روسيا تعيد تشكيل قواتها لتدشين وجودها العسكري الدائم في سوريا

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

أعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أن روسيا بدأت بتشكيل مجموعة قوات دائمة في قاعدتي طرطوس وحميميم بسوريا.

وقال شويجو إن "القائد العام صدَّق الأسبوع الماضي على هيكل وقوام كوادر القاعدتين الأساسيتين في طرطوس وحميميم، وبدأنا بتشكيل مجموعة قوات دائمة هناك.

وأشار إلى أن العملية العسكرية في سوريا لمحاربة الإرهابيين هي "إحدى المهام الرئيسية التي كانت تقوم بها القوات المسلحة، وخاصة القوات الجوية الفضائية والشرطة العسكرية وقوات مشاة البحرية ووحدات الطيران بدون طيارين والأسطول، أي جميع القوات التي شاركت في العملية بشكل أو بآخر".

أما النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الدوما لشؤون الدفاع أندريه كراسوف فقد صرَّحَ بأن "روسيا تعزز حضورها في الشرق الأوسط، وهذه منطقة غير هادئة في الوقت الراهن".. وذلك في إشارة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات استثنائية إضافية.

ورأى أن "قاعدة طرطوس هي معقل يوسع إمكانيات الأسطول الروسي الذي سيكون له وجود دائم في البحر الأبيض المتوسط".

المعروف أن المجلس الفيدرالي الروسي قد صدَّق اليوم على قانون حول إبرام الاتفاقية مع سوريا بشأن توسيع القاعدة الروسية في ميناء حميميم السوري.

هذه التصريحات المهمة جاءت بعد يوم واحد فقط من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجددا أن الوضع في سوريا لم يعد يتطلب وجودا عسكريا واسع النطاق، حيث قال، خلال اجتماع عقده مع رئاسة المجلس الفيدرالي الروسي، يوم أمس الاثنين، إن "الوضع في سوريا لا يتطلب استخداما واسع النطاق للقوة، وإن التصدي للإرهاب سيتم بصورة انتقائية".

وأضاف أن "روسيا تمتلك قاعدتين عسكريتين في سوريا وسوف نواصل التصدي للإرهاب. وإذا تطلب الوضع سنعمل بصورة انتقائية".

وحول الوضع في افغانستان قال الرئيس الروسي: إن تنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية انتقل إلى أفغانستان، وإن حشود حركة طالبان تمتد على طول الحدود مع جمهوريات آسيا الوسطى، أي طاجيكستان وإوزبكستان.

وأوضح أن "الوضع في أفغانستان أخذ في التردي، ولولا وجود القوات الأمريكية هناك لكان الوضع أسوأ"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن العلاقات بين موسكو وواشنطن معقدة ولكن يجب القول، بشكل موضوعي، بأنه لولا الوجود العسكري الأمريكي هناك لكن الوضع أسوأ.

كان بوتين قد حذَّرَ، منذ أيام، من خطورة استخدام تنظيمات إرهابية في سوريا لتحقيق أهداف سياسية، مؤكدا أن واشنطن لا تلاحق مسلحي "داعش" وذلك من أجل استخدامهم في محاربة نظام بشار الأسد.

وقال بوتين، في مؤتمره الصحفي السنوي الموسع: "إننا نرى بعيوننا أن المسلحين يغادرون في اتجاهات مختلفة، مثلا إلى العراق، ونقول لشركائنا الأمريكيين إن المسلحين توجهوا إلى هذا الموقع أو ذاك، لكن ليس هناك أي رد منهم، وهؤلاء المسلحون يستمرون بالفرار، وهذا يحدث لأن الأمريكيين يعتقدون أنه من الممكن استخدامهم في محاربة بشار الأسد".

وتحذِّر روسيا، منذ أن أعلن بوتين عن انسحاب جزئي للقوات الروسية من سوريا، من انتقال عناصر داعش إلى أفغانستان وبعض دول شمال أفريقيا، وتوجه اتهامات إلى الولايات المتحدة بأنها تتستر على مقاتلي داعش، وتطالبها بالانسحاب من سوريا. 

شارك الخبر على