«مبادرة محمد بن زايد للماء» رؤية استراتيجية لحل أزمة المياه

حوالي سنة فى الإتحاد

في ظل التحديات البيئية المتزايدة التي تواجه العالم، تؤدي دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً ريادياً في مواجهة أزمة «ندرة المياه» على المستوى العالمي، على النحو الذي ظهر في إطلاق «مبادرة محمد بن زايد للماء»، في 29 فبراير 2024، لمواجهة التحدي العالمي العاجل المتمثل في «ندرة المياه»، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي أكّد التزام دولة الإمارات بمواصلة السعي في التصدي لتحديات «ندرة المياه».
وقال سموه: «ستظل الإمارات بالتعاون مع شركائها داعماً أساسياً لمواجهة تحدي ندرة المياه، وإيجاد حلول مستدامة تضمن توفر المياه العذبة للجميع، وخاصة الفئات الأكثر تضرراً». وفي إطار المتابعة الحثيثة لتطورات العمل في المبادرة، فقد ترأس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، رئيس مجلس «مبادرة محمد بن زايد للماء»، الاجتماع الأول للمجلس الذي عُقد في 9 يوليو 2024، والذي اطلع المجلس خلاله على المشروعات ذات الأولوية التي تتوافق مع محاور الاستراتيجية، التي من شأنها أن تسهم في تعزيز مهمة المبادرة، وضمان تمكين الوصول المستدام للمياه حول العالم، كما اطلع كذلك على عدد من الخطط والمشاريع، التي تهدف إلى تفعيل دور الشباب والشركاء في دولة الإمارات والعالم، وضرورة مشاركتهم في إيجاد حلول لتحديات ندرة المياه العالمية ومما يحمل دلالات رمزية مهمة، أن المبادرة قد استهلت جهودها بعقد شراكة مع مؤسسة «إكس برايز» الأميركية، لإطلاق مسابقة «إكس برايز للحد من ندرة المياه» التي ستُموّلها المبادرة بمبلغ 150 مليون دولار، وهي تتضمن جوائز تصل قيمتها الإجمالية إلى 119 مليون دولار، لتحفيز المبتكرين حول العالم على تقديم حلول فاعلة ومستدامة وتطويرها، لتعزيز كفاءة تقنيات تحلية المياه وتكلفتها.
وتمثل هذه الخطوة جزءاً من «ثقافة المكافأة» التي أرستها دولة الإمارات، لتُكرِّم من خلالها كل من يعملون من أجل مصلحة الإنسانية، وخيرها في مختلف المجالات، أياً كانت جنسياتهم، اعترافاً لهم بالفضل، وحفزاً لهم، ولغيرهم إلى مزيد من العمل المفيد والمثمر. وعلى صعيد زيادة مستوى الوعي بخطورة أزمة «ندرة المياه» على المستويين الإقليمي والدولي، تهدف «مبادرة محمد بن زايد للماء» إلى تسريع تطوير حلول تكنولوجية مبتكرة لمعالجتها، إضافةً إلى اختبار فاعلية هذه الحلول لمواجهة تحدي ندرة المياه المتفاقم عالميّاً.
كما تستهدف المبادرة تطوير التعاون مع الشركاء والأطراف المعنية في العالم لتسريع وتيرة الابتكار التكنولوجي للتعامل مع «ندرة المياه»، وتوسيع نطاق التعاون الدولي، والسعي إلى زيادة الاستثمارات الهادفة إلى التغلب على هذا التحدي، لما فيه خير الأجيال الحالية والمستقبلية.
وفي إطار تعزيز كفاءة استخدام المياه وتقليل الهدر، تُسهم «مبادرة محمد بن زايد للماء» في الحفاظ على الموارد الطبيعية، وتقليل التأثير السلبي على النظم البيئية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، التي وضعتها الأمم المتحدة. كما تؤدي المبادرة دوراً مهماً في تحسين جودة الحياة والصحة العامة، عبر توفير مياه نظيفة للمجتمعات، وتفتح المجال أمام فرص اقتصادية جديدة، من خلال خلق وظائف في قطاع تكنولوجيا المياه، وتشجيع الاستثمارات في هذا المجال.
وتُظهر «مبادرة محمد بن زايد للماء» تأثيراً إيجابياً كبيراً على المستفيدين منها. فقد أسهمت المبادرة في تحسين جودة الحياة في العديد من المناطق التي تعاني نقص المياه، ما أدى إلى تحسين الصحة العامة وتوفير بيئة ملائمة للتنمية البشرية. علاوة على ذلك، فإن التركيز على الاستدامة والتكنولوجيا المتقدمة يساعد في تعزيز القدرة على مواجهة التحديات المستقبلية المتعلقة بالمياه.
إنّ جهود دولة الإمارات في مواجهة «ندرة المياه» تشكّل إطاراً متكاملاً يجمع بين الابتكار والإدارة المستدامة والتعاون الدولي. وتعكس «مبادرة محمد بن زايد للماء» التزام القيادة الرشيدة القوي والعميق بتحقيق الاستدامة المائية على المستوى العالمي وضمان الأمن المائي للأجيال المُقبلة. كما تُعَدُّ هذه المبادرة مثالاً يحتذى به في الجهود الدولية لمعالجة أزمة «ندرة المياه».
*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. 

شارك الخبر على