الإمارات وصناعة المستقبل
7 months in الإتحاد
شهدت دولة الإمارات في الحادي عشر من يناير الجاري انطلاق أول قمة متخصصة بتشكيل اقتصاد صناعة المحتوى، وهي الأكبر من نوعها عالمياً، أي «قمة المليار متابع» في نسختها الثالثة، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، تحت شعار «المحتوى الهادف». وتعد القمة أكبر حدث يجمع صناع المحتوى في المنطقة. ويبرز الحدث ريادة دولة الإمارات في مجال الاهتمام بالتأثير المتزايد لمنصات التواصل الاجتماعي في التأثير المجتمعي وصياغة الوعي في العصر الرقمي، حيث تعد «جائزة قمة المليار متابع» والتي تبلغ مليون دولار، الأكبر لصالح صناع المحتوى، بهدف تحفيز المبدعين على تقديم أفكار تثري المحتوى الرقمي.
لقد صاغت دولة الإمارات، خلال مسيرتها، أنموذجاً رائداً ومتفرداً في بناء الدولة الحديثة، وتصدّرت مبادراتُها الناجحة لسنوات وسائلَ الإعلام الدولية، وأصبحت الدولة في ظل القيادة الرشيدة واحدة من أكثر الدول تأثيراً في الدبلوماسية الدولية. ومن خلال رحلة الإمارات لاستشراف المستقبل كان التركيز على مصادر قوتها التي امتدت إلى أكثر الجوانب أهمية وتأثيراً في المستقبل. وكان التعليم الركيزة الأساسية في بناء مستقبل الوطن ونهضته. كما كانت التكنولوجيا والاقتصاد المستدام والطاقة المتجددة والفضاء، أبرز الأدوات التي اعتمدت عليها الإمارات في رسم استراتيجيها، ووضع رؤيتها المستقبلية القائمة على العلم والمعرفة والابتكار.
وكل هذا إضافةً إلى التخطيط الاستراتيجي الذي تميزت فيه الإمارات من حيث الكفاءة والاستخدام، لتصبح اليوم محوراً رئيسياً في صناعة القرار على المستوى الإقليمي والدولي، وقوة اقتصادية وتنموية إقليمية ودولية بارزة. ولعل أبرز ما يميز استراتيجية الإمارات، ويحدد ملامح دورها في صناعة المستقبل، هو قيادتها الفذة وما تمتلكه من رؤية استراتيجية مستقبلية واعدة، حيث دشنت مع انطلاق الخمسين عاماً الثانية من مسيرتها، «رؤية الإمارات 2071»، والتي تم التركيز فيها على بناء اقتصاد مستدام ومتنوّع، يُعنى بتطوير القطاعات الحيوية، وتعزيز جودة الحياة. وهذا إلى جانب ما تتضمنه هذه الرؤية حول بناء المدن الذكية الهادفة إلى تحويل مدن الإمارات إلى مراكز عالمية للابتكار والتكنولوجيا بحلول عام 2030، إضافة إلى الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار، والاقتصاد الأخضر، والتكنولوجيا المالية، وتسخير الذكاء الاصطناعي سبيلاً لخلق الريادة في المستقبل.
لقد ركزت الإمارات على برامج استكشاف الفضاء من خلال «برنامج الإمارات الوطني للفضاء»، وتطوير قطاع الفضاء كمحرك للاقتصاد الوطني ولتحفيز البحث العلمي، ولتشجيع الشباب على الانخراط في دراسة علوم وبرامج الفضاء. كما استعدت الإمارات لتعزيز تنافسيتها العالمية من خلال التركيز على مشاريع التحول الرقمي والاقتصاد المعرفي، والاستثمار في تطوير البنية التحتية الرقمية المتقدمة، وخلق بيئة جاذبة للشركات العالمية وقائمة على الابتكار في تعزيز الفرص الاستثمارية الإلكترونية، والتركيز على الاقتصاد والتجارة العالمية، عبر تعزيز مكانة الإمارات كمركز عالمي للتجارة، إضافة إلى تعزيز استثماراتها الخارجية لتكون من بين أكبر المستثمرين عالمياً في قطاعات التعليم والتكنولوجيا والعقارات والموانئ البحرية والجوية والطاقة الاستدامة.
وبالإضافة إلى كل ذلك، فإن أكبر وأهم محفز لتعزيز محورية الإمارات في صناعة المستقبل، هو «دبلوماسيتها الدولية» التي مكنتها من تعزيز مكانتها الإقليمية والدولية كصانع للسلام، إضافة إلى تعزيز شراكاتها الاستراتيجية مع مختلف الدول والقوى الكبرى، إضافة إلى ما تقدمه من مساعدات دولية وإنسانية، ومساهماتها الهادفة إلى مساعدة الدول في التغلب على تحدياتها الإنسانية والاقتصادي والتنموية. وعوداً على بدء، فإن «قمة المليار متابع» ترسخ موقع دولة الإمارات كمنصة عالمية لصناعة المحتوى الرقمي، وتؤكد مجدداً على ريادتها في مواكبة تطور القطاع الإعلامي وقطاع صناعة المحتوى الرقمي.
*كاتبة إماراتية