، وصلة بن زفر، وثعلبة بن زهدم، وأبو العالية الرياحي، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، ومسلم بن نذير، وأبو إدريس الخولاني، وقيس بن عباد، وأبو البختري الطائي، ونعيم بن أبي هند، وهمام بن الحارث، وخلق سواهم، له في (الصحيحين): اثنا عشر حديثاً، وفي البخاري: ثمانية، وفي مسلم: سبعة عشر حديثاً.وكان والده حسل أصاب دماً في قومه، فهرب إلى المدينة، وحالف بني عبد الأشهل، فسماه قومه اليمان، لحلفه لليمانية، وهم الأنصار. شهد هو وابنه حذيفة أحدا، فاستشهد يومئذ، قتله بعض الصحابة غلطاً، ولم يعرفه، لأن الجيش يتخفون في لأمة الحرب، ويسترون وجوههم، فإن لم يكن لهم علامة بينة، وإلا ربما قتل الأخ أخاه، ولا يشعر، ولما شدوا على اليمان يومئذ، بقي حذيفة يصيح: أبي! أبي! يا قوم! فراح خطأ، فتصدق حذيفة عليهم بديته كما جاء في سير أعلام النبلاءوآخى رسول الله -ﷺ- بين حذيفة وعمار.وقال حذيفة: ما منعني أن أشهد بدراً إلا أني خرجت أنا وأبي، فأخذنا كفار قريش، فقالوا: إنكم تريدون محمداً! فقلنا: ما نريد إلا المدينة.فأخذوا العهد علينا: لننصرفن إلى المدينة، ولا نقاتل معه.فأخبرنا النبي -ﷺ- فقال: (نفي بعهدهم، ونستعين الله عليهم. وفي رواية أنه أقبل هو وأبوه، فلقيهم أبو جهل، قال: إلى أين؟ قالا: حاجة لنا.قال: ما جئتم إلا لتمدوا محمداً، فأخذوا عليهما موثقاً ألا يكثرا عليهم، فأتيا رسول الله، فأخبراه،. وسئل عليا، كرم الله وجهه، عن حذيفة، فقال: علم المنافقين، وسأل عن المعضلات، فإن تسألوه، تجدوه بها عالماً، وعن أبي يحيى، قال: سأل رجل حذيفة - وأنا عنده - فقال: ما النفاق؟ قال: إن تتكلم بالإسلام، ولا تعمل به، وعن ابن سيرين: إن عمر ولاه على المدائن، وكتب في عهد حذيفة على المدائن: اسمعوا له، وأطيعوا، وأعطوه ما سألكم، فخرج من عند عمر على حمار موكف، تحته زاده، فلما قدم، استقبله الدهاقين وبيده رغيف، وعرق من لحم.وكان النبي -ﷺ- أسر إلى حذيفة أسماء المنافقين، وضبط عنه الفتن الكائنة في الأمة، وقد ناشده عمربن الخطاب عند وفاته: أأنا من المنافقين؟ فقال: لا، ولا أزكي أحداً بعدك، وحذيفة: هو الذي ندبه رسول الله -ﷺ- ليلة الأحزاب ليجس له خبر العدو، وعلى يده فتح الدينور عنوة، ومناقبه تطول -رضي الله عنه- وقد روى أبو إسحاق: عن مسلم بن نذير، عن حذيفة، قال: أخذ النبي -ﷺ- بعضلة ساقي، فقال: «الائتزار ها هنا، فإن أبيت فأسفل، فإن أبيت، فلا حق للإزار فيما أسفل من الكعبين».وفي لفظ: (فلا حق للإزار في الكعبين) وعن الزهري، أخبرني أبو إدريس، سمع حذيفة يقول: والله إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة، وقال حذيفة: كان الناس يسألون رسول الله -ﷺ- عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني.