خميسيات

6 months in الإتحاد

- الفرق بين الذين كانوا يغرزون في البر تلايا الليل، وتلقاه الصبح ناشب في رمثة، وإلا راقد عدال «تواير» سيارته، وبين الذين يضوون في آخره، ويحطون «الشارجر» في «غرشة الماي اللي في إيده» هو الفرق بين جيل الطيبين، وجيل «الديجتال»!- الله يسامحه الذي اخترع الشرطتين الرماديتين الكئيبتين، بدلاً من الشرطتين الزرق المفرحتين، ما به لون البحر؟ يعني لون الدخان والسخام أحسن عنه، شخصياً أنا أعدها مسألة ما فيها «كبرة بخت»، وتضايق، وفيها دونية في التعامل مع الآخر، ما تريد تكلمه، يا أخي.. كن واضحاً معه، ولا تتجاهله بتلك الشرطتين البغيضتين، تراه الناس مب كلهم طلّابين، وواقفين على البيبان!- مرات بعض الناس يناقضون أنفسهم بأنفسهم أو أن الأمور تُشكل عليهم أو يكونوا يعيشون تلك الازدواجية في الحياة، مثل أن تجد أحداً يكتب على سيارته «بسم الله، ما شاء الله، تبارك الله» أو «هذا من فضل ربي» وفي المقابل تجده يضع صورة «تشي غيفارا» بقبعته الحمراء الثائرة أو يضع صورة امرأة، مهدلة شعرها، ومكتوب تحتها «نو فير» يعني بصراحة، كيف تصير مثل هذه الأمور؟ حدد يا أخي موقفك، وعش حياتك كما ينبغي، وبدون كلمة «نو فير» ما دام كتبت قبلها «هذا من فضل ربي»!- يجب أن لا نسمح للأشرار أن يعلمونا طرق عيشهم في الحياة، وطريقة تعاملهم مع أمورها، ليخرجوا الطيبين من أعشاش الخير التي يحيون فيها كطيور ملونة، لأن الشرير، ولو صادف ونجح في الحياة مرة، فلا يعني أن طريقه كان معشباً بالخير والدعوات، بل تخطياً لرقاب، وربما لوياً لرقاب، الشخص الخيّر لا يجب أن يزعل من هزيمة عابرة، وليدعم بذرة الخير فيه، ولا يتخلى عنها لأحد، لأن موت إنسان خيّر، معناه ولادة أشرار جدد!- عرفت «مها بيرقدار الخال» قبل أربعين عاماً، وجمعتنا بيروت وأبوظبي، ولعلها دمشق وعمّان، كانت مثل رذاذ عطر، وفراشة ملونة، وقصيدة تودها لا تنتهي، كان حضورها والبهجة سواء، تغادرك.. ويبقى شيء منها فيك، «مها بيرقدار الخال» هي زوجة الشاعر اللبناني يوسف الخال الثانية، وأم الفنان يوسف الخال والفنانة ورد الخال، شاعرة، وإذاعية، ورسامة تشكيلية، وملكة جمال سوريا، وإنسانة يصعب عليك أن لا تتذكرها في حضورها والغياب، لروحك الرحمة والسكينة يا مها، يا «عشبة الملح» ولقبرك ظلال الحروف والقصائد وألوان الفراشات.

Share it on