داعش يهاجم مخمور بأسلحة ثقيلة للمرّة الأولى منذ إعلان النصر

أكثر من ٦ سنوات فى المدى

للمرة الأولى بعد إعلان تحرير جميع الاراضي العراقية من سيطرة داعش، هاجم مسلحون، يوم الثلاثاء، يعتقد أنهم تابعون للتنظيم، مواقع تابعة لقوات البيشمركة، جنوب أربيل.
الهجوم الذي نفذه العشرات من مقاتلي التنظيم مستخدمين أسلحة ثقيلة، جرى في منطقة تابعة لمحافظة نينوى، وقريبة من أراض انتشرت فيها القوات الاتحادية مؤخرا.
وتزامن الهجوم مع التوترات الامنية التي تعيشها مدن إقليم كردستان منذ أيام، إثر تصاعد الاحتجاجات، الأمر يرجح محاولة التنظيم استغلال الاضطرابات للعودة مجددا.بالمقابل بدأت القوات العراقية وفصائل من الحشد الشعبي، بالتحشد في مخمور تمهيداً لاقتحام نواحي القضاء، التي مازالت تحت سيطرة البيشمركة. وربما يتطور الأمر لدخول أربيل، بحسب أطراف كردية.وكان داعش قد احتل قضاء مخمور، 60 كم جنوب أربيل، لمدة أربعة أيام فقط، قبل ان تتمكن قوات البيشمركة من تحريره، في 10 آب 2014.ومنذ ذلك الحين تعرّض القضاء، الواقع بين أربيل ونينوى، إلى عدة هجمات من داعش، لاسيما بعدما تمركزت قوات أمريكية قرب المدينة تمهيداً لعملية تحرير الموصل.هجوم بأسلحة ثقيلةويؤكد القيادي بالحزب الديمقراطي الكردستاني في نينوى سعيد مموزيني لـ(المدى) أن”قضاء مخمور تعرّض مساء الثلاثاء الماضي الى هجوم جديد من داعش، هو الاول من نوعه بعد إعلان تحرير العراق".وأكد رئيس الوزراء حيدر العبادي، في 10 كانون الاول الجاري، تحقيق النصر على التنظيم وإخراجه من جميع الاراضي، بعد السيطرة على الحدود السورية.ويقول مموزيني، في اتصال هاتفي أمس، إن”المسلحين الذين يقدر عددهم بالعشرات، ربما نفذوا هجومهم من الاراضي العربية القريبة من موقع الهجوم"، مؤكدا مقتل عنصر من البيشمركة و5 من المهاجمين.وكان مخيم يضم لاجئين من قوات حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) في مخمور، تعرض الاسبوع الماضي، الى هجوم بالصواريخ أسفر عن مقتل 4 أشخاص، بحسب مسؤولين كرد.بدوره أبدى النائب عن أربيل سليم حمزة خشيته من توقيت الهجوم على قضاء مخمور، لاسيما لجهة تزامنه مع تصاعد التظاهرات في مدن إقليم كردستان.وقال حمزة، وهو نائب عن كتلة الجماعة الإسلامية في البرلمان الاتحادي، لـ(المدى) أمس”يجب الانتباه لتوقيت الهجوم، خصوصاً وأن هناك معلومات تشير الى أن المهاجمين استخدموا أسلحة ثقيلة".وحذر رئيس وزراء إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، أمس الأربعاء، المتظاهرين من الأوضاع”العنيفة والهشة”التي تعيشها المنطقة، والقلق من تحركات تنظيم داعش والقوات العراقية في محور مخمور.بدوره رأى قائد قوات البيشمركة سيروان بارزاني، يوم الثلاثاء، أن استمرار الأزمة القائمة بين حكومة بغداد وإقليم كردستان سيكون”عاملا لتنشيط مسلحي داعش مرة أخرى وشن عمليات على كردستان والعراق".وكان بارزاني، الذي يقود البيشمركة في مخمور، أكد يوم الثلاثاء الماضي إن”مقاتلي البيشمركة اشتبكوا مع بقايا وفلول داعش في سفوح الجبل".وأضاف في تصريحات لوسائل إعلام كردية، ان”البيشمركة لا تزال تحتفظ بجثث 8 قتلى لداعش"، مشيراً الى سقوط عدد من المسلحين الذين كانوا يتحصنون عند سلسلة التلال. في ناحية القراج شرق مخمور.على الصعيد ذاته، أكد النائب عن نينوى ماجد شنكالي، في تصريح لـ(المدى) امس، ان”داعش لم ينته من العراق، وما زال يهدد نينوى". واشار الى”وجود مسلحين مختبئين في مدن عدة في نينوى، وحتى داخل أحياء بالموصل".بالمقابل ينفي داود جندي، عضو لجنة الأمن في نينوى وعضو الاتحاد الوطني،”وجود تهديدات حقيقية من داعش في المحافظة".وقال جندي، في اتصال مع (المدى) أمس، ان”المنطقة القريبة من مخمور ليس فيها نشاط واضح لداعش". ورجح”وجود جهات سياسية –لم يسمها- تحاول تصوير الوضع عكس ذلك، أو جلب مسلحين من مناطق أخرى لتهديد الأمن هناك".
توقّف التنسيقويعتقد أغلب المسؤولين الكرد أنّ تراجع التنسيق بين قوات البيشمركة والقوات الاتحادية، فسح المجال لداعش وتنظيمات مسلحة أخرى باستغلال الوضع.وتوقف التنسيق العسكري بين بغداد وأربيل منذ ان أجرى إقليم كردستان استفتاء في ايلول الماضي. وأدى ذلك الى انتشار القوات الاتحادية في المناطق المتنازع عليها بما فيها مخمور أواسط تشرين الاول الماضي.ويعد قضاء مخمور ونواحيه (ديبكة، القراج، الكوير، كنديناوه، والعدنانية) جنوب شرق الموصل، من المناطق المتنازع عليها، حسبما تحدده لجنة تنفيذ المادة 140 من الدستور، التي تشكلت عام 2006 برئاسة وزير العلوم السابق رائد فهمي.وأوقفت القوات الاتحادية عملية الانتشار في المناطق المتنازع عليها، بعدما علّق رئيس الوزراء حيدر العبادي جميع العمليات في 27 تشرين الاول الماضي.وجاءت التطورات الاخيرة في مخمور، تزامناً مع تحذيرات أطلقها مجلس أمن إقليم كردستان من أنّ”القوات العراقية بإسناد مباشر من الحشد الشعبي الذي تدعمه إيران تتحشد منذ أيام عند مخمور في مسعى يهدف لشن هجوم على البيشمركة المتمركزة في محيط البلدة الواقعة الى الجنوب الغربي من أربيل".وبدأت بعض الاطراف في بغداد بدعوة الحكومة الاتحادية الى التدخل العسكري في الإقليم، و"حماية أرواح المتظاهرين”في ضوء الاحداث الاخيرة.وتتمركز قوات البيشمركة في أطراف مدينة مخمور، التي تعد البوابة الرئيسة لدخول أربيل من جهة نينوى.ويعتقد النائب ماجد شنكالي أن”القوات الاتحادية تحاول استثمار الاوضاع في كردستان، للتقدم نحو مخمور، وربما اقتحام أربيل".

شارك الخبر على