"المسيحيّة ليست موضة"...

أكثر من ٦ سنوات فى تيار

"المسيحيّة ليست موضة"...
زينا خليل معوشي-
 
 " 25 كانون الأوّل" ، بالنّسبة للبعض، هو يوم عادي كباقي أيّام السنة....وهو إبن شهرٍ، تكللّه الثلوج البيضاء، وتلفّ رياحه الباردة زوايا البيوت والشّوارع.
أمّا بالنسبة لنا، نحن المسيحيّين ، فهو يومٌ عظيم و مُمجَّد... هو يومٌ غيّر عهدًا بكامله، وإيمانَ شعبٍ وشعوب، وحقّق وكمّلَ نبوءة كثيرين، مهّدوا لقدوم مَن هو البداية والنهاية، ومن أرسله الآب، ليكون خلاصًا، وماحي خطايا العالم.
عالم، كانت الخطيئة قد تغلغلت في فكره وقلبه وإيمانه، ففضل عبادة الحجر وعبادة الكتب.
إنّه يوم ميلاد إلهنا يسوع...
2000 سنة مرّت على مجيء مسيحٍ، أدهش الناس وفتّح عيونهم ، وعلّمهم معنى المحبة، وأنّ الله هو محبّة. وأنّ الخطيئة والشّر يمكن أن يزولا فقط بإسمه.
لقد كان يسوع المسيح مدركًا، أنّ الإنسان تورّط بالشك والخطيئة، وأصبح يتيم الرّوح. فنفض غبار الشّر والأنانيّة عن قلبه.
عَلَّم، وجمع تلاميذ من حوله، ليكونوا هم، من بعده، رُسُل سلامٍ وناشري كلمة في المسكونةِ كلّها.
أين نحن بعد مجيئه؟
وأين نحن من تعاليمه وإنجيله؟
فنحن كطفلٍ، إن تركه والده ، ضاع .
لم نحافظ على الأمانة كما يجب، وتركنا الباب، باب إيماننا وقلبنا، مشرعًا للشر والخطيئة، ولم نعرف كيف نتاجر بالوزانات التي أعطانا إيّاها.
المسيحيّة ليست موضة، وليست رداءً نلبسُه أمام الناس.
فهي صلة الوصل بين الإنسان والآب . وهي التخلي عن الذات ، وبذل الذات ، كماالمسيح، من أجب الآخرين .
والميلاد ليس زينة وأضواء، وشجرة فقط، بل هو فعلُ عطاء ومحبّة، وهو فعل تجديد إيماننا بيسوع.
لقد زرع إثنا عشر رسولاً، فحصد العالم.
من ابتعد عن طريق الله ، فسيقع بالتأكيد بين أحضان الخطيئة .
الله يحبنا، وأرسل إبنه من اجلنا ، تعذب وصلب وقام من بين الأموات ، ليقول لنا أنّه غلب الموت، وأنّه الحياة.
ننتظر مجيئه؟؟ طبعًا...
فنحن بحاجة إليه الآن ، أكثر مما كانوا بحاجة إليه من عاشوا قبله.
إحمنا يا يسوع من أبواب الجحيم، وبارك بميلادك من ضلّوا الطريق، واحمِ وطننا لبنان ، وطن الرسالة ، وأرض القديسين.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على