شعر إماراتي يضيء سماء اليونان بـ«سالونيك للكتاب»

٢٥ يوم فى الإتحاد

الشارقة (الاتحاد)استضاف جناح الشارقة بمعرض سالونيك الدولي للكتاب في اليونان، كوكبة من الشعراء الإماراتيين في «لقاء شعري» شهد مشاركة كل من الشاعرة خلود المعلا، والشاعر علي الشعالي، والأديب الشاعر إبراهيم الهاشمي، إلى جانب الكاتبة اليونانية بيرسا كوموتسي، مترجمة الأدب العربي، وأدارها الدكتور خالد رؤوف، مترجم أدبي يوناني، ضمن فعاليات اليوم الثالث من برنامج الشارقة ضيف شرف المعرض.تناول المشاركون في الجلسة تجربتهم الشعرية الإماراتية والخصائص التي تميز القصيدة العربية، ومدى قدرة الترجمة على إيصال المشاعر والأحاسيس وتجسيد الحالة الانفعالية للشاعر، وليس الاقتصار على المفردات والتراكيب اللغوية والصور البلاغية فقط، مسلطين الضوء على تجربة ترجمة أعمالهم إلى اللغة اليونانية، وانطباعات القرّاء اليونانيين عن قصائدهم.«الطريق التي تأخذني»اختارت الشاعرة خلود المعلا أن تفتح للجمهور اليوناني باباً شاسعاً على المفارقات والتأملات الهادئة في قصيدتها، حيث أخذتهم في قصيدة بعنوان «المدن القديمة» من ديوانها «الطريق التي تأخذني» إلى شاعريتها الخاصة في قراءة الأمكنة، وتحويل مبانيها وتاريخها إلى لغة صافية تقول أكثر مما يبدو للعابرين، حيث قرأت:«أدخل العالم من مدنه القديمةولا ألتفتفي المدن القديمةتجلس القصائد على الطرقاتوبين الحكايا، تقفز فوق الضلوع وتفتح أحضانها للتائهينفي المدن القديمة، تتطاير الفتنةوتنفلت أغانٍ مهووسة تختبئ فيها السواحليهبط السحاب منقاداً ويتناسل الشعرفي المدن القديمة أيضاً، يطير الهواء، تتراقص البيوتتنفتح الأبواب والنوافذ ويتسع قلب العالم لأمثاله».«نارنج»من جانبه، شارك علي الشعالي تجربته في تحول اللحظة الزمنية العابرة إلى مساحة تأمل ممتدة قابلة لحمل مفاهيم عميقة، ولها القدرة على تكثيف الحياة كاملة في لقطة واحدة، تقول ما لا يراه المسرعون والمنشغلون، حيث قرأ قصيدة «نارنج»، قال فيها:«فنجان داكن..فنجانان اثنان، ها هي مسرحية الصباحتبدأ من جديد.قطار يحرث رأسي، يُفرغ رئتيه بعويل ناعم، قطار قديمفاتته المواعيد كلها، وآخر ينتظر العبور.وحول التحديات، التي تواجه الشعراء المعاصرين، قال الشعالي: «الشعر مبجل في ثقافتنا، فإن لم تكن تكتب، فأنت تحفظ، أو تقرأ. ومع الوقت، اكتشفتُ أن الإبداع الحقيقي لا يتجلى إلا إذا انتقل من دائرة الهامش إلى المركز، والكتابة ليست مجدية بالمعنى الاقتصادي، فإما أن يأخذ الشاعر الإبداع على محمل الجد ويكون هو مركز اهتمامه، وإما أن يظل هواية، وحينها لن يكون هذا الشاعر صاحب مشروع».«أنتِ»بدوره، قال إبراهيم الهاشمي، حول بدايته في كتابة الشعر «المرأة سيدة الشعر، وأنا أخذت الشعر من أمي على الرغم من أنها لم تكن تكتب الشعر، ولكني تعلمت الشعر منها، وزوجتي شاعرة، ولا شيء أجمل من أن تكون شاعراً وتكون زوجتك شاعرة».وألقى الهاشمي قصيدة بعنوان «أنتِ» من مجموعته الشعرية «مَسْ»:«أنتِيا أنتيا فاتحة الأمكنةوالمواقيت تيه يديك..لأجلك جئت أول هذا الرحيلكتبت القصائدلتستفئ فيكتجتبي الوجد منكترنيمتها القادمةوخلفت قلبي لديكِموعداً للهوىوالصبابة».ما بين السطورأما الكاتبة والمترجمة بيرسا كوموتس، فتطرقت إلى تجربة ترجمة قصائد الشعراء المشاركين في الجلسة إلى اللغة اليونانية، لافتة إلى أهمية فهم النص، والإيحاءات، وقراءة ما بين السطور، وتقمّص روح الشاعر، وفهم الأسباب التي تدفعه للكتابة. أما موضوع اللغة، فهو آخر ما يفكر فيه مترجم الشعر.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على