من الأشهر اليوم؟

لا يزال مسلسل الإهمال من قبل مسؤولي وزارة الآثار والجهات التنفيذية، للمناطق الأثرية، والتي من الممكن استخدامها واستثمارها بشكل جيد حتى تدر دخلا ماديا للدولة.

هنا في محافظة قنا، حيث هرم جرن الشعير، الواقع في قرية طوخ التابعة لمركز نقادة جنوب قنا، والمعروف أثريًا لدى علماء المصريات بـ"هرم نقادة" والذي تعود تاريخيته إلى الملك حوني من الأسرة الثالثة، وحضارة نقادة الأولى.

مسؤولو الآثار تركوا الهرم الثري، مما أدى إلى قيام العشرات من أهالي مركز نقادة، بنقل الحجارة الأثرية من الهرم واستخدامها في تشيد منازلهم.

وبحسب أحمد السيد، أحد أهالى مركز نقادة، فإن الهرم الأثري الكائن بقرية طوخ بمركز نقادة، والواقع على بعد أمتار قليلة من منطقة طواقي فرعون الأثرية، قام الأهالي باستخدام حجارته في تشييد منازلهم غير عابئين كونه هرما أثريا، وذلك نتيجة الإهمال من قبل المسؤولين في منطقة أثار قنا والصعيد ووزارة الآثار.

ويضيف السيد، أن الهرم لم يشهد زيارة أي مسؤول لتفقده منذ سنوات طويلة، فضلا عن عدم تحذير أي مسؤول بضرورة عدم الاقتراب من الهرم أو ضمه من الأساس لوزارة الأثار وفرض حراسة عليه.

فيما أشار رمضان علي، إلى أن الهرم كان متروكا من زمن، وبدأ تظهر عليه علامات الانهيار، لذلك استخدمه الأهالي في بناء منازلهم، بعد أن عرفوا أن تلك الحجارة المبني من خلالها لها أهمية كبري في تشييد المنازل وتحملها للرطوبة خوفا من انهيار المنازل.

وتابع رمضان، أن الأهالي نقلوا أجزاء عديدة من الحجارة المتواجدة والمبني بها الهرم الأثري، لافتا إلى أنهم افترضوا أن تلك الحجارة تجلب الحظ لهم من خلال روايات شعبية تم تداولها في الأوساط الشعبية بالقرية والقرى المجاورة.

وفي السياق ذاته، أكد محمد طه، الباحث في الآثار، أن الهرم تعود تاريخيته وأثريته إلى حضارة نقادة الأولي، مشيرًا إلى أنه مبني من الحجر الغلف -غير المكسي- ويرتبط حضاريا بحضارة العَمرة المتواجدة بمركز البلينا التابعة لمحافظة سوهاج.

وأوضح الباحث في الآثار، أن الهرم في مركز نقادة، له أهمية كبري، حيث أن حضارة نقادة الأولي والثانية من أهم الحضارات في التاريخ الأثري القبطي، وعلم المصريات.

من جانبه، ذكر اللواء عبد الحميد الهجان، محافظ قنا، إنه سوف يدرس مع مسؤولي منطقة الآثار بالمحافظة، ما حدث في الهرم الأثري بمدينة نقادة، لافتا إلى أنه سوف يحول المتقاعسين عن العمل والمخالفين للتحقيقات.