نجاحات متواصلة في قطاع الذكاء الاصطناعي
١١ شهر فى الإتحاد
يتصدر قطاع الذكاء الاصطناعي قائمة القطاعات الأكثر نمواً في دولة الإمارات، وذلك انطلاقاً من العناية الفائقة من جانب القيادة الرشيدة بتوفير أفضل مناخ ممكن لكي تكون دولة الإمارات في موقع الريادة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك عبر تطوير بنية تحتية مستقبلية ومنظومة متكاملة تُوظِّف الذكاء الاصطناعي في المجالات الحيوية كافة، وتوفر ممكِّنات البيئة المزدهرة، وفق أعلى معايير السلامة والخصوصية، وتعزز ثقة المجتمع في هذه التطبيقات.
وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حرص دولة الإمارات على ترسيخ التعاون الدولي لتعزيز دور الذكاء الاصطناعي في التعامل مع التحديات العالمية المشتركة، كما أشار سموه إلى أن التعامل المسؤول والأخلاقي مع التقنيات الناشئة يجعلها رافداً للتنمية المستدامة والأمن والازدهار للجميع. وإدراكاً لأهمية هذا القطاع في تحقيق التنمية المستدامة، تبنَّت الإمارات مبكراً استراتيجيةً شاملة تحت مسمى «استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031»، التي تسعى إلى تحقيق رؤية طموحة ضمن «مئوية الإمارات 2071».
وتضم هذه الاستراتيجية الوطنية ثمانيةَ أهداف، وعدداً من المبادرات والتوجهات الهادفة لتوظيف الذكاء الاصطناعي وإسهامه في تطوير مجالات حيوية مثل الاقتصاد والتعليم. ويشرف على تنفيذ الاستراتيجية مجلسُ الإمارات للذكاء الاصطناعي والتعاملات الرقمية، بالتعاون مع الشركاء والجهات المحلية والاتحادية في دولة الإمارات.
وتعمل دولة الإمارات على بناء قدرات الذكاء الاصطناعي ضمن مختلف قطاعاتها الرئيسة، ودعمت ذلك بالعديد من المبادرات غير المسبوقة، ومن أبرزها افتتاح جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وهي مكرسة لتعزيز أبحاث الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وإعلان مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدِّمة في إمارة أبوظبي عن تأسيس شركة «إم جي إكس»، كشركة تهدف إلى تطوير التكنولوجيات الرائدة وتوظيفها، وتسريع تطوير وتبني الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، بما يخدم هدف تحسين مختلف مناحي الحياة. وفي ضوء الوعي بأهمية الذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل الاقتصاد الوطني، أكدت دولة الإمارات أن استثمارها في قطاع الذكاء الاصطناعي ليس مجرد خطوة تقنية، بل هو محور أساسي لتنويع اقتصادها وتعزيز مكانتها مركزاً عالمياً للابتكار.
ووفق تقديرات شركة «بي دبليو سي»، فإنه من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي بنحو 96 مليار دولار في اقتصاد الإمارات، بحلول عام 2030، أيّ ما يعادل نحو 14% من الناتج المحلي الإجمالي. وفي الإطار ذاته، أعلنت شركة «إم جي إكس» الإماراتية، الخميس 19 سبتمبر 2024، شراكة مع «بلاك روك» و«جلوبال إنفراستركشر بارتنرز» و«مايكروسوفت»، لإطلاق «الشراكة العالمية للاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي»، وذلك للاستثمار في مراكز البيانات الجديدة والموسعة، بحجم استثمارات يصل إلى 100 مليار دولار لتلبية الطلب المتزايد على القدرة الحوسبية الفائقة.
وبهذه المناسبة، قال سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، رئيس مجلس إدارة «إم جي إكس»، إن الذكاء الاصطناعي «ليس مجرد قطاع صناعي مستقبلي، بل أصبح يشكّل اليوم أساس مستقبلنا، وسنعمل من خلال هذه الشراكة الفريدة، على تمكين وتسريع وتيرة الابتكار والتطورات التكنولوجية، والاستفادة من عملية التحول في الاقتصاد العالمي، فالاستثمارات التي نقوم بها اليوم ستضمن لنا مستقبلاً أكثر استدامةً وازدهاراً وعدالةً للجميع». وقد أسفرت جهود الدولة في هذا القطاع عن تسجيل غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، ما يزيد على 400 شركة في الإمارة، وتحقيق معدل نمو في عدد شركات القطاع بالإمارة، يصل إلى 41.3% خلال النصف الأول من العام الجاري مقارنة بعام 2023، وذلك بحسب دراسة جديدة صادرة عن «غرفة أبوظبي»، ما يعكس تنامي الجاذبية الاستثمارية لأبوظبي بوصفها مركزاً رائداً للابتكار التكنولوجي ولممارسة الأعمال على المستويين الإقليمي والعالمي.
إن استثمار دولة الإمارات في هذا القطاع الحيوي ليس مجرد خطوة نحو التطور، بل يشكل أساساً لخلق مستقبل مزدهر وملائم للجميع، ما يساهم في مواجهة التحديات العالمية وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية.
* صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.