آل (سوق الرحمة) آل

أكثر من ٦ سنوات فى الراكوبة

هل سمعتم بشارع “الفواكه”؟ وشارع “الطماطم”؟.. كنت أشاهد مساء أمس حلقة من برنامج “في الواجهة” الذي يعده ويقدمه أستاذنا أحمد البلال الطيب.. تحدث فيها والي الخرطوم الفريق ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين، ووزير البنى التحتية الدكتور خالد محمد خير، ومعتمد الخرطوم الفريق أحمد عثمان (أبو شنب)..
الوزير ظلَّ يشرح شبكة الطرق مستخدماً هذه الأسماء العجيبة والحمد لله لم يكن بينها شارع “القوقنليس”!! ولا أقصد السخرية من أجل السخرية بل لأقرأ كف عاصمة السودان التي يفترض أنَّها مثل أية عاصمة، في الألفية الثالثة تتمتع بخطة إستراتيجية تديرها مؤسسات فنية متخصصة..
لسيد الوالي تحدث عن غياب الخطة التفصيلية لمترو العاصمة.. ونطقها بالانجليزية Detailed Plan .. حسناً كلام منطقي لكن كيف يحصل الوالي على خطة فنية مفصلة من ولاية تتسمى شوارعها بالفواكه والطماطم والمنقة في ظل غياب لأسماء الطرق التي يجتهد المواطن في اختراع أسماء بديلة، فتكون النتيجة “شارع الهوا” و”شارع أحرجونا الدكاترة” وأسماء أخرى لا تصلح للنشر.. افتح خرائط “قوقل” وتمتع بدهشة الأسماء الاعتباطية..
ولاية لا تعرف كيف تسمي شوارعها فأنَّى بها تخطط شبكات مترو أو حتى خطوط “ركشات”..!!.
الأمر لا ينفصل فالتخطيط ليس مجرد ورقة أو ورشة عمل أو تقرير لشركة أجنبية، هو عمل متكامل يبدأ بتعريف الأرض نفسها وتسميتها بدقة تماماً مثل ما هو مطلوب من دقة في تسجيل معلومات الرقم الوطني للمواطن، حتى يمكن التمييز والتعرف عليه.. فعندما لا يرى الوزير في جغرافية منطقة السوق المركزي التي كان يقف جوارها فلا يعرف الشوارع إلاَّ بأسماء المحلات.. شارع الطماطم والمنقة، وأفضلها حالاً شارع “مستشفى الفؤاد” يصبح من العسير افتراض أنَّ هذا الحال وهذه الإدارة قادرة على إنجاب خطط مفصلة أو حتى غير مفصلة..

الذي رأيته في برنامج أستاذنا أحمد البلال يثبت أنَّ الخرطوم ستظل مجرد قرية كبيرة.. ليست كبيرة في حجمها فحسب بل حتى في مشكلاتها.. هل سمعت --- أكثر

شارك الخبر على