تخوفات سعودية من عودة السينما للمملكة.. وكتاب ستحدث مهازل

أكثر من ٦ سنوات فى الموجز

اليوم الجديد - نورا الغزالي
توج قرار عودة السينما للسعودية بعد غياب دام 40 عامًا، وذلك بإصدار تراخيص للراغبين في فتح دور العرض، سلسلة طويلة من التغييرات الجذرية التي شهدتها المملكة منذ بداية العام الجاري.
تحولات فكرية
يأتي قرار السينما في ظل سلسلة من التحولات الفكرية في المملكة، منذ بداية العام الجاري، بعد أن شهدت أولى شهوره (يناير)، إحياء هيئة الترفيه السعودية لأول مرة بعد غياب عشرات السنوات، حفل فني كبير في جدة للفنان محمد عبده، حيث غنى مع أوركسترا مصرية قوامها 60 عازفا.
رغم أن قرار الحفلات الفنية، كان الأول، إلا أنه لم يكن الأوحد، حيث تبعه قرار آخر كبير وهو قيادة المرأة للسيارة في أواخر سبتمبر ، ثم السماح لها بدخول الملاعب وحضور المباريات.
ورغم أن هيئة الترفيه في المملكة حرصت على إحياء الحفلات الفنية طوال العام، بعيدًا عن إقحام العنصر النسائي بها، إلا أن حفل الموسيقار العالمي "ياني" في المملكة  مؤخرًا، كسر القاعدة، حيث ضمت فرقته عازفات كاشفات الرأس، في خطوة كانت تتعثر في الماضي.
اغتيال السينما
40 عامًا كانت هي الفارقة في تاريخ السينما السعودية، من الوجود للاغتيال، فقبل سبعينيات القرن الماضي كانت عبارة عن أفلاماً تسجيلية تنتجها شركات النفط في المنطقة الشرقية للتوثيق، بالإضافة إلى بعض الأفلام القصيرة الأخرى.
كانت دور السينما مفتوحة بشكل بسيط للغاية ومحدود الإمكانيات، إما داخل السفارات الأجنبية في المملكة ، التي فتحت أبوابها لمحبي السينما، بالإضافة إلى بعض القاعات المخصصة لذلك مثل سينما"باب شريف" و"أبو صفية" في جدة.
وفي مدينة الطائف وغالبية مدن المملكة الأخرى فكانت قاعات السينما عبارة عن فناء واسع لأحد المنازل أو أرض فضاء يتم وضع بعض الكراسي وشاشة للعرض السينمائي فيها، حتى أنه في عام 1977م، تم إنتاج أول فيلم سينمائي سعودي بعنوان "اغتيال مدينة".
تيار الصحوة
ومع بداية فترة الثمانينيات توقفت السينما في السعودية بفعل التغيرات الدينية والاجتماعية التي شهدتها هذه الفترة، وصعود تيار الصحوة، وانتشار الفكر المحافظ، الذي نظر لدور السينما والأعمال الفنية بشكل عام، على أنها لهو ولعب وجريمة أخلاقية ودينية، ليتم بعدها إقفال دور العرض السينمائية في كل المملكة.
وتعليقًا على قرار السماح بفتح دور العرض السينمائية في المملكة، أكدت الكاتبة السعودية مها الشهري أن صناعة السينما في المملكة ستطبق وفقًا للمقاييس العالمية، معقبة: وقع من أجلها صندوق الاستثمارات السعودي مذكرة تفاهم مع أكبر مزود ومشغل لدور السينما في العالم.
وأوضحت "الشهري" في مقال لها منشور بصحيفة "عكاظ" السعودية:  هذه الخطوة ستضيف أثرها على تحضر المجتمع ثقافيا فضلا عما ستضيفه من فرص على المستوى الاقتصادي.
نصف الكوب الفارغ
وعن تخوفات الاتجاه المحافظ في السعودي من أن صناعة السينما في المملكة قد تمهد الطريق للإنحلال أمام الشباب، ردّ الكاتب السعودي محمد حسن مفتي، قائلًا: لا أعتقد أن السينما وافتتاح دور العرض وانتشارها سبب في ما قد يعتبره البعض نوعا من نشر الانحلال.
وأكد مفتي في مقال له: هذه النظرة قاصرة لا ترى سوى نصف الكوب الفارغ، معتبرًا أن فن السينما وسيلة في أيدينا تمكننا من تغير الوعي والواقع والمستقبل
ووافقهم الرأى الكاتب السعودي حمود أبو طالب الذي أبدى ترحيبه بصناعة السنما في المملكة، قائلًا: السينما أصبحت صناعة متقدمة في جانبها المالي ووجهها الحضاري، فقد أصبحت مصدر دخل هائل لبعض الدول من خلال الإنتاج والمهرجانات السينمائية.
وأضاف: وأيضا شكلت رسالة لكثير من المجتمعات نقلت حضارتهم وثقافتهم وفنونهم وتأريخهم وآدابهم، لقد أصبحت السينما قوة ناعمة هائلة.
الفوضى والشغب
وأظهر"أبو طالب" تخوفاته من بعض أعمال الفوضى والشغب التي قد تصاحب فتح دور السينما في المملكة، قائلًا: عرض الأفلام سيكون مسألة جدلية بين ما هو مسموح وممنوع.
وتابع في مقال له: ربما يحدث في البداية ما كان يحدث في معرض الكتاب عند بدايته عندما كان يشهد خلافا شديدا حول بعض الكتب، أحيانا من اسم العنوان فقط، حيث يقتحم شبيبة الاحتساب أحد الأجنحة وإحداث الفوضى.
وأوصى "أبو طالب" بضرورة وجود جهة مخولة بشكل رسمي لتنظيم صناعة السينما، تفاديًا لحدوث بعض المهازل من جانب نظام الحسبة، على حد وصفه.
ينقصنا المسرح
في المقابل، رأى الكاتب الصحفي مشاري الذايدي، أنه على الرغم من فتح دور العرض أمام السينما في المملكة أخيرًا ومردودها الإيجابي نفسياً واجتماعياً وثقافياً واقتصادياً بل وسياسياً وأمنياً على المملكة، إلا أن إتاحة الفرصة لبقية الفنون الأخرى لازالت منقوصة.
ودعا "الذايدي" إلى إطلاق العنان لصناعة المسرح، قائلًا: لأنه هو أبو الفنون المؤسس للسينما ولكل الصناعات التمثيلية، تلفزيوناً وغيره.

شارك الخبر على