تأخر إنجابه ١٢ عاما واكتأب بسبب «ناصر».. أزمات في حياة صلاح جاهين

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

"أنا شاب لكن عمري ألف عام.. وحيد لكن بين ضلوعي زحام.. خايف ولكن خوفي مني.. أنا أخرس ولكن قلبي مليان كلام".
تمكن "فيلسوف الفقراء" الشاعر والصحفي والروائي المصري الراحل "صلاح جاهين" أن يدخل قلوب جمهوره العريض صغارًا وكبارا، رجالا ونساء، بكلماته التي عبرت عن حالهم، وخاطبتهم بصدق ونجحت في لمس مشاعرهم؛ وهذا ما أبقاه خالدا في ذاكرتهم.

 وُلد "محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي"، أو "صلاح جاهين" كما عرفه الجمهور في 25 ديسمبر عام 1930 بأحد شوارع حي شبرا بالقاهرة، حيث نشأ في أسرة مميزة لوالده بهجت حلمي رئيس محكمة استئناف المنصورة، وتلقى تعليمه حتى وصل لكلية الفنون الجميلة ولكنه لم يكمل دراسة فيها ودرس الحقوق. 

وعلى الرغم من ملامح جاهين الطفولية البريئة، وطيبة قلبه، فإن تفاصيل حياته جعلته يبكي ويكتئب في عدة مواقف فارقة لا تنسى في حياته وصل بعضها إلى حد الأزمات التي بدأت مبكرا منذ أول لحظات ولادته ومنها: 

ولادة متعثرة  

كانت ولادة جاهين مختلفة من نوعها لعلها كانت بداية معبرة عن الأزمات التي ظهرت متفرقة في حياته، حيث عانت والدته أثناء ولادته من حالة تعثر شديدة كادت تودي بحياة جنينها ولكن القدر أمهله فرص ولكنه ولد شديد الزرقة ودون صراخ حتى ظن الجميع أنه ميت، ولكنه صرخ الصرخة التى أكدت اختلافه، ومن هنا استمرت حالته المزاجية غير مستقرة نتيجة تلك الولادة المتعثرة، حيث كان يفرح كالأطفال ويحزن لدرجة الاكتئاب. 
 

مرض والده  

مع بدايات حياة جاهين المختلفة، مر بعدة مواقف فارقة أوصلته لحالة المعاناة من الاكتئاب الشديد، لعل أولها عندما أصيب والده بمرض السرطان وكان في مرحلة متأخرة، وهو ما دفع جاهين للفرار بعيدا، فلم يتحمل تلك الصدمة ورؤية والده يتألم، فاختفى عن أنظار الجميع ولم يعرف طريقه أحد إلا أصدقاءه المقربين، واستمر الوضع على هذا الحال لمدة 10 أيام مختفيا عن منزله وأماكن عمله، وظلت أسرته تبحث عنه حتى ذهبت شقيقته بهيجة إلى عبد الحليم حافظ لتسأله عنه ولكنها صدمت بأن العندليب لم يعلم عنه شيئا لكنه وعدها أنه سيحضره غدًا إلى المنزل، وصدق العندليب وأحضره بالفعل في اليوم التالي بعد أن نشر إعلانًا في جريدة الأهرام قال به: "ارجع يا صلاح.. أهلك بيدوروا عليك"، وبالفعل عاد الفيلسوف ليعلم الجميع أنه اختفى في مدينة الإسكندرية؛ لأنه لم يحتمل رؤية والده يتعذب. 
 

عدم الإنجاب 
طفولته ورقه طباعه غيرت من ملامح حياته الشخصية التي حافظ عليها ولكن الأقدار غيرت من مسارها قليلا، تزوج جاهين مرتين، الأولى من الرسامة  "سوسن محمد زكي" بعد قصة حب وتعارف انتهى بالزواج عام 1955 وأنجب منها طفلين، أمينة و‏بهاء، واتفق الزوجان على الصراحة في كل تفاصيل حياتهما حتى طلبت منه أن يعلمها إذا أحب امرأة أخرى وبالفعل هو ما حدث عندما أخبرها بحبه الشديد ورغبته في الزواج من الفنانة الفلسطينية "منى جان قطان" وبالفعل تزوجها عام 1967. 

وتعرض هذا الحب لأزمة شديدة وهي عدم الإنجاب لمدة 12 عامًا وهو الأمر الذي كاد ينهي تلك العلاقة بالانفصال، ولكنهما قررا الاستمرار حتى رزقهما الله وأنجبا أصغر أبنائه الناشطة "سامية جاهين" عضوة فرقة "إسكندريلا الموسيقية". 

أما عن زوجته الأولى، فقد قررا الانفصال، وبالرغم من ذلك لم تتأثر علاقته بأبنائه أو أم أولاده، ثم عادا مجددا بعدها ليكملا حياتهما معًا بعد أن تأكد لكلا الطرفين حبه للآخر واستمر زواجهما حتى وفاته. 
 

النكسة  

لم يتخل الاكتئاب عن جاهين، فسرعان ما أصاب حياته باستمرار ولكن تلك المرة لأسباب وطنية بعد هزيمة الجيش المصري في نكسة 5 يونيو 1967، والتي أدت إلى إصابته بحالة اكتئاب شديدة، ولكنها سرعان ما كانت الملهم لأهم أعماله التي قدمت حلولًا سياسية، مؤكدة الخلل في مسيرة الضباط الأحرار. 
 

وفاة جمال عبد الناصر  

قلب جاهين الطفولي لم يساعده على فراق من أحب، حيث كانت الصدمة الأكبر في حياته هي وفاة الرئيس جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970 لتكون السبب الرئيسي لحالة الحزن والاكتئاب التي أصابته ولم يستعد جاهين تألقه مجددا حتى وفاته في 21 أبريل 1981. 

شارك الخبر على