رئيس السودان القادم..
over 7 years in الراكوبة
كاريزما القيادة المصاحبة للحكمة و سداد الرأي , هي من أهم الصفات التي تميّز القائد الناجح , ففي التاريخ البشري والانساني القديم والحديث , جاء الى الحياة قادة وزعماء غيّروا اتجاه سير حياة اممهم وشعوبهم , و انتشلوهم من مستنقعات الفقر والمرض والجهل , و ارتفعوا بهم الى اعلى مراتب التنمية الاقتصادية و الاجتماعية , فاعتبرت بلدانهم من اكثر الوجهات العالمية لتلقي العلوم والخبرات, وللسفر والسياحة الترفيهية والعلاجية , وخير مثالين على هؤلاء القادة الكارزميون , الدكتور محمد مهاتير رأس الرمح الذي قذف بماليزيا الى سماوات الرفاه و التقدم التكنلوجي والعلمي , و الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الامارات العربية المتحدة , ذلك الرجل الحكيم و الضليع في سياسة شئون الناس و رعاية مصالحهم , فهذان نموذجان لقائدين رسما اسميهما باحرف من نور على جدران ذاكرة بني اوطانهم , وجسّدا حقيقة ان بوصلة الأمة تتمثل في رئيسها , و انه اذا لم تحسن هذه البوصلة تحديد الاتجاه الدقيق والصحيح لرحلة الدولة , فان مصير سفينة الدولة سيكون الضياع , وآخر مطاف شعبها سينتهي بالغرق , في خضم هذه المحيطات المتلاطمة الامواج .
في سوداننا الحبيب أتتنا سانحة واحدة منذ استقلال البلاد , للخروج من الازمة الوطنية المستحكمة, وكانت من الممكن جداً ان تكون مخرجنا الى ساحات الرخاء و الوحدة و الانفراج الاقتصادي , تمثلت هذه السانحة في دخول الدكتور جون قرنق و حركته الشعبية في عملية سلام شاملة مع منظومة الحكم المركزية , فقرنق يعتبر الوحيد الذي كان بامكانه ان يأخذ بيد أمتنا المتعبة إلى بر الأمان , لكن يد القدر أبت الا ان تعيش بلادنا في دائرة الفشل , هذه الدائرة الخبيثة التي تعمل على اعادة انتاج نفسها بعد كل حين وآخر , فالقادة العظماء المنقذون لاممهم لايأتون الا مرة واحدة في القرن الواحد , كما كان الحال لامتنا السودانية في القرن التاسع عشر , عندما وهبها الله الامام محمد بن عبد الله , فجمع ال --- أكثر