هذا ما سيحصل إذا ظهرت الاسرار وبق الحريري البحصة!
أكثر من ٧ سنوات فى تيار
كتبت "الديار":
منذ شهر واكثر تتداول الأوساط السياسية والأحزاب اللبنانية والوزراء معلومات منها المُعلن ومنها السرية، تتعلق باستقالة الرئيس سعد الحريري في الرياض في السعودية، إضافة الى بعض الاتهامات، إضافة مثلا الى عدم حصول اجتماع بين الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع، إضافة الى عدم تواصل حزب الكتائب مع تيار المستقبل، إضافة لالتزام الرئيس نبيه بري بالصمت رغم معرفته بأسرار كثيرة. اما بالنسبة الى حزب الله فهو يعرف الاسرار لكنه لا يقترب منها ويحفظها لذاته، ويعلن سياسة الإيجابية تجاه رئيس الحكومة الرئيس سعد الحريري دون ان يتدخل في أي تفصيل يتعلق بعودته عن الاستقالة وغيرها، بل اكتفى حزب الله بالالتزام بالبيان الصادر عن مجلس الوزراء والذي ذكر النأي بالنفس وعدم الدخول في الصراعات الإقليمية والتدخل في شؤون الدول العربية.
لكن بعد تفاعل الشعب اللبناني كله حول سبب إخفاء هذه الاسرار عنه، ومبادرة شخصيات كثيرة الى التلميح عن خلافات بين الأحزاب وبين جهات، سواء لناحية ما بين التيار الوطني الحر وحزب القوات، كذلك أيضا ابتعاد التيار الوطني الحر في شكل كامل عن حزب الكتائب، ثم تبادل اتهامات على خطوط التواصل الاجتماعي ما بين مواطنين لبنانيين حول موقف حزب القوات ودور الدكتور سمير جعجع اثناء زيارته الى السعودية، ام بالنسبة الى الرئيس سعد الحريري الذي التزم الصمت ولم يقل شيئا الى الشعب اللبناني عما حصل معه في غيابه لمدة 14 يوما في السعودية.
الموقفان الاميركي والفرنسي الداعمان لحرية الحريري
الأمور المعروفة والتي نشرتها الصحف الدولية واهمها نيويورك تايمز الأميركية، ان الرئيس الأميركي ترامب اوعز الى وزير الخارجية الأميركي تيلرسون الاتصال بالمملكة العربية السعودية وإبلاغ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ترك حرية الرئيس سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية كي يعود الى لبنان ويأخذ قراره على الساحة اللبنانية، إضافة الى ان فرنسا تحركت بشكل مباشر وقام الرئيس الفرنسي ماكرون بالتنسيق مع واشنطن بزيارة السعودية لمدة ساعتين فقط والاجتماع في مطار الرياض بولي العهد السعودي محمد بن سلمان وابلاغه ان الاتحاد الأوروبي وأميركا لن تقبل ببقاء الرئيس سعد الحريري في السعودية في هذا الشكل الغامض، وان فرنسا تصر على ان يأتي الرئيس سعد الحريري الى باريس ومنها يعود الى بيروت.وكان العنوان الحفاظ على الاستقرار في لبنان، وإبقاء التسوية السياسية القائمة فيه على أساس انتخاب الرئيس ميشال عون رئيسا للجمهورية وتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة وترؤسها، إضافة الى وجود التمثيل الشيعي عبر رئاسة مجلس النواب والرئيس نبيه بري.
سر استدعاء الحريري يعرفه سامي الجميل ولن يبوح به
لكن السر حول السبب السريع لاستدعاء السعودية الى الرئيس سعد الحريري يعرف جزءا كبيرا منه النائب سامي الجميل، لكنه يتكتم ولم يدل بأي تصريح ولا أي إشارة في اتجاه هذا الموضوع، رغم ان رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل معروف عنه شجاعته واعلانه الأمور بصراحة وعفوية مباشرة الى الناس، لكن لدقة الأمور ولان هنالك اسراراً قد تؤدّي الى خريطة سياسية جديدة على الساحة اللبنانية التزم النائب سامي الجميل رئيس حزب الكتائب الصمت المطلق.اما رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع فالتزم الصمت الكامل، وهو على حلف كبير بينه وبين الرئيس سعد الحريري، والرجلان الحريري وجعجع تربطهما علاقة تحالف وعلاقة مواقف مشتركة وعلاقة خطة سياسية متكاملة. لكن ما هو سبب التزام الدكتور جعجع بالصمت الكامل، فان الجواب ليس موجودا، الا انه اذا تم اعلان المواقف والاسرار، فان الخريطة السياسية في لبنان ستتغير كليا.
صمت جعجع
وزاد صمت الدكتور سمير جعجع قائد القوات اللبنانية طلب الشعب اللبناني معرفة حقيقة ما جرى، سواء على مستوى استقالة رئيس الحكومة وعودته عنها، ام بالنسبة الى موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وما حصل بين رئيس جمهورية لبنان ورؤساء دول العالم حول هذا الامر.كما ان الاعلام السعودي أتت اليه إشارة ربما لانه لم يعد يذكر اسم الرئيس سعد الحريري بأي شكل من الاشكال، ورغم ان الصحف السعودية وتلفزيون العربية والحدث السعوديين تنشر اخبار عن لبنان وعن العالم العربي والاخبار الدولية، فانها امتنعت كليا عن ذكر اسم الرئيس سعد الحريري كليا، وتجاهلت عودته عن الاستقالة، كذلك تجاهلت انعقاد مجلس الوزراء اللبناني وصدور القرار بالنأي بالنفس وعدم التدخل في الصراعات العربية والشؤون الداخلية للدول العربية.
الاعلام السعودي يتجاهل كلياً تحركات الحريري
ولم يأت اثناء نشرات الاخبار في محطة العربية السعودية والحدث، كذلك في التلفزيون السعودي الرسمي، ولا في الصحف السعودية مثل الحياة والشرق الأوسط او موقع ايلاف الالكتروني أي ذكر عن اجتماع الحكومة اللبنانية وعودة الرئيس سعد الحريري عن استقالته. وهذا ما زاد في الأمور غموضا، الى ان تم الإعلان عبر شعار ظهر في وسائل الاعلام ان الرئيس سعد الحريري سيبقّ البحصة يوم الخميس - أي اليوم -، وعندها انتظر اللبنانيون كلهم مقابلة الرئيس سعد الحريري التلفزيونية التي قيل انه سيبقّ البحصة فيها، وهو كان مستعدا لذلك. وإذ فجأة تم الإعلان عن الغاء الحلقة التلفزيونية وعدم ظهور الرئيس سعد الحريري على الشاشة وإعلان ما لديه من معلومات وهو الأكثر ما يعرف عما حصل ويعرف من الاسرار الكثيرة عما جرى معه في السعودية، واستقالته هناك، ومهاجمة ايران واذرعها في المنطقة ويعني بذلك بالنسبة الى لبنان حزب الله، ثم انتقاله الى فرنسا واجراء محادثات مع الرئيس الفرنسي ماكرون بشكل مكثف، ولمدة ساعات، وعلى مدى زيارتين، في قصر الاليزيه حيث اجتمع بالرئيس الفرنسي ماكرون، والمعروف ان الرئيس الفرنسي ماكرون هو شخصية عالمية لا تكتفي بمعلومات فرنسا وأوروبا فقط، بل كان مرشحا للرئاسة لانه يعلم في السياسة الأميركية في العمق، ويعرف بوضع الخليج العربي من خلال خبرته الاقتصادية الكبيرة وشركات النفط العملاقة في الخليج العربي وخاصة شركة أرامكو السعودية، إضافة الى معرفته بحجم الاقتصاد القطري والكويتي وخاصة القطري الذي بلغ الاف المليارات نتيجة ثروة الغاز الكبرى في قطر. كذلك فان الرئيس الفرنسي ماكرون يعرف السياسة الإسرائيلية ويعرف لبنان تماما، ويعرف اخبار سوريا والعراق وغيرها. ولذلك فان وصوله الى الرئاسة لم يكن صدفة، بل وصل بدعم قوى فرنسية وعالمية كبرى لانها تريد ان يلعب رئيس فرنسا دورا هاما بعدما كان الرئيس الفرنسي السابق هولاند يلعب دورا صغيراً وليس بحجم كبير على مستوى العالم وأوروبا وأميركا والشرق الأوسط واسيا.