التنمية الأسرية.. روح العلاقة ما بين الأجيال
أكثر من سنة فى الإتحاد
يكبر الإنسان، ومعه تكبر أمنيات، ورصيد وافٍ من الخبرات، والتجارب، والمعارف، والثقافة، ويكبر الإنسان، ويشعر أنه كالنهر يفيض بمشاعر، وأحاسيس، وقدرات، ذهنية، ونفسية تؤهله لأن يكون عضيداً لأجيال جديدة، لم تكن مرت بظروف اجتماعية، ولا اقتصادية، ولا اجتماعية، هذا المخزون الفكري يجعل من كبير السن، سنداً مخملياً، على كاهله تسند الأجيال عظمة الرقبة، لتنام قريرة هانئة، من دون غربة، ولا توجس.فلا يمكن للإنسان أن يبدأ من اللاشيء، كما لا يمكن للبناء أن ينهض من دون أساس، واللهاث خلف الجديد البراق من دون وعي، قد يوقع أصحابه في هاوية الفشل، ويدحض جلّ طموحاتهم، لأنه ما من بداية، إلا وسبقتها أسس، وعوامل تأسيس وقواعد، وقوانين، فالتاريخ تقوده حوارية الثالوث الإنساني، (الفرد، المجتمع، النوع) مع تضامن الإنسان العاقل.ولا يمكن لسفينة الحاضر أن تبحر، وتلج في الأغوار، دون أن تكون مسلحة بأشرعة الماضي، والماضي هو ما يختزنه كبار السن من رصيد معرفي، يؤسس لنهضة اجتماعية حاضرة، وهذا ما تقوم به مؤسسة التنمية الأسرية من أجل مجتمع صحيح معافى من درن الإخفاق في التواصل ما بين الأجيال، هذا ما تقدمه هذه المؤسسة الوطنية، في خدمة المجتمع، وتقديم الرعاية بجيل أسس، وأخذ على عاتقة مهمة بناء مجتمع، حديث، ومعاصر، فاليوم تقوم المؤسسة، بتقديم العديد من الخدمات الاجتماعية لفئة كبار المواطنين، وتقدم عدة مبادرات من أهمها: بطاقة بركتنا - عضوية مجلس الحكماء - طلب الالتحاق بورش التأهيل الرقمي- المساندة الاجتماعية لكبار المواطنين والمقيمين - ونادي بركة الدار. كل هذه الإشعاعات، وكل هذه الإضاءات، وكل هذه المبادرات، تأتي من واقع الوعي بأهمية أن يكون لكبار المواطنين، وهم الشريحة - (الأساس) في تشكيل البنية الاجتماعية، وفي ترسيخ ثقافة التلاحم بين الأجيال، وفي تكريس الحب، وهو الترياق الذي يجعل من المجتمع حقلاً يزدان بالورود، والشذا هو هذا العطر الذي يعبق سيرة من نهلوا من تجارب التاريخ ما يثري الوجدان، ويفيض وعياً بالمسؤولية الأخلاقية تجاه أفراد المجتمع، وكل يدلي بدلوه، وبما يملكه من مكامن القوة في الإرادة، والعزيمة، ليظل المجتمع جسداً واحداً مرصوصاً.ما تقوم به مؤسسة التنمية البشرية، هو ما تقوم به الأزهار في نثر العبير في وجدان الوجود، وجعل الجمال، هو السبر، والسيرة، وهو الصورة، والصيرورة في تاريخ مجتمع أراد له المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن يكون المجتمع المثالي في قيمه وأخلاقه قبل كل شيء، وعلى منوال هذه السيرة تذهب القيادة الرشيدة، إلى فكرة فحواها: من ليس له ماض ليس له حاضر، والطريق ممتدة لأجيال تتعاقب، والفكرة واحدة، وهي أننا نحب الوطن، والوطن كأنه عناقيد النخلة، تعانق بعضها بعضاً بحب وشغف.