نادية رشاد الأم بطلة أحداث «الطوفان».. ومين يقدر يسد مكان أمينة رزق؟! (حوار)
over 7 years in التحرير
أتمنى وجود ملايين من «الحاجة صفية».. والاختيار بين أبنائي وشهادة الحق أصعب مرحلة
المسلسل لعب على وتر حيّ لدى المشاهدين.. وضمير الأبطال يستيقظ في النهاية
وسط مجموعة النجوم الشباب والمنافسة التمثيلية الدائرة بينهم ضمن الدراما التليفزيونية «الطوفان»، استطاعت الفنانة نادية رشاد أن تلمس مشاعر المشاهدين عبر تجسيدها لشخصية الأم التي تمر بحالة صراع شديدة بين التزامها بمبادئها وضرورة إعلان كلمة الحق، وتلبية رغبات أبنائها حتى لا يصابوا بالحزن وخيبة الأمل وعدم مواجهتها بنظراتهم التي تفيد بأنها سبب في تدهور أوضاعهم المادية والاقتصادية لرفضها تقديم «شهادة زور» بشأن ملكيتهم لأرض تقدر بملايين الجنيهات، وهي التي باعها والدهم لشقيقه قبل وفاته، لكن بمبلغ زهيد، وصولًا لاتفاق أغلبهم على قتلها لمنعها من حضور جلسة المحكمة، والحصول على حكم لصالحهم، مع شعور بالندم على مؤامرتهم عليها، لكن بعد فوات الأوان.
نادية رشاد تحدثت في حوارها مع «التحرير» عن تفاصيل هذه الشخصية، ومشاركتها في هذا العمل التليفزيوني المأخوذ عن فيلم شهير بنفس الاسم للمؤلف والمخرج بشير الديك، وتفاعل الجمهور مع حلقات المسلسل.
خلال قراءتك الأولى لـ«الحاجة صفية».. ماذا وجدت فيها يدفعك لتقديمها؟
أحببتها جدًا، فهي شخصية قريبة من قلبي بدرجة كبيرة، ويمكنني القول بأنها أكثر شخصية منذ دخلت مجال التمثيل حتى هذه اللحظة «استريحت جوّاها»، ولا أقصد بذلك ارتحت من ناحية الجهد البدني، لكن الجهد النفسي.
مرت هذه الشخصية بعدة مراحل مع أبنائها الذين لمعت أعينهم بمجرد علمهم بالملايين التي سيمتلكونها بعد بيع الأرض.. أي مرحلة كانت الأصعب عليك؟
المرحلة التي كان يتحدث معي كل واحد منهم عن مشكلاته وظروفه على أمل أن يدفعني لتغيير مساري، وأقبل الكذب وتغيير شهادتي «عشان خاطره»، كان الاختيار بين مصلحة الابن، التي يراها من وجهة نظره، وخوفي على علاقتي بربنا، اختيار مُر جدًا، و«الحاجة صفية» مُدركة أنها إذا ما رجحت الكفة الأخيرة فأولادها لن يستمروا في حبهم لها، من ناحية أخرى فهي غير قادرة على مواجهتهم وتوبيخهم بسبب ما وصلوا إليه، إذ ترى من باب الرحمة أن الشدة بهذا الوقت غير محبّذة، رغم أن أبناؤها يحملونها ذنوبًا وأخطاء ارتكبوها وهي ليس لها دخل فيها.
تأثر الجمهور بمشهد اتفاق ثلاثة من أبناء «الحاجة صفية» مع أزواجهم على قتلها.. كيف تابعتِ ذلك؟
هذا مشهد صعب من الناحية النفسية، مجرد تخيل أن هذه ربما تكون حادثة موجودة في أحد البيوت مسألة ليست هيّنة، وإن كنت لا أعلم مدى واقعيتها في مجتمعاتنا لأنني لم أقم باستقراء للواقع، لكنني أتمنى وجود ملايين السيدات أمثال «الحاجة صفية»، وليس فقط من النساء، إنما من الجنسين، بحيث يعلو الضمير على المادة.
سبق وقدمتِ أدوار الأم في أعمالك.. كيف اختلفت عنها «الحاجة صفية»؟
هذه مرحلة عُمرية مختلفة تمامًا، مثلا دور الأم الذي قدمته في مسلسل «مباراة زوجية»، كان أقرب للشباب بدرجة ما، كذلك جسدت دور أم للفنان خالد النبوي في مسلسل «ابن موت»، وهي كانت أم تعلق على الأحداث، لكن في «الطوفان» كانت الأم بطلة الأحداث؛ هي المشكلة وهي الحل أيضًا، وهذا فرق كبير.
في رأيك.. لماذا تنجح تيمة الأعمال التي تعتمد على بيان تأثير المال الحرام على الطامعين فيه؟
لأنها تضرب على وتر حي في داخل كل شخص، وتعزف أحداثها على الضمير، الذي يستجيب بالضرورة، حتى إذا حاولنا إخفاءه بعض الأوقات معتمدين على عبارات منها «فتّح مخك»، أو غيرها، و«الطوفان» كذلك، لكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح، ويستيقظ الضمير، وهو ما سيحدث في نهاية المسلسل.
هل كانت لديك بعض الملاحظات على الشخصية بعد قراءتك للسيناريو الذي كتبه المؤلفان محمد رجاء ووائل حمدي؟
لا على الإطلاق، فقط كان هناك مشهد يفترض أنني ألقي بكوب مياه في وجه «منيرة»، جسدتها وفاء عامر، وسألت المؤلفين هل شخصية «الحاجة صفية» نتوقع منها هذا السلوك؟ فأخبروني بأننا لا نقدم شخصية مثالية أو نموذجية إنما إنسانة طبيعية، ولها أوقات تكون عصبية وتغضب.
وكيف كانت كواليس تصوير هذا المشهد؟
حاولت أن أحتشد نفسيًا قبل تصويره، لأصبح جاهزة تمامًا ويتم تصويره مرة واحدة، لأنه إن لم يخرج بالشكل المطلوب سيكون على وفاء عامر أن تذهب لترتدي ملابس أخرى بدلًا من تلك المبتلة، إلى جانب تجفيف شعرها وتغيير مكياجها وتفاصيل عديدة، مع إعادة تنفيذ المشهد.
وكيف كان انطباعك بعدما علمتِ أنك ستقدمين نفس دور الفنانة أمينة رزق بالفيلم؟
للأسف لم أشاهد الفيلم، عندما عرضوا عليّ العمل، أخبروني أنه مأخوذ عن فيلم قديم، من جهة أخرى «مين يقدر يسد مكان الست أمينة.. دي جبل»، ربما كان هذا لصالحي حتى لا أخاف من المقارنة، كما أنني لا أعلم حجم دورها ضمن موضوع العمل السينمائي، لذا لم أخشى الشخصية وتعاملت معها على طريقتي، كما أن المسلسل لم يكن مكتملا معي وقت عرض صنّاع العمل عليّ المشاركة فيه، فقط أخبروني أن دوري مستمر حتى الحلقات الأخيرة، والجزء الذي قرأته وجدته دورًا جيدًا جدًا وشخصيتي محورية، وتوقعت أن الأحداث القادمة ستكون قوية أيضًا.
تعد «الحاجة صفية» أكثر الشخصيات التي جسدتها وأحدثت ضجة على الـ«سوشيال ميديا».. كيف وجدت ذلك؟
الحمد لله الدور محبوب وحقق أصداء طيبة لدى الجمهور، سواء كان في الشارع أو على مواقع التواصل الاجتماعية، وكان أبرز تعليق يصلني عن أدائي للدور «احنا مصدقينك وحاسّين إنك أمهم فعلا»، وهذا الإحساس يُسعد الفنان بشدة، فتصديق المشاهد لأداء الممثل هو هدفه من أعماله.
وهل أقلقك خروج المسلسل من سباق دراما رمضان الماضي؟
لا على الإطلاق، ربما أكون بذلك مختلفة عن باقي نجوم «الطوفان»، لكنني أجد موسم رمضان مزدحمًا بشكل لا يساعد المشاهد في متابعة مختلف الأعمال، وقد يتسبب في إخفاق بعضها، والحمد لله العمل تم عرضه خارج الموسم ونال نجاحًا عظيمًا.