عيد الاتحاد.. استشراف وطن

8 months in الإتحاد

ونحن نحتفل بعيد الاتحاد الثالث والخمسين، نستذكر بفخر وشموخ جهود القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه المؤسسين لدولة الإمارات العربية المتحدة، لتصبح دولةً عصرية تحتضن أبناءَها وتستقبل شعوب العالم على أرض، هي حضن للسلام والتسامح منذ الأبد.. كما نثمّن عالياً جهودَ القادة الذين تولوا زمام المسؤولية في بناء حضارةِ وتنميةِ واستدامة هذا الوطن، ونعبّر بإجلال لقائد مسيرتنا الوطنية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لجهود سموهما الكبيرة في رسم حاضر ومستقبل الوطن وتنميته المستدامة، كي تكون الإمارات بفضل رؤيتهما السامية عنواناً للتقدم والتنمية، ومعلماً رئيسياً في المنطقة، ودولة رائدة وملهمة للعالم.
وإذ يأخذنا عيد الاتحاد دائماً إلى تلك المسيرة الممتدة منذ التأسيس، وكيف واجه الإنسان الإماراتي تحدياته الكبرى من أجل بناء وطنه، حاضره ومستقبله، مجده وشموخه، وكيف تغلب على تلك التحديات ليحقق لوطنه المكانة العظيمة التي يستحقها، ولتكون الإمارات البلد الأكثر أمناً وتنمية وسعادة، والوجهة الأولى لكل شعوب العالم، للعيش والعمل والسياحة، ومحوراً رئيسياً في التنمية الشاملة والمستدامة، ولاعباً رئيسياً في الدبلوماسية العالمية.
وبعيداً عن رحلة ومسيرة التأسيس، دعونا نستشرف في عيدنا الوطني وطننا الإمارات، اليوم وفي الغد، فعام الاستدامة الذي كان شعار رحلتنا الوطنية لهذا العام، هو عنوان رئيسي لتوجهات وطننا وقادتنا في رحلة الوطن نحو المستقبل، حيث الإمارات اليوم تقود الجهود الدولية في العديد من المجالات الحيوية والإنسانية والتنموية، وليس أكثر تأكيداً على تلك المكانة من تصدر الإمارات للمؤشرات الدولية في العديد من المجالات الرئيسية والحيوية، ولتثبت الإمارات بجدارة أهليتها لقيادة العالم نحو مستقبل أفضل وأكثر أمناً وسلاماً، حيث مثلت قيادة الإمارات لقمة المناخ في دورتها الثامنة والعشرين، وما تمخض عنها من قرارات واتفاقات ومخرجات، إحدى أكثر المبادرات الدولية الاستشرافية إسهاماً في معالجة تحديات واقع الإنسان والكوكب، وتحسين مستقبله في كافة المجالات، وحماية الكوكب والإنسان من جميع المخاطر والتحديات، وليكون اتفاق الإمارات للمناخ محور العمل المناخي في المستقبل.
وخلال رحلة الخمسين القادمة، فإن دولة الإمارات تستشرف مستقبلها بعظمة الدول الكبرى، حيث تشارك دول العالم الكبرى والمتقدمة في برامج بحوث واستكشاف الفضاء، ليكون برنامج الدولة لعلوم الفضاء أحد أفضل وأكثر البرامج إسهاماً وإنجازاً في هذا المجال، كما تتصدر الدولة الجهود العالمية في مجال تحقيق السلام العالمي وتقديم الدعم الإغاثي والإنساني. كما تتصدر بإسهاماتها الكبرى دول العالم في مجال حماية المناخ وسلامة البيئة، عبر مبادرات وبرامج ومشاريع تستهدف تحقيق التوازن البيئي والعدالة المناخية الضرورية لتأمين سلامة الإنسان على كوكب الأرض، كما تقود الجهود الصحية العالمية بمبادراتها وخدماتها التي تستهدف تأمين الصحة العالمية.
وتتصدر منظومة الإمارات الوطنية المعنية بالعلم والمعرفة والتعليم دولَ العالم، لاسيما على صعيد التقنيات الحديثة وتقينات الذكاء الاصطناعي التي تتبوأ الإمارات موقع الصدارة العالمية فيها، ولتحقق للإمارات ما تتطلع إليه من ريادة عملية وفكرية وإنسانية. وعلى صعيد تحقيق التنمية المستدامة، جاءت الإمارات في صدارة دول العالم، بحسب التقدم المحرز على صعيد تنفيذ متطلبات خطة الأمم المتحدة لتحقيق التنمية المستدامة 2030.
كما تتصدر الإمارات دولَ العالم بتبوئها المركزَ السابعَ عالمياً في مؤشر القوة التنافسية للعام 2024، ولتأتي الإمارات في المركز الثاني بحسب نفس المؤشر العالمي.. وكل هذا لكي تستمر رحلة الإمارات ومسيرتها نحو المستقبل والارتقاء.. في مسيرة كان وما يزال المواطن الإماراتي عنواناً وهويةً وجوهراً وغايةً لها.
*كاتبة إماراتية

Share it on