الموت في يوم القيامة ..!

أكثر من ٦ سنوات فى الراكوبة

في يوم الرابع والعشرين من يوليوالعام 1924 .. أطلق شاب إسمه محمد عبد الخالق قيل انه مختل العقل .. النار على الزعيم الوطني المصري التاريخي سعد زغلول باشا.. الذي نجا من محاولة الإغتيال باعجوبة ففزعت الأمة خوفا ً على زعيمها المحبوب ..وقد صادف أن توفي في ذات اليوم صاحب النظرات والعبرات الأديب الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي ..فخرجت جنازته يتقدمها دمع رصفائه وأصدقائه من كبار الأدباء والشعراء والفنانين و في بضع عشرات فقط من المشيعين نظراً لإنشغال الناس بحادثة سعد زغلول ..فنظم صديقه أمير الشعراء أحمد شوقي أبياتا شبه فيها رحيله في هذا اليوم تحديداً ..بالموت في يوم القيامة ..إذ قال ..
إخترت يوم الهولِ يوم وداعِ..
ونعاك في عصفِ الرياحِ الناعي ..
من مات في فزعِ القيامةِ لم يجد ..
قدما تشيعُ أوحفاوة ساعي ..
وهكذا رحل الفنان الكبير ابوبكر سالم بالفقيه عن دنيانيا وودعها في هدوء ودون صخب الى مثواه الأخير في عاصمة السعودية الرياض ..ولكن الفرق بين يوم المنفلوطي و الذي غادر فيه بالفقيه ..أن الفنان الضخم الذي ملاء صوته الأفاق وأحبته الملايين قدتوارى عنها في يوم كانت فيه عدة قيامات تفور في ارجاء المنطقة وليست قيامة واحدة ..حادثة إغتيال علي عبد الله صالح .. و خطاب ترامب الذي أثار الغبار في كل شوارع وساحات العالم الإسلامي فضلا عن صخب القاعات و ضجيج الحناجر ..فمر خبر وفاته دون أن ينتبه له الكثيرون حتى الذين ذابوا ولهاً مع كلماته التي تخرج مع إحساسه الذي يلامس الأفئدة والوجدان قبل أن ينفذ اليها من المسامع .
مات أبوبكر وفي حلقه بقية من لحن كالغصة وهو يترك محبوبته اليمن تتناهشها الذئاب من كل طرفٍ
و الكوليرا تفتك بانسانها مؤتلفة مع الجوع الذي يمتص لحم جسده الضعيف وينخرمع سوس الهزال في عظامه وما بقي فيه من أحشاء .وفلذات كبده يذوبون بين يديه العاجزتين وأمام أعين الأمهات اللاتي جف في مآقيهن الدمع وخان صدورهن در ُ الضرع !
وهو الذي لطالما تغنى ببره لحنونته ومسق --- أكثر

شارك الخبر على