تجربتنا البرلمانية تزداد رسوخاً
about 1 year in الإتحاد
يحتفل العالم في الـ30 من يونيو من كل عام باليوم الدولي للعمل البرلماني، وهو التاريخ الذي تأسس فيه الاتحاد البرلماني الدولي، وكان ذلك عام 1889. ويُعدُّ هذا الاتحاد أول منظمة سياسية متعددة الأطراف تهدف إلى تعزيز التعاون الدولي وحل النزاعات من خلال الحوار. وكان الاتحاد، على مدار تاريخه، وما يزال، منصة محورية للدبلوماسية البرلمانية الدولية.
وقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في مايو 2018، ذكرى تأسيس الاتحاد البرلماني الدولي مناسبةً سنويةً للاحتفال بالبرلمانات، التي تقوم بدور بالغ الأهمية على صعيدَيْ التشريع والرقابة على أداء الحكومة، وترسيخ قيم الشورى وتعزيز التجارب الديمقراطية وتحقيق مبادئ الحكم الرشيد وتنفيذ الخطط والاستراتيجيات الوطنية.
ويمثل اليوم الدولي للعمل البرلماني فرصة لمراجعة التقدم المحرز في تحقيق الأهداف المتعلقة بكيفية جعل البرلمانات أكثر تمثيلاً، وأكثر قدرة على مواكبة التغيرات، فضلاً عن دعم إشراك المرأة والشباب في الحياة البرلمانية، وتعزيز قدرة البرلمانات على تحقيق تطلعات الشعوب من أجل إقامة مجتمعات عالمية مستقرة وخالية من النزاعات التي تهدد مسيرة التطور الإنساني. وتمثل هذه المناسبة فرصة كذلك للحديث عن تجربة المجلس الوطني الاتحادي في دولة الإمارات، الذي شهد قفزة نوعية مهمة على صعيد تشكيله وعلى صعيد الدور الذي يؤديه، ودوره في المجالين التشريعي والرقابي، وذلك في ظل إيمان القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بالأهمية القصوى للدور الذي يقوم به المجلس في النظام السياسي.
ويتعيَّن التأكيد على أن تطور المجلس قد تزامن مع تطور الدولة منذ تأسيسها في الثاني من ديسمبر عام 1971، على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان يرى في الشورى نهجاً أساسيّاً لدعم ركائز دولة الاتحاد وترسيخ دور مؤسساتها المختلفة في خدمة المواطن وتقديم كل ما يحتاجه من خدمات معيشية. وتحققت النقلة الكبرى في مسيرة تطوير المجلس في ظل برنامج التمكين السياسي الذي أعلنه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، في عام 2005، والذي وضع خريطة طريق للارتقاء بالعمل البرلماني في الدولة، وتمكين المجلس ليكون أكثر قرباً من قضايا المواطنين وأولوياتهم الرئيسية، وسلطةً داعمة للسلطة التنفيذية. وتقدم إنجازات المجلس خلال الدورة البرلمانية الأولى من الفصل التشريعي الحالي، التي انتهت في 05 يونيو 2024، الكثير من المؤشرات على الدور الحيوي الذي يضطلع به المجلس في الحياة العامة، حيث عقد خلال هذه الدورة 12 جلسة، أقر خلالها 6 مشروعات قوانين، وناقش 7 موضوعات عامة ورفع 60 توصية بشأنها، ووجه 18 سؤالاً برلمانياً إلى ممثلي الحكومة. وكان للّجان الدائمة للمجلس دورٌ فاعلٌ في مناقشة القضايا الوطنية، حيث عقدت الكثير من الاجتماعات، التي استضافت من خلالها العديد من الخبراء والمختصين والمسؤولين في الوزارات والهيئات والمؤسسات الوطنية الاتحادية والمحلية.
وخلال هذه الدورة، وهي الأولى بعد انتخابات عام 2023، واصل المجلس تعزيز العلاقات البرلمانية لدولة الإمارات مع العديد من دول العالم، حيث شاركت الشعبة البرلمانية في 122 فعالية برلمانية دولية، ونجحت في إحراز 4 مناصب برلمانية إقليمية ودولية. كما قدمت 182 ورقة فنية في مختلف الفعاليات البرلمانية، ما أسهم في تفعيل عمل المؤسسات البرلمانية الإقليمية والدولية.
لقد كان المجلس الوطني الاتحادي، منذ تأسيسه، وحتى الآن، شاهداً ومشاركاً فاعلاً في مسيرة الإنجازات التي تحققها دولة الإمارات، وهو يقوم بدور حيوي بشأن صنع السياسات الداخلية، وفي الوقت نفسه، فإنه يشكل مصدراً مُهمّاً من مصادر القوة الناعمة للدولة على المستوى العالمي. وهناك رهان كبير على المجلس في تحقيق الطموحات الوطنية الكبرى، التي تتضمنها مئوية الإمارات 2071، وعلى رأسها أن تكون الإمارات الدولة رقم واحد على الصعيد العالمي.
*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.