مع بدء الامتحانات.. طلاب مدرستين في الإسكندرية دون كتب (صور)

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

كتب - أحمد مرجان

أيام معدودة وتنطلق امتحانات الفصل الدراسي الأول للطلاب المكفوفين في الإسكندرية بمختلف المراحل الدراسية، ومازالت معاناة الطلاب مستمرة بسبب تأخر استلام الكتب الدراسية بطريقة "برايل" الخاصة بهم، حتى الآن.

وتسبب تأخر الكتب الدراسية في حالة من الغضب بين الطلاب المكفوفين نظرا لعدم تمكنهم من مذاكرة دروسهم واستعدادهم لأداء الامتحانات، مثل مدارس التعليم العام للطلاب المبصرين.

واعتبر الطلاب المكفوفون تأخر الكتب المدرسية دليلا على تهميشهم من قِبل وزارة التربية والتعليم وعدم مساواتهم بالطلاب المبصرين، مشيرين إلى أن مدارس المبصرين جميعها تسلمت الكتب المدرسية كاملة منذ بداية العام الدارسي.

قال عبد الرحمن محمد سمير، طالب في الصف السادس الابتدائي بمدرسة النور للمكفوفين، إنهم لم يتسلموا من الكتب الدراسية حتي الآن سوى قصة "علي مبارك" وطباعته سيئة، ومجلدين فقط من مادة "العلوم" وتبقي مجلد ثالث للمادة، مضيفا: "مش عارفين نذاكر ولا نعمل أي حاجة وامتحاناتنا يوم 30 ديسمبر".

ويضيف سمير أنهم يعتمدون على تدوين ما يشرحه لهم المعلمون داخل المدرسة من خلال كتب قديمة خاصة بهم، حتى يستطيعوا مذاكرة دروسهم.

أوضح أحمد ياسر، طالب بالمرحلة الابتدائية، أنهم تسلموا كتب 3 مواد دراسية فقط هى "قصة علي مبارك، وقصة السيدة خديجة، ومادة العلوم"، ولم يتم إخبارهم حتى الآن بموعد استلام بقية الكتب، مطالبا المسؤولين بالمسارعة في طباعتها، قائلا: "مدارس المبصرين جميعها تسلمت الكتب منذ بداية العام الدراسي".

وفي السياق نفسه، أكد سامي عبد الحميد، مدرس فلسفة ولغة إنجليزية بمدرسة النور للمكفوفين، أن مشكلة تأخر الكتب ليست جديدة فهي مشكلة تتكرر كل عام، ففي العام الماضي الكتب المدرسية وصلت إلى المدرسة قبيل انتهاء الفصل الدراسي الثاني أي في نهاية العام الدراسي.

وعن سبب تأخيرها، أوضح سامي أن المسؤولين عن طباعة الكتب هم وراء تأخيرها، حيث كانوا يعللون سبب ذلك لعدم وجود ورق للطباعة، كما أنه إذا تم طباعة كتب لا يتم طباعة المواد الهامة مثل "الإنجليزي والفرنساوي" للمرحلة الإعدادية، كما أن طلاب الثانوية العامة لم يتسلموا أيضا مواد "التاريخ والجغرافيا والإنجليزي والفرنساوي والفلسفة".

أما حسين عاشور، معلم طلاب بالثانوية العامة، أكد أن المشكلة الرئيسية تكمن في تأخر الوزارة في طباعة الكتب بطريقة "برايل"، وأن المكان الوحيد الذي تُطبع فيه هو "قصر النور" بحلمية الزيتون بالقاهرة.

ولفت عاشور إلى أن مدرستي النور للمكفوفين بالإسكندرية سواء البنين أو البنات لديهما مطبعتا "برايل" فلماذا لا يساهما في حل تلك المشكلة من خلال طباعة الكتب الغير متوفرة بطريقة برايل داخل المدرسة حتى ولو علي نفقة الوزارة وإدارة التربية الخاصة بمديرية التربية والتعليم.

وأشار عاشور إلى أنه من المفترض إذا تأخر وصول الكتب الدراسية تقوم المدرستان بطباعة الكتب من خلال الكتب العادية للطلاب المبصرين، حتى وإن كانت النسخ التي تأتي للمدرسة من الوزارة عددها قليل، لكن على الأقل لا يتم تعطيل الطلاب عن المذاكرة.

من جانبه، أكد مصدر مسؤول بمديرية التربية والتعليم بالإسكندرية، أن الوزارة هي السبب في تأخر الكتب المدرسية، وهناك بدائل للطلاب للاعتماد عليها في المذاكرة من خلال قيامهم بطباعة الكتب العادية للصفوف المناظرة في مدارس التعليم العام.

وأضاف المصدر، لـ"التحرير"، أنه تم طباعة بعض الكتب من خلال مطبعتين بمدرستي النور للمكفوفين وهي الكتب المتوفر "السوفت وير" الخاص بها من العام الماضي ولم يطرأ تغيير على مناهجها الدراسية، ولكن هناك العديد من المواد التي لم يتم طباعتها نظرا لتغير المنهج الدراسي ولا يوجد نسخة لها سوى في الوزارة.

فيما قالت أمال عبدالظاهر، مدير عام إدارة وسط التعليمية بالإسكندرية، إن الكتب المدرسية للطلاب المكفوفين تأتي من خلال الإدارة المركزية لشؤون التربية الخاصة بالوزارة ويتم توزيعها فور وصولها على الطلاب، مضيفة أن تأخر تسليم الكتب سببه عدم طباعتها بعد من قِبل الوزارة.

وأضافت عبد الظاهر في تصريحات لـ"التحرير"، أن الحل البديل هو اعتماد الطلاب على الكتب القديمة، كما أنه لا يوجد كتب متوفرة في الإدارت التعليمية الأخرى بالمحافظة نظرا لأن كمية الكتب التي تأتي محدودة.

وحول موعد تسليم الكتب، أوضحت أنه لم ترد أي معلومات من قِبل الوزارة توضح موعد وصول الكتب المدرسية، ولكن من المؤكد أن المعلمين بالمدارس يعتمدون على طرق بديلة لمساعدة الطلاب على مذاكرة دروسهم واستعدادهم للامتحانات.

شارك الخبر على