تجربة كلية السينما والتلفزيون العراقية المستقلة في المقهى الثقافي العراقي في لندن

أكثر من ٦ سنوات فى المدى

ما تزال مشاكل السينما العراقية الأساسية قائمة من حيث المبدأ ولم يجرِ تناولها بجدية من قبل الجهات الحكومية المسؤولة على ملف الثقافة والفنون ( وزارة الثقافة بشكل خاص ) . ورغم ان تاريخ السينما العراقية يمتد منذ نهاية أربعينيات النصف الأول من القرن الماضي، لكن الإشكالية ماتزال نفسها والعيوب ماتزال ترافقها، لأسباب ذاتية وموضوعية ، يقف على رأسها التمويل والتقنيات والكادر النادر والعاجز عموماً بسبب قلة ذات اليد، على تلبية متطلبات ما وصلت إليه السينما في العالم اليوم. ومع إن المجتمع العراقي يعتبر من المجتمعات التي ترتاد السينمات وتعتبر خير مصدر للتموين المادي لها، لكن الظروف العامة وما مرَّ بعه العراق ما تزال تقف حائلاً أمام تطور السينما العراقية بالذات. لقد حاولت أمسية شهر تشرين الثاني في المقهى الثقافي العراقي في لندن الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها من خلال إستضافة المخرجين المبدعين ميسون الباجه جي وقاسم عبد للتعرف على مشروعهما الذي لم يكتب له النجاح بسبب العوز المادي والحصار الذي جوبه به من قبل أكثر من جهة ونتيجة للظروف المعقدة التي يمر العراق والعراقيين عموماً ، حيث أقدم هذان المبدعان على تأسيس كلية السينما والتلفزيون المستقلة وعملا على توسيع دائرة الإهتمام بالفن السابع لدى هواة السينما وطلابها. ، إذ تم إنتاج وأخراج العديد من الأفلام المميزة والتي تعالج المشاكل التي يمر بها الإنسان العراقي والمجتمع عموماً. كان الجهد الثقيل والحماسة وجدية الرسالة قد جعلت ميسون وقاسم ، في مواجهة أكثر من عقبة وعائق وعرضت حياتهما للأخطار الجدية ، فهما كان يعملان في ظروف بالغة الخطورة والتعقيد. لكنهما واجها كل ذلك بتصميم وعزم يجعلنا نرفع لهما القبعات.قدم الأمسية السينمائي علي رفيق ، معلناً بدء الأمسية مع تعريف بكل منهما من خلال قراءة السيرة الذاتية لهما وما قاما به من أفلام ونشاطات متنوعة ومختلفة في هذا الصعيد، ثم ترك المجال لهما للحديث عن تلك الكلية التي لم يكتب لها البقاء ، مع كل ما قامت به من جهود مشكورة ، فأصبحت ، سؤال يجدر الإجابة عليه ، كي لا تنتهي تجارب مماثلة الى ما آلت إليه هذه التجربة الهامة في تاريخ السينما العراقية المستقلة والذاتية التمويل.فهي واحدة من من مؤسسات المجتمع المدني ونافذة مهمة من نوافذ المفاهيم الديمقراطية التي أخذت تنمو ولو بصعوبة داخل المجتمع العراقي المعاصر.تحدثت الفنانة ميسون عن التجربة بقولها : " أن الفكرة، هي في أن نساعد الفنانين الشباب من السينمائيين الذين لا يملكون موارد كافية لتحقيق ما في رؤوسهم من أفكار سينمائية ومن خلال توفير الأجهزة والتقنيات التي يمكن أن تساعدهم في تحقيق ذلك رغم ضعف الإمكانيات وبدائية الأدوات وتخلفها عما شهدته تقنيات السينما المعاصرة، لكن قدرنا ان نحقق الكثير من النجاحات وعملنا سوية كفريق عمل جماعي ومتفهم لمجل شروط الإنتاج والإخراج والمونتاج . وكانت سعادتنا بنجاح العديد من أفلام الكلية وحصول العديد منها على جوائز وطنية ودولية ، دليلاً واضح على أهمية التجربة وضرورتها معاً أما الفنان قاسم عبد، فقد ذكرقائلاً : ان كلية السينما كانت تعتمد على ما يسمى بـ ( سينما المخرج ) ، حيث على الطالب ان يقوم بمجمل العمل من أخراج ومونتاج وأنتاج وسيناريو وما الى ذلك ورغم الصعوبات فقد نجحنا في إيصال أفلام الكلية الى اكثر من مهرجان دولي وحصدنا 16 جائزة معتبرة وقمنا بتدريب 6 دورات متتالية رغم الإنقطاعات التي رافقت العمل بسبب الإرهاب وإنقطاع الكهرباء وقد إضطررنا أحياناً أن ننقل عملنا الى بعض البلدان المجاورة كي نستمر في إكمال بعض الأفلام . ومن الأفلام التي انتجتها الكلية المستقلة للسينما والتلفزيون وعرضت على الشاشة خمسة أفلام تباعا وهي من نتاجات الطلبة : - فيلم(فحم ورماد) للمخرج حسين محسن.- فيلم ( تكلم بما تفكر به) للمخرج عماد علي- فيلم (الأرملة) للمخرج حسنين هاني- فيلم( غن أغنيتك) للمخرج عمر فلاح- فيلم (الأم الأخرى) للمخرجين فايز الكناني وسهى أحمدلقد كانت الأفلام محط إعجاب الحضور وتعليقاتهم القيّمة ، حيث تداخل في الأمسية عدد من الجمهور الكريم ، كما ساهم الكاتب زهير الجزائري في مداخلة مستفيضة ، حول الكلية والظروف التي رافقت نشأتها ومن ثم إغلاقها. لأن احدى المخرجات كانت من ضمن الفريق الذي يعمل في وكالة أصوات العراق التي كان يديرها وقتها. عرض كيف تعرضت هذه المخرجة للتهديد بالقتل مما جعلها تترك العراق خوفاً على حياتها. بعدها طرحت عدة تساؤلات من قبل مقدم الأمسية الفنان علي رفيق وقد أجاب عليها المخرجان وأسهبا . إستمرت الأمسية أكثر من الوقت المخصص لها لتميزها بأفلام ناطقة عن حالة العراق اليوم وما يمر به . وأنتهت بصفيق مدوٍ من قبل جمهور المقهى الكريم.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على