الإمارات تعزز مكانتها على خريطة الطاقة الدولية

٩ أشهر فى الإتحاد

فيما يعكس رؤيتها الثاقبة نحو الريادة في مجال الطاقة، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة نهجها القائم على الابتكار والكفاءة والتنويع في تبني الطاقة النظيفة والمتجددة، إذ تعمل على زيادة الاعتماد على هذه المصادر، وتشجيع الاستثمارات فيها، وقد أطلقت عدداً من الاستراتيجيات، في هذا الإطار، منها استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 الرامية إلى مضاعفة مساهمة الطاقة المتجددة نحو 3 أضعاف بحلول عام 2030.
ويعد «اليوم العالمي للطاقة» الموافق 22 أكتوبر من كل عام الذي اعتمده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتبنته 54 دولة حول العالم، خلال منتدى الطاقة العالمي في دبي عام 2012، مناسبة مهمة للتذكير بالإنجازات والنقلات النوعية التي حققتها الإمارات في مجالي الطاقة الشمسية والنووية، وفي عدد من الأنظمة الأخرى الموفرة للطاقة، التي تركز على التوفير وكفاءة الإنتاج. وقد أكد معالي سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، بهذه المناسبة، على أن دولة الإمارات تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها في مجال الطاقة النظيفة، إذ تبلغ القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة في الإمارات اليوم نحو 6 جيجاوات، ومن الطاقة النووية نحو 5.6 جيجاوات، ما يجعل الشبكة الكهربائية ضمن الأكثر نظافة وصداقة للبيئة على مستوى العالم.
فعلى صعيد الطاقة النووي، يُعد البرنامج النووي السلمي لدولة الإمارات نموذجاً رائداً في مجال الطاقة النظيفة، وتُعد محطات «براكة» حجر أساس في هذا البرنامج، حيث تولد حين عملها بطاقتها التشغيلية الكاملة نحو 5600 ميجاواط من الطاقة الكهربائية الصديقة للبيئة على مدار الساعة، أي ما يعادل نحو 25% من احتياجات دولة الإمارات للكهرباء، كما تقوم المحطات بدور كبير في الحد من الانبعاثات الكربونية، إذ تنتج الكهرباء من دون صدور للانبعاثات، ويمكن النظر إلى إنتاجها الكلي على أنه يعادل الحد من 22.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، وهذا يدعم جهود دولة الإمارات في خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة، والقيام بدور أساسي في تحقيق أهداف مبادرة الدولة الاستراتيجية للحياد المناخي. أما على صعيد الطاقة الشمسية، فقد شهد هذا القطاع إنجازات تراكمية كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية، من أهمها كان انطلاق «محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية»، في نوفمبر 2023، وتبلغ القدرة الإنتاجية لهذه المحطة الواقعة قرب مدينة أبوظبي نحو 2 جيجاواط، وتعد أكبر محطة طاقة شمسية في موقع واحد على مستوى العالم، ويبرز دورها الحيوي وأهميتها الاستراتيجية في كونها تسهم في تزويد نحو 200 ألف منزل بالكهرباء، وتفادي إطلاق 2.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً. كما حققت الدولة تقدماً كبيراً في عدد من القطاعات الحيوية الأخرى المرتبطة باستهلاك الطاقة، من أهمها مجال «تحلية مياه البحر» الذي شهد نقلات نوعية وتوظيفاً لأحدث التقنيات العملية والمعايير العالمية، ومجال «أنظمة تبريد المناطق» التي تعد أحد أمثلة النجاح في رفع كفاءة استخدام الطاقة والحفاظ على الموارد، حيث تعمل هذه الأنظمة على توفير استهلاك الطاقة الكهربائية بنسبة تصل إلى نحو 50% مقارنة بأنظمة التبريد التقليدية، وقد حققت دولة الإمارات توسعاً مطرداً في «أنظمة تبريد المناطق» التي توفر استهلاك الطاقة الكهربائية، ضمن أعلى معايير التنمية الحضرية.
إن رؤية دولة الإمارات ارتكزت منذ نشأتها على نهج صديق للبيئة، استهدف رفع كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، وتبني أفضل السبل الموفرة للطاقة، انطلاقاً من رؤى ومبادئ علمية رصينة عملت على توظيف أحدث التقنيات المواكبة للابتكارات الجديدة، وهو ما تم ترسيخه ضمن استراتيجيات الإحلال التدريجي لمصادر الطاقة النظيفة والمتجددة في مزيج الطاقة، ما مكن الدولة من تحقيق ريادة عالمية في مجال الطاقة الكهربائية، والإسهام في دعم الأنشطة التنموية والحركة الصناعية والتجارية فيها.
*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية

شارك الخبر على