الشباب.. في عين الاهتمام
١٢ شهر فى الإتحاد
خصصت الأمم المتحدة يوم 12 أغسطس يوماً عالمياً للشباب لكونهم مستقبل الأمم والشعوب، خاصة في ظل وجود 1.2 مليار شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً، أي 16% من سكان العالم، وذلك حسب إحصائيات الأمم المتحدة، وفي عام 2030 سيصل عددهم إلى 1.3 مليار. هذا الرقم الكبير نسبياً لا بد أن تهتم به الحكومات كي يكون الشباب قوى منتجة، بما يملكون من قدرات على العمل والإبداع وإحداث التغيير، لكن تحديات كثيرة تواجههم، وهم يؤسسون لبناء قدراتهم بالدرجة الأولى، ومن ثم بناء أوطانهم.واحتفال العالم هذا العام بالشباب، تزامن في الإمارات مع اعتماد الأجندة الوطنية للشباب -2031 التي تهدف إلى تمكين الشباب الإماراتي، بما يتماشى مع الرؤية التنموية الشاملة، ليكون دورهم بارزاً في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمسؤولية الوطنية.إن النهج الذي تسلكه الإمارات حالياً في تمكين الشباب يتسق مع الاحتفال باليوم الدولي للشباب، الذي حمل عنوان «التمكين الرقمي»، فحكومة الإمارات تضع التحول الرقمي والابتكار في مقدمة أولوياتها الاستراتيجية، وتعمل على تعزيز بيئة رقمية متكاملة تدعم الاقتصاد المعرفي لبناء مجتمع أكثر ازدهاراً وتطوراً.وخطة بناء جيل شاب مُمكّن علمياً ومعرفياً ليست وليدة السنوات الأخيرة، بل من أيام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي حرص على تمكين الأطفال ليكونوا قادرين على المشاركة في مسيرة التغيير التي كانت تنشدها الحكومة آنذاك، وحينها أدخل الشباب في صلب عملية البناء والتطوير التي انتهجتها الإمارات.تلك العملية لا تزال مستمرة، لكن بما يتناسب مع تغيرات العصر، وقيادة الإمارات ملتزمة بتمكين الشباب كي يكونوا قادرين على المشاركة في صناعة المستقبل، وهو ما يتطلب منها تأهيلهم باستمرار، ونقل المعرفة إليهم، وصقلهم بالخبرات التي تمكّنهم من إثبات حضورهم في مضمار التنافسية العالمية.ولا شك أن المؤسسات الحكومية بالطبع تعمل على تحقيق ذلك، ومن بينها مجلس الأمن السيبراني الإماراتي الذي استكمل مؤخراً تأهيل أكثر من 100 ألف شاب إماراتي، وتطوير مهاراتهم الرقمية، وتمكينهم من التعامل مع التحديات التقنية الحديثة، وكذلك إطلاق مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية برنامج «قيادات نافس»، الذي يسعى نحو تعزيز المهارات القيادية لدى الشباب الإماراتي، وتأهيل جيل قادر على العمل في القطاعين الخاص والمصرفي لإشراكه في عملية النمو الاقتصادي الوطني، وتعزيز دوره في القطاعات الحيوية.أما الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية وبالتعاون مع المؤسسة الاتحادية للشباب، فتعمل على دعم المواهب الشابة لإشراكها في تصميم مستقبل المواهب والموارد البشرية الحكومية، وفي صناعة السياسات وتطوير منظومة رأس المال البشري الحكومي، من خلال تهيئة بيئة حاضنة ومحفزة وداعمة وممكّنة لهم.وضمن هذا الجانب، يتمثّل دور مؤسسة التنمية الأسرية في مجموعة البرامج والمبادرات التي تقدمها لكل من الأطفال والشباب، وهو ما يسهم كثيراً في توفير بيئة محفزة لهم على الابتكار، ودعم أفكارهم الطموحة.وخير دليل على ذلك الحلقات الشبابية «المسارات الرقمية للشباب من أجل التنمية المستدامة»، التي تتوافق مع رؤية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، من جهة دعم الشباب، وتوفير المناخ المناسب والبيئة الحاضنة لطموحاتهم، وكذلك «برنامج سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للتميز والذكاء المجتمعي»، الذي يمنح الشباب الفرصة كاملة للمشاركة في فئاته، وتكريمهم على ابتكاراتهم التي تصنع الفرق في المجتمع.إن ما تنشده كل مؤسسة إماراتية، محلية كانت أم اتحادية، يلخص رؤية الإمارات بإيصال شبابها إلى مواقع متقدمة في الابتكار والريادة والقيادة والتأثير. وهو ما يجب أن يظل على رأس الأولويات لأن قيادة مستقبل العالم للشباب حتماً.