القدس زهرة المدائن وباب السّماء جدل الحلم والعلم

أكثر من ٦ سنوات فى الشروق

أمران استغرب لهما إبراهيم: بناء البيت الحرام ﴿بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ﴾ وأن ﴿أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾. وعن ابن عبّاس أورد الطّبريّ بـ«جامع البيان في تأويل القرآن» تعجّبه: «لَمَّا فَرَغَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ بِنَاءِ الْبَيْتِ قِيلَ لَهُ: أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ، قَالَ: رَبِّ وَمَا يَبْلُغُ صَوْتِي؟ قَالَ: أَذِّنْ، وَعَلَيَّ الْبَلاَغُ». هكذا هي الأحداث الكبرى مؤسِّسةُ «المتون» تبنى في/على «الهوامش»، في الخلاء والظّلماء.. فبآذان «الأسطورة» وسطرها يتنفّس الصّبح من عسعس اللّيل كذا مع الشّيخ إمام غنّينا: «تِرْمِي الكِلْمَهْ فْبَطْنِ الظَّلْمَهْ تِحْبِلْ سَلْمَى وْتُولِدْ نُورْ».. يبدو أنّ من وقيعة إفراطنا في العقلنة تفريطنا في التّفاؤل إذ أمسينا نتعايش مع واقع الوقوع ووقيعته كـ«قدر» مع أنّنا نرتّل يوميّا ما تيسّر من «أغاني الحياة»: «إِذَا الشَّعْبُ يَوْمًا أَرَادَ الحَيَاةَ فَلاَ بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَرْ». فحلم اليوم علم الغد، إذ من سطر الأسطورة كانت الحياة فـ»فِي الْبَدْءِ كَانَ(تْ) الْكَلِمَةُ» وكان الفعل «كُن فَيَكُونُ». ومعضلة العرب، وهم «أمّة القول» (الشّعر) و«اقرأ» (القرآن)، في عجزهم تحويل «الكلمة» إلى «فعل»، وتلك هي حالة السّكون الـمَواتيّ الذي «يحيوه».

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على