جمال بن خلدون ... عابر سبيل
ما يقرب من ٨ سنوات فى الراكوبة
فى زيارتى الاخيره للخرطوم واثناء تجوالى فى المكتبات كالعاده كلما جئت لزيارة بلدى اقوم بجولة فيها لاقتناء ثمرات المطابع ومن ضمن ما اشتريته كتاب ( عابر سبيل – مذكرات – جمال عبد الملك ( ابن خلدون ) وهو يقع فى فى مائة وسبعة وتسعون صفحة من القطع المتوسط مع صورة المؤلف على صفحة الغلاف وهو من منشورات دار عزة للنشر والتوزيع الحقيقيه فأن جيلنا قد استمتع بكتابات الرجل فى الصحف اليوميه ومؤلفاته وقصصه وهو ايضا مترجم بارع وقد عاش حياة قلقله ولم يكمل دراسة الطب حيث شغلته السياسه والكتابه واعتقل عدة مرات فى مصر وهو قبطى مصرى التزم بالفكر الماركسى والتجأ الى السودان هربا من المضايقات السياسيه من الامن وكان ذلك قبل استقلال السودان بعام .
تقلب الرجل فى السودان فى مختلف المهن المرتبطه بالكتابه كصحفى وفى دار جامعة الخرطوم للنشر وتقديم بعض البرامج التحليليه للاخبار العالميه فى التلفزيون ومحاضر فى الجامعات والكليه الحربيه وله مؤلفات فى الاستراتيجيه العسكريه ثم هاجر الى ليبيا حيث تزوج هناك وانجب ولد وبنت وتوفى الولد لاحقا فى سن الشباب فى السودان اما البنت فقد هاجرت وبعد عودته للسودان والاستقرار لفترة ومع مجى الانقاذ والمضايقات هاجر مرة اخرى الى لندن وانتهى الكتاب هنا وتوفى بلندن فى السابع والعشرون من فبراير 2001 .
الكتاي مشوق جدا فى سرده ويحكى فترة الاحزاب والانقلابات العسكريه فى مصر والسودان ولم يحاول ان يخلق لنفسه بطولات او يسىء الى شخص ظلمه او لم يكن على وفاق معه . ولفت نظرى انه لم يوضح كيفية حصوله على الجنسيه السودانيه .
بالنسبه لى فهناك علاقه خاصة ربطتنى به ، اذكر قد حضرت ندوه كانت مخصصه لمناقشة احد رواياته وكان من ضمن المتحدثين الدكتور ( مختار عجوبه ) والذى كان ذائع الصيت فى الثمانينات وله بحث فى القصة القصيره فى السودان ورواية ( عندما يهتز جبل البركل ) وغيرها وقد قسى دكتور ( مختار ) على المؤلف واشار الى ان المؤلف متاثر بجذوره المصريه مما اثار --- أكثر