أزمة تهدد «طلق صناعي».. والمنتج يتحدى الرقابة

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

تواصلت أزمة أسرة فيلم «طلق صناعي» للأشقاء خالد ومحمد وشيرين دياب، وجهاز الرقابة على المصنفات الفنية برئاسة الدكتور خالد عبد الجليل، والذي يقول صُناع العمل أنه من يُعطل استخراج تصاريح لعرضه في موسم إجازة منتصف العام.

وفي تحدِ واضح للرقابة؛ قررت الشركة المنتجة للفيلم، أمس الأربعاء، إقامة العرض الخاص له يوم الثلاثاء الموافق 2 يناير، بأحد دور العرض بالتجمع الخامس.

فيلم «طلق صناعي» من إخراج خالد دياب، وتأليف الأخوة «خالد ومحمد وشيرين دياب»، ويشارك في بطولته كل من حورية فرغلي وماجد الكدواني وسيد رجب وبيومي فؤاد ومصطفى خاطر ومي كساب، وتم عرضه في قسم «ليالي عربية» بالدورة الماضية من مهرجان دبي السينمائي.

ويعد «طلق صناعي» أول الأعمال الإخراجية للسيناريست خالد دياب، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي حول زوجين يسعيان للحصول على تأشيرة السفر إلى أمريكا، وخلال الأحداث يكتشف الزوج أن زوجته الحامل أخذت حبوبًا لتسريع عملية الولادة لتلد على أرض أمريكية، ويحصل ابنه على الجنسية، وتدور الأحداث في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي.

«التحرير» كانت تواصلت مع أطرافِ عدة للحديث حول الأزمة، والبداية كانت بالسيناريست شيرين دياب، المشاركة في تأليف العمل، والتي امتنعت عن التطرق للأزمة، وقالت: «معنديش إذن أتكلم في الموضوع ده، المخرج خالد دياب هو المسئول وحده عن ذلك».

مخرج الفيلم

تواصلنا أيضًل مع مخرج العمل خالد دياب، والذي شرح لنا تفاصيل الأزمة، مؤكدًا أن الدكتور خالد عبد الجليل، رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، حسّه الأمني أعلى بكثير من حسّه الفني، فهو ملكي أكثر من الملك، على حد وصفه.

وعن حقيقة ما أشيع عن أن سبب المنع يعود إلى التشابه بين «طلق صناعي» و«الإرهاب والكباب»، رد دياب، قائلًا: «نقطة المنع بسبب التشابه دي غريبة جدًا.. مفيش حاجة اسمه منع للتشابه، فيلم (جزيرة الشيطان) بتاع عادل إمام عمله سمير صبري، وفيلم رامز جلال (رغدة متوحشة) عمله داوود عبد السيد».

وذكر المخرج أن رئيس جهاز الرقابة هو السبب في تعطل تراخيص فيلمه، موضحًا: «السبب هو إن هناك رقيب يتطوع بالإبلاغ الأمني عن الفنانين، الدكتور خالد عبد الجليل كان يجب أن يعمل في الأمن، وأنا لا أعيب على النظام في أي شيء، والجهات الأمنية شاهدت الفيلم ولا يوجد لديها أي مانع من عرضه، كما أن هناك دبلوماسيين مصريين بدولة الإمارات شاهدوا الفيلم أثناء عرضه بمهرجان دبي وأشادوا به».

وتابع: «خالد عبد الجليل شخص لا يملك من الموهبة أي شيء، وكل رأس ماله أنه يُبلغ عن زملائه الفنانين، هو مُخبر عن الفنانين ويدعي أنه يرى الخطر المُحطم للنظام، فبالرغم من الموافقة الأمنية إلا أنه يعترض.. الأمن موافق وهو مش موافق».

طارق الشناوي

وفي هذا الصدد، استبعد الناقد الفني طارق الشناوي أن يكون سبب المنع تشابه الفيلم بآخر، وقال لـ«التحرير»: «لا أعتقد أن الرقابة تمنع الفيلم لكونه متشابهًا مع الإرهاب والكباب، أنا قولت إن هناك تشابهًا، ولكن ما علاقة الرقابة بذلك؟ أظن إنه إذا كان هناك مشكلة رقابية فهي متعلقة بالمادة الدرامية الموجودة بالفيلم».

خالد عبد الجليل

بدورها، حاولت «التحرير» التواصل مع الدكتور خالد عبد الجليل، أكثر من مرة، لمعرفة تعليقه على الأزمة إلا أنه لم يُجب على هاتفه، ولا يزال الوضع قائمًا.

سيد رجب

وبالأمس؛ حاورت «التحرير»، الفنان سيد رجب، والذي وجه من خلالنا رسالة إلى الدكتور خالد عبد الجليل، قائلًا: «معلوماتي يا دكتور إنك وافقت على السيناريو، وبناءً على ذلك بدأ تصوير الفيلم حتى الانتهاء منه، كلنا اشتغلنا بداية من العامل إلى المخرج، وقت ومجهود كبير بُذّل، فضلًا عن الأموال التي أُنفقت».

أضاف: «وبعدين حضرتك أجزت الفيلم من أجل عرضه في مهرجان دبي، ثم أجزت التريلر، ثم يُمنع الفيلم في مصر؟ يعني يتعرض برة ويتمنع في مصر؟ شيء غريب جدًا محدش فينا قادر يفهمه، ما أعرفه أن الرقيب يحل المشاكل الفنية بين الفنان وأي جهة أخرى بطرق فنية.. إحنا مش بندمر البلد إحنا بنحبها زيّك بالظبط، وزي أي حد بيخاف على البلد».

تابع: «لا يصح أن يكون الرقيب سيف مُسلط على الفنانين والفن بشكلِ عام، إزاي الرقيب يكون هو اللي بيبلغ ويمنع عرض الفيلم بعد كل الإجازات التي حصلنا عليها؟ لازم الرقيب يكون عارف إننا مع الدولة والنظام وبنحب مصر ونريدها قوية وأفضل بلد في العالم.. الفيلم يتحدث عن حقبة حكم الإخوان عام 2013، الحكم الذي حاربنا وناضلنا عشان نخلص منه، ولسه حتى الآن من أول رئيس الدولة عبد الفتاح السيسي حتى أي مواطن، نحارب ضد الإرهاب الموجود».

استطرد: «من معرفتي بحضرتك من الواضح أنك بتاخد بنط على كل الفنانين علشان تاخد مكانة وضع أكبر، أرجوك راجع موقفك مرة أخرى، هذا الموقف ليس في مصلحة الفن والسينما والثقافة، الفيلم أُنتج بمستوى فني عالِ من الحرفية والكفاءة، ويُشرف كل مصر شعبًا وحكومةً، ويقول للشعب حافظوا على مصر، وعيشوا فيها وابنوها».

شركة الإنتاج

أما شركة «نيوسينشري» للإنتاج السينمائي، صاحبة «طلق صناعي»، فأكدت أن الفيلم تدور أحداثه في عهد الرئيس المخلوع محمد مرسي، وكُتب الفيلم عام 2012، ويكشف عن معاناة المصريين والدولة فى تلك المرحلة، والتي دفعت الكثير منهم للتفكير فى الهجرة، وهذا ما ترصده أحداث الفيلم في إطار كوميدي مشوق.

وشدّدت الشركة في بيان لها، على أن الفيلم لا يمكن تصنيفه كعمل سياسي، بقدر ما يعد فيلمًا اجتماعيًا بالدرجة الأولى، لكونه يرصد حالة التشاؤم التي سيطرت على المجتمع بعد وصول جماعة الإخوان إلى الحكم.

شارك الخبر على