علاقته بـ«السادات» وسبب خلافه مع «المهندس».. مشاهد في حياة «بابا عبده»

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

تعد شخصية «بابا عبده» مسلسل "أبنائي الأعزاء شكرًا"، عام 1979، أبرز الأدوار التي جسدها الفنان الرا حل عبد المنعم مدبولي، ونالت إعجاب الكثير من المصريين والعرب، من بينهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذي كان متيما بها.

مدبولي الذي أضحكنا بشخصية «بابا عبده» إلى حد الصراخ، وأحزننا إلى حد البكاء، وفي ذلك قمة الاحترافية التمثيلية، فقليلون هم من أتقنوا الكوميديا والتراجيديا في آن واحد، حتى أستاذه "نجيب الريحاني"، الذي استلهم منه الراحل روح الكوميديا لم ينجح في صنع ذلك المزيج.. فلاعجب من أن تظل تلك الشخصية لقبا له حتى وفاته في 9 يوليو عام 2006 عن عمر ناهز 84 عامًا.

ويرصد "التحرير" لكم في التقرير التالي 6 مشاهد من حياة رائد مدرسة "المدبوليزم"، الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي.

اكتشافه على يد قهوجي

ولد عبد المنعم مدبولى بحى باب الشعرية فى 28 ديسمبر 1921 يتيما فقيرًا، إذ مات والده وهو رضيع، وظهرت عليه معالم موهبة الغناء والتمثيل منذ طفولته، فكان يسير في طريقه إلى المدرسة كل صباح بالشوارع الخالية ليغني ويقلد الفنانين، وذات يوم سمعه "معلم القهوة" بأحد الشوارع وهو يقلد "الصبي" في القهوة الذي يطلب المشروبات للزبائن، فلمحه وأعجب بصوته وطلب منه العمل بالمقهى، وفي نفس الوقت اختير ليقود الفرقة المسرحية بالمدرسة، والتي كانت بداية انطلاقته فيما بعد لعالم التمثيل، من خلال البرنامج الإذاعى الشهير"ساعة لقلبك"، على حد روايته ببرنامج "سهرة شريعي"، مع الموسيقار الراحل "عمار الشريعي"، بقناة "دريم 1".

خلافه مع فؤاد المهندس

كان الفنان الراحل فؤاد المهندس من الأصدقاء المقربين لـ"مدبولي"، إذ شكلا معًا ثنائيا فنيا يصعب تكراره، ولكن هذا لم يمنع وقوع الخلاف بينهما، فالفنان فؤاد المهندس كان يقدم حلقات "عمو فؤاد" مع أحد المخرجين، ثم دبت الخلافات بينهما، وقرر "المهندس" عدم العمل معه، فقررت إدارة التليفزيون استبعاده، واتصلوا بعبد المنعم مدبولي وعرضوا عليه، وهنا جاء رد "مدبولي": "لازم أستأذن فؤاد قبل أن أوافق، لأن هذا لا يصح"، وبالفعل قال له فؤاد المهندس إنه لن يعمل معهم مرة أخرى، وهكذا قدم "مدبولي" فوازير "جدو عبده"، وغضب فؤاد المهندس، لأن العمل نجح، ولكن بعد فترة قصيرة تصالحا.

نصيحته لعادل إمام

في لقاء تليفزيوني نادر مع الإعلامية نجوى إبراهيم، أذاعته قناة "ماسبيرو زمان"، ذكر الفنان، عبد المنعم مدبولي، أنه وجّه الفنان الشاب آنذاك، عادل إمام، لكي يصبح ممثلاً كوميديا، قائلا: "وأنا بادوّر على واحد يمثل دور الباشكاتب في مسرحية أنا وهو وهي، أول دور طلع فيه، قولت لعادل إمام فقالي لأ أنا بلعب تراجيدي، وأخدت في الجامعة كأس عن مسرحية الإخوة كاراموزوف"، ولم يُعجب عبد المنعم مدبولي هذا الأمر، وتابع: "قولتله بلاش الكلام ده وتعالى، أنت ماتنفعش تراجيدي، لأنّي كنت عارف إنه ييجي منه كوميدي".

منع اختلاط أبنائه بالفنانين

صرح محمد عبد المنعم مدبولي بأن والده لم يكن يسمح لأولاده بالاختلاط مع أهل الفن، لأنه كان رجلا محافظا، وكان يخاف من الحرية التى يتمتع بها البعض من الفنانين، فلم يكن له فى السهرات أو تبادل الزيارات مع أهل المهنة، كما قالت ابنته "أمل" في تصريحات صحفية إن والدها الفنان الراحل رفض دخولها مجال التمثيل، وبرر ذلك بأن الفن سيأخذها من حياتها ولن يناسبها كفتاة وقال لها: "بصراحة العمل في الفن مرهق وشاق، وأنا لا أقبل أن تعاني مثلي، كما أنه لا توجد مواعيد ثابتة، فقد تضطرين إلى العمل ليلا أو طوال النهار، فكيف سيمكنك أن تكوني أما أو زوجة في حياة مستقرة؟".

بابا عبده والسادات

مسلسل "أبنائي الأعزاء شكرا" الذي جسد فيه الراحل شخصية "بابا عبده" كان من الأعمال الدرامية التي تركت علامة في كل بيت، ليس في مصر فقط وإنما في جميع الدول العربية، حتى إن عدد رسائل المعجبين من الدول الأخرى التي كانت تصله بعد هذا المسلسل تضاعف بشكل رهيب، بل كان الرئيس الراحل أنور السادات أحد المتيّمين بهذا العمل التليفزيوني الرائع، وقال له: "كنت أتابع المسلسل وألغي أي ارتباطات لأشاهده في موعده، وكنت أسجله لأشاهده مرة أخرى قبل النوم".

عودته من الغيبوبة

كان الفنان الراحل يعشق أغاني محمد عبد الوهاب، خصوصا أغنية "من غير ليه"، وعن ذلك تقول ابنته في تصريحات صحفية: "أتذكر أنه في إحدى رحلاته العلاجية رافقته والدتي وأخي محمد، ثم لحقت بهم بعد عدة أيام، وكان هذا في أواخر الثمانينيات، لإجراء عملية جراحية له، تدهورت حالته الصحية بعدها ودخل في غيبوبة، وكان الأطباء في حالة من الارتباك والذهول من سبب النزيف الداخلي الذي أدى إلى الغيبوبة، وطلبوا منا أن نتحدث إليه، لأنه من الممكن أن يسمعنا"، وتتابع: "بالفعل بدأنا نتحدث إليه، ووضعنا جواره تسجيلا لأغنية من غير ليه لعبد الوهاب، وبعد أيام من الفحوص والإشاعات تمكن الأطباء من معرفة سبب النزيف الداخلي، وأراد الله أن يعود مرة أخرى إلى الحياة، وأفاق من غيبوبته".

شارك الخبر على