اميل رحمة تصويب البوصلة نحو فلسطين يحررنا من تجاذباتنا ومواجهاتنا العبثية ويوحدنا حول هذه القضية المقدسة

أكثر من ٦ سنوات فى تيار

دولة الرئيس الحبيب المالكي المحترم
رئيس الاتحاد البرلماني العربي
رئيس مجلس النواب المغربي
السادة اصحاب الدولة والزملاء الكرام
بداية اشكر لدولة الرئيس الحبيب المالكي رئيس الاتحاد ومجلس النواب المغربي مبادرته الدعوة الى عقد اجتماع طارئ لمجلس الاتحاد في اطار ردود الفعل العربية على القرار التنفيذي للرئيس الاميركي حول  القدس ارتكازاً الى قرار صادر عن الكونغرس الامريكي دمنتصف تسعينات القرن الماضي ٠ ان الغياب الشخصي لدولة الرئيس نبيه بري مرده انه لا يريد ان يسجل عليه مشاركته في اجتماع غير متكامل المشهد  برلمانياً ، وهو سعى ويسعى دائما الى تحقيق اجماع عربي يشكل الاساس لعمل عربي مشترك ، كما ان دولته، الذي كان متحمساً جداً لعقد هذا الإجتماع وللحضور شخصياً ولكنه لا يقبل وتحديداً في هذا الوقت بالذات أن يغيب أي مجلس نيابي عربي كائناً من كان، وهو يريد ان يكون اجتماعنا منسجما مع مشاعر شعوبنا في رفض القفز الامريكي في المجهول والتنكر للحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني والاستثمار في الانتصارات الذي حققتها الجيوش العراقية والسورية واللبنانية على الارهاب ، وبما يعاكس إرادة شعوبنا في رفض التطبيع مع العدو ٠
وقد انابني دولته مشكوراً لألقي كلمة مجلس النواب اللبناني وارفع توصياتنا الى هذا الاجتماع
 
 
 
 
-2-
دولة الرئيس
القدس ليست سلعة تشرى وتباع في سوق نخاسة الضمير الإنساني الذي يعيش في ظلام مطبق فيما نواطير المدينة المقدسة يغطون في نومٍ عميق.
 انها القدس المدينة المسكونية التي تحتوي على غنى الإنسانية النوعي، هي القدس التي تتعانق فيها قباب كنيسة القيامة ومآذن المسجد الأقصى تحف بها المقدسات من كل صوب، تهتف مع رنين الأجراس وأصوات المؤذنين: أنا القدس عربية الهوية والإنتماء ولا تراجع مهما حاولوا طمس الحقائق التاريخية ومهما أمعنوا في تهويد معالمي؛ فهذه الأرض ارضكم أيها العرب وهذا التراب ترابكم وهذه السماء سماؤكم فإلام ستظلون مغلولي الأيدي ماذا تنتظرون لتنتفضوا، أنا القدس التي دخلها المسيح بين سعف النخل وهتاف الأطفال مرددين: مبارك الآتي بإسم الرب. أنا القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين أو تسألون ما العمل؟ هل تريدون أن تهيلوا التراب على ما تبقى مني وأن تحذفوني من ذاكرة الإنسانية وأنا عنوانها الأكثر إشراقاً  - اليوم أناديكم: 
إن الساعة قد أزفت وإن الوقت هو وقت الخيارات الكبرى فإما أرتفع معكم وبكم وإما نسقط معاً إلى مهاوي التاريخ ولن تكون لنا قيامة بعد ذلك.
 
 
 
 
 
-3-
دولة الرئيس
ان قرارالرئيس ترامب ادخل ويدخل المنطقة في أتون اخطار عاصفة لا يمكن لاحد قياس اثارها ، ولا يمكن لاحد الاعتقاد ان القرار تستتبعه عاصفة وتمر ، على اعتقاد ان ما اتت به الزوابع تأخذه العواصف فالمنطقة ونحن منها سوف لا تهدأ ولن تبتلع هذه الاهانة 
 
اننا نتيجة خبرتنا في السياسات الاميركية - الاسرائيلية خلال تجربتنا بمواجهة الاعتداءات اليومية من العام 1948 حتى عملية الليطاني الاسرائيلية ضد لبنان ، ثم الاجتياح الاسرائيلي لثلثي مساحة لبنان عام 1982 ، والحروب الاسرائيلية وعناقيد الموت الاسرائيلية ضد لبنان في اعوام 1993 و 1996 وعام 1999، وتاريخنا الطويل في المقاومة بمواجهة احتلال اجزاء عزيزة من ارضنا طيلة اثنين وعشرين عاما حتى التحرير عام 2000 باستمرار احتلال مزارع شبعا و تلال كفرشوبا ، ثم الحرب الاسرائيلية ضد لبنان بشرا وشجرا وحجرا عام 2006  ، والتي أنتهت الى إنتصار مدوّ للمقاومة اللبنانية  واثبات منظومة ثلاثية : الجيش والشعب والمقاومة ، لعجز القوة الاسرائيلية وسحق اهداف العدوان ،  اننا نتيجة هذه الخبرة المكتسبة نقول ان قرار الرئيس ترامب ليس هو الاخير ، وستتبعه قرارات وحروب بهدف الربط بين القواعد العسكرية الاميركية والاطلسية وما تمثله اسرائيل كقاعدة ارتكاز عسكرية بما يرسخ وجودها ويجعلها في موقع ضاغط على حقوق العرب المائية من النيل الى الفرات 
ان قرار الرئيس ترامب اعاد عمليا الامور الى المربع الاول واستنهض حماس شعوبنا وانتصارها للعدالة ولفلسطين ، والموقف الان يتحول من الاستثمار على تفككنا و ضعفنا وهزيمتنا الى فرصة لاستعادة قوتنا ووحدتنا و قيامتنا .
 
 
-4-
بعدما أوغلنا بعيداً في خلافاتنا ومضينا في نهج المكاسرة إلى حدود قصيّة وكأننا لسنا إخوة في العروبة ولا تجمع بيننا أواصر لغة واحدة وحياة واحدة وتطلعات مشتركة بات لزاماً علينا أن نعود إلى رشدنا وأن نعي خطورة ما اقترفناه بحق أنفسنا وما جنته أيدينا على بلداننا فبات لزاماً علينا تصويب البوصلة نحو فلسطين القضية العربية المركزية. 
إن تصويب البوصلة نحو فلسطين هو الذي يحررنا من تجاذباتنا ومواجهاتنا العبثية ويوحدنا حول هذه القضية المقدسة فلا تتبلبل ألسنتنا ولا تذهب أذهاننا مذاهب شتى لا تحمل في طياتها إلا المزيد من التفكك والإنهيار، وحدها - وحدها فلسطين هي التي تخلع عنا أذيال الإنقسام المميت وتعيدنا إلى دائرة الحياة قوة فاعلة في هذا العالم.   
ان مجلس النواب اللبناني الذي عقد جلسة عامة له الجمعة بتاريخ الثامن من كانون الاول الجاري بعنوان : جلسة القدس عبّر عن الاجماع اللبناني على إدانة واستنكار قرارالرئيس الاميركي والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق
مجلسنا يدعوكم الى اتخاذ موقف يتجاوز التوصيات التقليدية والقرارات مع وقف التنفيذ في التأييد والشجب والادانة والاستنكار ، الى مواقف عملية داعمة لتعزيز صمود الفلسطينيين خصوصا المقدسيين في ارض وطنهم ، عبر انشاء صندوق برلماني حقيقي لدعم انشاء مقر للمجلسين الوطني والتشريعي في القدس ودعم انشاء المؤسسات الرسمية للسلطة الوطنية الفلسطينية
 
 
 
 
انني باسم المجلس النيابي اللبناني ادعو هذا الاجتماع لمجلس الاتحاد الى :
• رفض وادانة واستنكار القرار التنفيذي للرئيس الاميركي نقل السفارة الامريكية الى القدس
• رفض كل مشاريع الوطن البديل وتوطين وتجنيد الفلسطينيين على مساحة العالم خصوصا في دول الجوار الجغرافي
• الرفض الشديد لموقف الادارة الاميركية اغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن
• دعم حق الشعب الفلسطيني في مقاومته ونضاله المشروع للتخلص من الاحتلال الاسرائيلي وصولا  الى تحقيق امانيه الوطنية في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس
• بذل الجهود في الاطر البرلمانية المختصة للاتحاد البرلماني الدولي وكافة الاتحادات القارية واللغوية والجهوية لتحرير البرلمانيين الفلسطينيين المختطفين والمعتقلين في سجون الاحتلالات الموقوفين اداريا
• الدعم المطلق للمصالحة الفلسطينية وتوحيد الموقف والخطاب السياسي والمساهمة في دعم اعادة انتاج السلطة الوطنية والعمل لدعم المساعي الهادفة لتوحيد منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني. 
• ادانة و استنكار القرارات الاستيطانية الاسرائيلية المناقضة لقرار مجلس الامن رقم ———— واعطائها بعدا دوليا تقريريا في مجلس الامن تحت الفصل السابع .
• اطلاق دبلوماسية برلمانية لاعادة بناء الثقة في العلاقة بين الدول العربية والجوار الاقليمي المسلم ، ووقف التوترات الجغرافية والسياسية والاعلامية.
• ان ما تقدم يشكل الضرورات العاجلة لاعادة تصليب النضال الفلسطيني وبناء المسؤولية العربية لحفظ فلسطين كخط اول للدفاع عن الامة ودون ذلك فإنني باسم المجلس النيابي اللبناني اوجه عنايتكم الى المثل العربي الذي يقول : أُكِلت ُ يوم أُكِل الثور الابيض.
• اشكر لكم انعقاد هذا الاجتماع وهو يعبر عن المسؤولية المغربية تجاه فلسطين والقدس على وجه الخصوص ورئاسة المغرب الشقيق المتواصلة من ايام المغفور له المرحوم جلالة الملك محمد الخامس والتكليف المتواصل بهذه المهمة لجلالة الملك محمد السادس.
• وختاماً لم أجد أفضل من نداء الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله للأمة الإسلامية اثر حريق الأقصى وفيه: ماذا ننتظر؟ هل ننتظر الضمير العالمي. أين هو هذا الضمير، إن القدس الشريف يناديكم ويستغثيكم لتنقذوه من محنته ومما ابتلي به فماذا يخفينا هل نخشى الموت؟ وهل هناك ميتة أفضل وأكرم أن يموت الإنسان مجاهداً في سبيل الله. هل نذكر هذا الملك الشهيد البصير والرؤيوي، هل نفقه عمق ما قال؟    
• اشكر لكم حسن الضيافة والوفادة والاستقبال
 
عاشت فلسطين
عاش المغرب
عاش الاتحاد البرلماني العربي
 

شارك الخبر على