إبراهيم نافع.. بين «تأمين العودة» والتصالح مع الدولة

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

طلبات عديدة للنائب العام ورئيس الجمهورية، بالسماح له بالعودة لمصر، للوقوف أمام القضاء دون احتجازه، نظرًا للظروف الصحية الصعبة التي يعاني منها ولكبر سنه -84 سنة- إنه إبراهيم نافع نقيب الصحفيين الأسبق ورئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الأهرام الأسبق، الذي عينه الرئيس السادات رئيسًا للتحرير في 1979، وأقاله مبارك في 2005.

فهل يتصالح إبراهيم نافع الذي يعالج الآن في دولة الإمارات نتيجة مشاكل صحية في الرئة مع الدولة مقابل العودة الآمنة إلى مصر ودفع المبالغ المستحقة في القضية الشهيرة المعروفة بهدايا الأهرام والمتهم فيها بتقديم هدايا لكبار المسئولين والوزراء من أموال المؤسسة الصحفية العريقة. 

زوجته: نافع أعطى المسئولين هدايا ولم يستولِ على أموال
أكدت الإعلامية علا بركات، زوجة الكاتب إبراهيم نافع، أن حالته الصحية شهدت انتكاسة، مما اضطر الأطباء إلى إعادته لغرفة العناية المركزة، بسبب مشاكل في الرئة.
وأثنت بركات في تصريحات خاصة لـ«التحرير» عبر الهاتف من الإمارات، على الطلبات التي وجهها نقيب الصحفيين ورئيس المجلس الأعلى للإعلام، إلى النائب العام ورئيس الجمهورية، بخصوص عودة زوجها.
وأضافت حرم الكاتب إبراهيم نافع، أنه يريد العودة إلى بلده، ولكن ظروفه الصحية قد تمنعه، قائلة: «يا رب يقدر يرجع، أو حتى يقف على رجليه».
وتابعت: «إبراهيم قاللي كفاية كده في الغربة وأتمنى أن أعيش أيامى الأخيرة فى بلدى»، مطالبة بالدعاء له بالشفاء.
وفيما يخص فكرة التصالح مع الدولة لإنهاء القضايا المتهم بها نافع، أكدت زوجته أن فكرة التصالح غير مطروحة، مضيفة أن القضية الوحيدة التي تتم محاكمته بها هي هدايا الأهرام -متهم فيها وثلاثة آخرون من رؤساء تحرير الأهرام بتقديم هدايا بقيمة 268 مليونا من حساب المؤسسة، وهو يتم محاكمته ليس لكونه استولى على أموال، ولكن لأنه أعطى هدايا، وحقيقة هو أعطى هدايا على مدار سنين عمره، كما كانت تفعل كافة مؤسسات الدولة هدايا من المؤسسات الصحفية للوزارات.
أما عن تخوفاته من الإجراءات القانونية التي تحول دون عودته، قالت الإعلامية علا بركات، إنها غير مُلمة بتلك الإجراءات، وإن الدكتور محمد بهاء أبو شقة هو المحامي الخاص به.
وكان الكاتب الكبير أجرى عمليات جراحية عدة خلال السنوات الماضية، سواء فى فرنسا أو دبى كانت آخرها استئصال 70% من البنكرياس، ويرقد حاليًا بالمدينة الطبية بدبى، وممنوع عنه الطعام.

شوقي السيد: القانون يسمح بالتصالح معه مقابل سداد المبالغ المستحقة
وفيما يخص إجراءات التصالح أكد الدكتور شوقي السيد، الفقيه الدستوري ورئيس اللجنة التشريعية بمجلس الشورى سابقا، أن إبراهيم نافع قلق من وضع اسمه على قوائم ترقب الوصول والمنع من السفر، بمطار القاهرة، ولكني أؤكد له أن تلك المسألة في غاية البساطة، سيتم احتجازه فور وصوله، لمدة لا تزيد على دقيقتين لا أكثر.

وأضاف السيد، أن المسائل الإنسانية لها اعتبارات كثيرة، وبعد ذلك سيكون شأنه شأن رؤساء التحرير المتهمين معه في نفس القضية، والذين يتحركون بحرية، وشأن الرئيس الأسبق حسني مبارك ذاته، والصادر بحقه بعض الإجراءات.

وفيما يخص إجراءات التصالح، لإنهاء الدعوى القضائية، قال الفقيه الدستوري، إن القوانين تم تعديلها بحيث تسمح باجراء التصالح في مثل تلك القضايا، عبر التوصل إلى صيغ محددة، مقابل سداد مبالغ يتم الاتفاق عليها.

النقابة تسانده

أكد حاتم زكريا، سكرتير عام نقابة الصحفيين أن الطلب الذي تقدم به عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين، للسماح بعودة إبراهيم نافع للمثول أمام القضاء دون احتجازه، هو إجراء بسيط بالنسبة لما قدمه نافع من خدمات جليلة لمصر ولمؤسسة الأهرام ونقابة الصحفيين.
وأضاف زكريا أن الظروف الصحية السيئة التي يعاني منها نافع، تجعله في أمس الحاجة لهذا الاستثناء، كما أن غالبية البلاغات أُثبت عدم صحتها، وتم تقديمها في فترة حكم الإخوان، وقضى سنوات كثيرة خارج البلاد، ويكفي هذا.

وعن توقعه بمدى الاستجابة لطلب نقيب الصحفيين، قال زكريا: "أعتقد أنه هيكون في استجابة لطلب النقيب".

وكان نقيب الصحفيين قد تقدم، اليوم الاثنين، بطلب إلى النائب العام، يفيد تبسيط إجراءات التقاضى للكاتب الصحفى إبراهيم نافع نقيب الصحفيين الأسبق، وتدخل النائب العام للسماح له بالعودة للمثول أمام القضاء دون احتجازه، نظرًا لظروف سنه، مؤكدا ثقته واحترامه للقضاء المصرى وإجراءات التقاضى.

وأضاف عبد المحسن سلامة، الأستاذ إبراهيم نافع يبلغ من العمر 84 عاما، ولو دخل الحجز 24 ساعة، سيموت، خاصة أنه يعاني من ظروف صحية صعبة للغاية.

مسيرة نافع منذ تخرجه من كلية الحقوق

ولد نافع في يناير 1934 بمحافظة السويس، وعقب حصوله على ليسانس الحقوق عام 1956 من جامعة عين شمس، وعمل بوكالة رويترز، ومحررا بالإذاعة المصرية، ثم محررا اقتصاديا بجريدة الجمهورية، فرئيسًا لقسم الاقتصاد بجريدة الأهرام، فرئيس للتحرير في 1979.
وصولاً إلى الجمع بين رئاسة التحرير ومجلس الإدارة في عام 1984، الذي امتد نحو 25 سنة، حيث أعلن مجلس الشورى في 3 يوليو 2005 تغييره بأسامة سرايا.
ترأس الاتحاد العام للصحفيين العرب منذ عام 1996 حتى 2012، كما تولى منصب نقيب الصحفيين لـ6 دورات متتالية.

الاتهامات التي يواجهها
يذكر أن محكمة جنايات القاهرة أجلت محاكمة 4 من رؤساء مجلس إدارة مؤسسة الأهرام السابقين فى القضية المعروفة إعلاميًا بـ"هدايا الأهرام"، على رأسهم إبراهيم نافع ومرسي عطا الله وصلاح الغمري وعبد المنعم سعيد، لجلسة 31 ديسمبر لفض الأحراز بالقضية.

وتوجه النيابة للمتهمين ارتكاب وقائع تمثل إضرارا بأموال المؤسسة بقيمة 268 مليونا و121 ألف جنيه، بتقديم هدايا باهظة الثمن على حساب المؤسسة، لعدد من المسئولين السابقين فى عهد الرئيس الأسبق مبارك.

شارك الخبر على