فهد بن محمود البيوت التراثية تعكس هويتنا العُمانية

أكثر من ٦ سنوات فى الشبيبة

مسقط - افتتح صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء أمس أعمال المؤتمر العالمي الثاني لمنظمة السياحة العالمية ومنظمة اليونسكو حول السياحة والثقافة الذي يقام بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض بمشاركة 700 شخص من داخل وخارج السلطنة يمثلون 70 دولة حول العالم وبحضور 30 وزيرا للسياحة والثقافة. وأكد صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد على أهمية المؤتمر الذي تشارك فيه العديد من دول العالم ويعمل على إبراز الجانب التراثي وتطوير المجال السياحي، مؤكدًا أن السلطنة تمتلك رصيدًا وافرًا من التراث والثقافة. وقال سموه في تصريح للصحفيين إنه منذ بداية النهضة المباركة وجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- يحث على تطوير القطاع السياحي والاهتمام بالتراث، مبينًا أن هناك سياسة لترميم القلاع والحصون والبيوت الأثرية. وناشد سموه المواطنين الذين يمتلكون بيوتًا أثرية أن يهتموا بهذه البيوت بالتنسيق مع وزارة السياحة لترميمها لأنها ستكون عامل جذب كبيرًا للسياح وهي تعكس هويتنا العمانية. وأشار سموه إلى أن السلطنة فتحت أبوابها لجميع المستثمرين خاصة المواطنين وهي تقدم الدعم لهم في القطاع السياحي، مؤكدًا استفادة السلطنة من تجارب دول العالم في مجال السياحة. وأكد سموه على أن السلطنة تزخر بالكثير من الفنون العمانية التي بلا شك ستكون حافزًا كبيرًا لقطاع السياحة والترويج لها، مشيدًا بجهود الإعلام المعتدل الذي أثبت وجوده وفي التعاطي مع الأحداث بشكل لا يؤثر على الغير ويساعد في بناء العلاقات مع الداخل و الخارج. من جانبه أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان آل سعود رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة العربية السعودية أن السلطنة هي المكان الأنسب لاستضافة مثل هذه الفعاليات، مشيدًا بما تمتلكه السلطنة من مقومات طبيعية وتاريخ عريق وحسن التعامل مع الزوار. وقال سموه: إن هناك تعاونا قائمًا بين السلطنة والمملكة العربية السعودية بحكم ما يربطهما من علاقات متينة، والعمل سويا في برامج التعاون في المجال السياحي في الدول العربية، مشيرًا إلى أن هذه العلاقة الممتدة بين البلدين الشقيقين في تطور مستمر في مختلف المجالات السياحية وصناعة التراث والثقافة والتي تعتبر السلطنة متقدمة في هذا الجانب. وألقى وزير السياحة معالي أحمد بن ناصر المحرزي كلمة خلال المؤتمر أوضح من خلالها أن صناعة السياحة تبوأت ومنذ خمسينيات القرن الفائت مكانة بارزة في الاقتصاد العماني وتجاوزت مساهمتها في العقود الأخيرة الكثيرة من القطاعات الاقتصادية الرئيسية في بعض الدول الأمر الذي أدى مضاعفة الاهتمام الذي توليه جميع الدول المتقدمة والنامية على حد سواء للقطاع السياحي وازداد تركيز غالبية الدول على وضع الخطط والبرامج للاستفادة من الفرص الواسعة المتاحة في هذه الصناعة سريعة النمو القادرة على الصمود أمام الأزمات والركود الاقتصادي بما يفوق قدرة القطاعات الاقتصادية الأخرى. وأضاف معاليه في كلمته أن دول العالم اتفقت وفق أجندة الأمم المتحدة 2030 على تبني أسس ومبادئ التنمية المستدامة والشاملة لعدة مجالات حيوية من ضمنها السياحة والثقافة وقد تبنت هذه الدول هذا الاتجاه لإدراكها وإحساسها العالي بمسؤولياتها ليس فقط نحو تقدم وازدهار أجيالها الحاضرة بل من أجل المحافظة على حق الأجيال القادمة في أن تجد الموارد والإمكانات التي تحقق لها التقدم والازدهار والرفاهية. وقال معاليه: إن الارتباط الوثيق والسياحة والثقافة لا يحتاج إلى تأكيد، فقد أتاحت بمكوناتها المختلفة إحداث تنوع كبير في المنتجات السياحية، مما يمكن العديد من الدول من جذب شرائح واسعة من السياح، بالإضافة إلى هذا الارتباط أتاح فرصة كبيرة لتحقيق استدامة الإرث الثقافي والحضاري لكثير من الدول. وأشار المحرزي إلى أن الوزارة قامت بوضع الاستراتيجية العمانية للسياحة 2040 لتسريع خطوات التنمية السياحية عن طريق الاستغلال الأمثل لهذه الموارد الوفيرة وفق مبادئ الاستدامة، لتحقيق الأهداف طويلة المدى وتحقيق التنويع الاقتصادي ورفع المساهمة المباشرة وغير المباشرة للقطاع في الناتج المحلي وتوفير فرص العمل المباشرة وغير المباشرة للقوى العاملة الوطنية وتعزيز الإيرادات الحكومية ودعم ميزان المدفوعات بهدف الوصول بالتنمية إلى أعلى مستوى ممكن. وأكد معاليه على أنه لابد من استثمار فرصة التجمع لهذا المؤتمر من حيث المشاركة الواسعة للدول الأعضاء في منظمة السياحة العالمية ومنظمة اليونسكو لاستشراف آفاق أرحب لتحقيق المزيد من التنمية السياحية والثقافية في دولنا من خلال تعزيز التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف وتبادل الخبرات الناجحة والخبرات وبما يحقق مصالح مجتمعاتنا في هذين المجالين الحيويين وبما يسهم في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. من جانبها أكدت وكيلة وزارة السياحة سعادة ميثاء بنت سيف المحروقية في تصريح خاصة لـ»الشبيبة» أن القطاع السياحي يعتبر أحد ركائز النمو الاقتصادي في السلطنة، وهو أحد الوسائل المهمة لإيجاد فرص العمل، مشيرة إلى أنه حالياً لكل 10 وظائف هناك وظيفة واحدة للقطاع السياحي، فيما كانت 11 وظيفة سابقاً، ما يؤكد على التوجه العالمي للعمل في القطاع السياحي والمشاريع المستدامة. وأضافت المحروقية: قطاعا السياحة والثقافة في مواءمة كبيرة، ولا ينفصلان عن بعضهما، لذلك كان لابد من المنظمة العالمية للسياحة جذب القطاعين معاً خاصة في دول شرق آسيا لاسيما وأن منطقة الجزيرة العربية لها ثقافة كبيرة لابد من إبرازها بهويتها وملامحها، وقد شهد المؤتمر مشاركة أكثر من 70 دولة وهذا عدد كبير من ممثلي الوزارات والهيئات وأصحاب السمو وسوف تكون إضافة كبيرة لوضع السلطنة كخارطة عالمية بالنسبة لقطاع السياحة والثقافة، وللمشاريع المستدامة ولقطاع المؤتمرات، بالإضافة إلى إبراز السياحة في قطاع المؤتمرات العالمية بالسلطنة. فيما أوضح مساعد مدير عام منظمة اليونسكو للثقافة والعلوم فرانشيسكو بندرين أن المنظمة ستطلق أول موقع إلكتروني للسفر لمواقع التراث العالمي في أوروبا خلال العام المقبل بالتعاون مع عدد من الجهات، موضحًا أن الموقع سيركز على التواصل الحضاري والارتباط بين الدول الأوروبية عن طريق مواقع التراث. اليوم الأول وتضمن اليوم الأول للمؤتمر الذي تستضيفه السلطنة ممثلة بوزارة السياحة ووزارة التراث والثقافة بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية (يو ان دبليو تي او) ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) انعقاد مؤتمر الحوار الوزاري لأصحاب المعالي الوزراء ورؤساء هيئات السياحة والثقافة تطرقوا من خلاله إلى السياحة والثقافة والتنمية المستدامة والتي تناقش الأطر الضرورية للسياسات والأنظمة المشجعة للتنمية المستدامة في قطاعي السياحة الثقافية، وبحث سبل دعم السياحة المسؤولة ذات الوعي الثقافي بما يساهم في تنمية المجتمعات والتبادل الثقافي، والحفاظ على التراث. كما أقيمت جلسة نقاشية بعنوان (السياحة الثقافية كرائد للسلام والازدهار) وتناولت دور السياحة والثقافة في حفظ التراث وإعادة البناء الاقتصادي في مناطق الأزمات. ويناقش المؤتمر القضايا والبرامج والخطط ذات الصلة بقطاع السياحة الثقافية كصانع للسلام ورائد للازدهار وأهمية التنمية السياحية مع الحفاظ على التراث الثقافي ودور الثقافة والسياحة في التنمية الحضرية والإبداع واكتشاف الوجهات الطبيعية الثقافية في السياحة العالمية إضافة إلى تحقيق أهداف خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030. اليوم الثاني وسيتضمن اليوم الثاني للمؤتمر جلسات نقاشية حول دور السياحة في الحفاظ على التراث الثقافي ودور الثقافة والسياحة في التنمية الحضرية والإبداع واستكشاف النطاق الثقافي في السياحة إضافة إلى عرض الملخص الختامي للمؤتمر وإصدار (إعلان مسقط 2017) للمؤتمر العالمي للسياحة والثقافة. وتم على هامش فعاليات المؤتمر افتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر برعاية صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد، والذي شاركت فيه عدة جهات معنية ومختصة وأكاديمية كوزارة السياحة ووزارة التراث والثقافة والهيئة العامة للصناعات الحرفية والهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة «ريادة» ودار الأوبرا السلطانية مسقط وجمعية التصوير الضوئي والمتحف الوطني ومتحف التاريخ الطبيعي ومتحف بيت الزبير وجامعة السلطان قابوس وكلية عُمان للسياحة وكلية التربية بالرستاق والجامعة الألمانية للتكنولوجيا.

شارك الخبر على